السبت 31/أغسطس/2024

رؤية حماس في علاقاتها السياسية.. أبو مرزوق يتحدث عن الواقع والمأمول

رؤية حماس في علاقاتها السياسية.. أبو مرزوق يتحدث عن الواقع والمأمول

أكد موسى أبو مرزوق، رئيس مكتب العلاقات الدولية في “حماس”، أن “الواقع يُحتَم على حركته دراسة المنظومة السياسية من أجل تطويرها، حتى تحقق المصالح الاستراتيجية للقضية الفلسطينية”، مشددا، على ضرورة قطع حبل التأييد الخارجي للكيان الإسرائيلي وتفكيكه.

وأضاف، خلال ورقة قدمها، ضمن فعاليات المؤتمر السابع، في ذكرى انطلاقة “حماس”، مساء الثلاثاء، وتحت عنوان “العلاقات الدولية بين الواقع والمأمول”، أن الاحتلال الإسرائيلي يولي أهمية كبيرة للعلاقات الدولية، باعتباره الكيان الوحيد الذي أنشأته الأمم المتحدة، و”لذلك صراعنا لا ينحصر بالعدو الصهيوني، بل يمتد إلى ميادين العلاقات مع الدول كافة”.

وأكد أن “حماس” تحرص على بناء العلاقات مع جميع الدول “لأننا نريد من الدول أن يسمعوا منا، لا أن يسمعوا من غيرنا”.

العلاقات العربية

وشدد أبو مرزوق على أن ثوابت علاقات “حماس” بالدول العربية، تستند على عدم التدخل في شؤون أي دولة، مؤكدًا أن “حاضنتنا في المنطقة العربية بكل مكوناتها، فهم شركاء في القضية، وقوة العرب قوة لنا، وخسارة العرب خسارة لنا”.

وأضاف، “نحرص على توضيح سياساتنا، دون إبداء العداء لأي دولة مهما كان موقفها”، واستدل على ذلك، “بموقف السعودية واعتقالها لكوادرها، وكذلك الأردن، التي طردت قادة الحركة أكثر من مرة، ومع ذلك لم تبادرهما حماس بالعداء”، وفق أبو مرزوق.

وأوضح القيادي في “حماس”: “لا ننحاز لمحور في مواجهة محور آخر، ونريد من كل المحاور أن تكون  مع فلسطين، سواء كانت محاور اعتدال أو ممانعة أو غيرها”، مؤكدًا أن علاقتنا تتسع للجميع، عدا الكيان الصهيوني.

وفيما يتعلق بعلاقات حركته مع مكونات أي بلد عربي، أوضح أبو مرزوق، أن “حماس تلتزم بعلاقاتها مع جميع الأطراف في البلد الواحد، ولا تعادي أحدًا على أساس مذهبه أوعرقه أومعتقده، ولا نناصر أي دولة اعتدت على دولة أخرى، وأساس علاقاتنا هي المبادئ والأخلاق والضوابط الإسلامية، وقد نجحنا في إرساء قواعد لهذه العلاقات انطلاقا من هذه المبادئ والضوابط”.

واستطرد، “نبحث في علاقاتنا على قواسم مشتركة، نحافظ فيها على نقاط الالتقاء ونعمل على تعزيزها”، منبهًا أنه “لا يوجد علاقات تتطابق في العلاقات الدولية، وهنالك دائمًا تباين في المواقف، إلا أننا نبحث عن المشترك بما يخدم القضية الفلسطينية”.

وأوضح أن “رؤيتنا تنطلق من كوننا مشروعا سياسيا تحرريا متكاملا يهدف إلى تفكيك المشروع الصهيوني، وأن يكون مكملاً للعمل المسلح المقاوم وما حققه من إنجازات”.

وحذر من أن “الاحتلال يعمل على بناء طوق سياسي متمثل بالتطبيع، وأنه من بنود الاتفاقيات أن لا يعمل أي مكون ضد إسرائيل”.

أوروبا والكيان الصهيوني

وأشار إلى أن “الكيان الصهيوني يعد قاعدة متقدمة لأوروبا، ويجب العمل على فصله عنها، وإنجاز حقوقنا وحماية المقاومة وتوفير الدعم المادي والسياسي، بما لا يتعارض مع رؤيتنا”.

وأوضح أن أوروبا تعدُّ متنفسا للحياة بالنسبة للمشروع الصهيوني، الذي يهدف إلى جمع اليهود من أنحاء العالم كافة على أساس ديني في فلسطين، بما بات يعرف بيهودية الدولة.

ونبه إلى أن “الكيان الصهيوني يولي لعلاقاته مع الغرب اهتماما كبيرا، لحشد التأييد والدعم المالي”، مشيرًا إلى أن الجاليات الفلسطينية، تعاني من اللوبيات الصهيونية، التي تعي أن ما تكسبه القضية الفلسطينية في العلاقة مع الغرب يكون على حساب الاحتلال الصهيوني، وما يكسبه الاحتلال يكون على حساب القضية الفلسطينية”.

وتطرق “أبو مرزوق” إلى أهمية علاقة حركته مع روسيا، كعضو في مجلس الأمن والرباعية الدولية، مشيرًا إلى استخدام موسكو “الفيتو”، لمصلحة القضية الفلسطينية، ما يعكس تفهمًا للرواية الفلسطينية، وطبيعة الصراع مع الاحتلال.

وأشار إلى أن الحركة تهدف من خلال العلاقات الدولية إلى تأكيد حضورها السياسي، وإطلاع العالم على موقفنا دون تشويه للحقائق، كما يفعل الاحتلال.

وأضاف “كما نسعى لتوفير أبعاد جيوسياسية لتحركاتنا وإحداث تقارب مع الدول والحصول على الدعم السياسي والمادي، والتعريف بمظلومية الشعب الفلسطيني، وتوفير البيئة المناسبة للمقاومة، بما لا يتعارض مع الشرعية الدولية”.

وتحدث “أبو مرزوق” عن أهمية “الدبلوماسية الرقمية”، التي تلعب دورًا مهمًّا في إيصال السردية الفلسطينية وانتهاكات الاحتلال.

وأضاف، المأمول الكثير من العلاقات عبر الدبلوماسية الرقمية، فهي أكثر فاعلية، واتساعها أكثرعمقًا وجغرافيًّا وتوظيفها سياسيًّا يتطلب جهدًا كبيرًا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات