الخميس 20/مارس/2025

وادي الربابة.. حي مقدسي يواجه التهويد والاستيطان

وادي الربابة.. حي مقدسي يواجه التهويد والاستيطان

في مواجهة التهويد والاستيطان، يقاوم 800 مقدسي بصمودهم في وادي الربابة في بلدة سلوان، إلى الجنوب من المسجد الأقصى في القدس المحتلة.

ويتربع وادي الربابة على مساحة تبلغ نحو 210 دونمات، يتحدى سكانه ببقائهم سياساتِ الاحتلال ومستوطنيه الرامية لطردهم من أراضيهم.

ويسعى الاحتلال للسيطرة على وادي الربابة؛ تنفيذا لمشاريع ومخططات استيطانية أبرزها في الآونة الأخيرة مشروع “الجسر المعلق” الذي يبدأ من حي الثوري مرورا بحي وادي الربابة وصولا إلى منطقة النبي داود، إضافة إلى أعمال أخرى في أراضي الحي لتحويلها إلى “مسارات وحدائق توراتية”، إضافة إلى زرع القبور الوهمية في أجزاء أخرى من الحي.

خاصرة ضعيفة
ويؤكد الخبير في الشأن المقدسي ناصر الهدمي، أن وادي الربابة هو امتداد لمنطقة سلوان القريبة من المسجد الأقصى المبارك.

وأشار الهدمي في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن الاحتلال يركز على منطقة وادي الربابة؛ لأنها قريبة من المسجد الأقصى المبارك، ويعدها خاصرة ضعيفة نوعاً ما.

وأوضح أن العديد من الأراضي في منطقة وادي الربابة ملكيتها غير واضحة، وإثبات الملكية ليس كما يجب، وبالتالي يستهدفها الاحتلال بمطالبة أهل الحي إثبات الملكية، مشيراً إلى أنه حال عدم إثبات الملكية أو عدم تسجيلها رسميا سيؤدي إلى تحويلها من الاحتلال إلى حالة “أملاك الغائبين”، والتي بدورها تحولها للجمعيات الاستيطانية للبناء الاستيطاني.

وأكد أن الاحتلال يريد أن يدخل من هذه الخاصرة ليخترق الأحياء المقدسية ويفتتها عبر بؤر استيطانية يعيش فيها غولات المستوطنين من أجل السيطرة على المدينة ومنع الجمع المقدسي من التكامل والترابط.

وسمي وادي الربابة بهذا الاسم لأنه ضيّق من الأعلى، ويبدأ بالاتساع تدريجيا باتجاه الأسفل، وهو مشابه لآلة الربابة الموسيقية العربية القديمة.

وهذه التسمية تعد حديثة مقارنة بالتسمية القديمة، حيث أُطلق على الوادي في الفترة الكنعانية اسم “جاي هنوم” وتعني “وادي جهنم”، أما كبار السن من المقدسيين فيسمونه “المنطقة الحرام” باعتباره الخط الفاصل بين شطري المدينة الشرقي والغربي.

وأوضح الهدمي أن الوادي يمتد من الواد الممتد من جهة وادي الجوز ويلتقي بواد قدرون “واد جهنم”، ويمتد في جهة وادي الربابة المحيط في الجبل المبني عليه المسجد الأقصى المبارك.

وأشار إلى أن منطقة وادي الربابة تعد مقدسة من جميع الأديان التي مرت على المنطقة، لافتاً إلى أنها مطلة على باب الرحمة التي اتخذها المسلمون كمقبرة، وهي مطلة على مقبرة للنصارى وأيضاً مقبرة لليهود، بالإضافة إلى مقبرة وثنية قديمة ترجع للعهد الفرعوني يسميها اليهود “آفي شاليم”.

وقال: إن الاقتحامات وأعمال التجريف التي تجرى في وادي الربابة تأتي استكمالاً لما جرى في منطقة البستان في سلوان من إخطارات لهدم بيوت وتفريغ المنطقة، لافتاً إلى أن هناك 80 بيتًا أبلغهم الاحتلال بنيته هدمها بدعوى أنها مبنية على أراضٍ غير واضحة الملكية أو أنها مبنية دون الحصول على الترخيص المطلوب في تلك المنطقة.

وحي وادي الربابة، هو المنطقة المتبقية لأهالي سلوان لبناء المنازل والمدارس وعمل الحدائق الخاصة، إلا أن سلطات الاحتلال ترفض إصدار التراخيص لذلك، كما تلاحق السكان عند البناء أو التوسع أو حتى زراعة الأرض وبناء السلاسل.

مخطط تهويد
ويقول حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية: إن حي وادي الربابة جزء لا يتجزأ من أرض المدينة المقدسة بالإضافة إلى الوديان الأخرى.

وأشار عيسى، في تصريح خاص لـ “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن إسرائيل الآن تخطط لإقامة ما يسمى القدس الكبرى على مساحة 600 كيلومتر مربع، بهدف تهويد المدينة واستحداث طابع يهودي جديد وإقامة “القدس الكبرى” على غرار العاصمة البريطانية لندن.

وأوضح أن “إسرائيل” بدأت مخططاتها بوادي الجوز ووادي الربابة وغيرها من أحياء القدس، مشيرًا إلى أن “إسرائيل” تمارس كل الضغوط على سكان سلوان، وتعمل على الهدم الكبير لإفراغها من أهلها ومسح المناطق وامتداد المستوطنات وإقامة الأحياء الاستيطانية بما ينسجم مع القدس الكبرى.

وقال: “علينا كفلسطينيين أن تفكر في كيفية تغيير قواعد الاشتباك مع الاحتلال بأسس جديدة، ولا بد أن يكون هناك فكر جديد ونضال جديد ووحدة وطنية مبنية على أسس سليمة وجهود جماعية من الكل الفلسطيني”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات