الأربعاء 24/أبريل/2024

رنتيس.. بلدة فلسطينية تزخر بثروات تنهبها إسرائيل

رنتيس.. بلدة فلسطينية تزخر بثروات تنهبها إسرائيل

على كنز إستراتيجي من الثروات الطبيعية، تقع بلدة رنتيس إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله، ما جعلها فريسة لأطماع الاحتلال الصهيوني ونهبه المستمر.

ومنذ سنوات، يواصل الاحتلال أعمال استخراج النفط والغاز يوميًّا من حقل “مجد5” المقام على أراضي البلدة، التي ينهب ثرواتها، ويعيش سكانها الفلسطينيون معاناة لا تتوقف جراء سياسات الاحتلال واعتداءاته.

ويؤكد شاكر أبو سليم، رئيس مجلس رنتيس، أن البلدة تعيش على كنز إستراتيجي يسرقه الاحتلال يومياً دون أن ينتفع منه الفلسطينيون بأي شكل من الأشكال.

وأشار أبو سليم -في تصريحات صحفية- إلى أن القرية تقع على حقول ضخمة من الغاز والنفط الطبيعي يقدر بالمليارات.

وبدأت حرب الاستنزاف لأراضي رنتيس منذ سنوات طويلة قبل اكتشاف حقول النفط؛ من خلال إقامة الجدار الفاصل الذي اقتطع أجزاء كبيرة من أراضيها.

وذكر أبو سليم أن مساحة أراضي القرية الفعلية كانت تقدر بـ 37 ألف دونم قبل أن تصادر حكومة الاحتلال 27 ألف دونم لمصلحة جدار الفصل العنصري، ومن ثم حقول التنقيب عن النفط والغاز بالإضافة إلى إقامة إحدى القواعد العسكرية الأمريكية على أراضيها.

وأرض رنتيس -التي كانت تمتد على مساحة قرابة 40 ألف دونم- مقسومة بخط أسود عرف بـ”خط الهدنة” الذي عُزل وصودر بموجبه أكثر من ثلثي أراضي القرية في المناطق المحتلة عام 1948، وتبقّى للسكان أقل من ثلث ممتلكاتهم في الأراضي المحتلة عام 1967، واستمرت المصادرات الإسرائيلية منها حتى اليوم.

كميات ضخمة
وكشف أبو سليم أن التقارير تتحدث عن وجود 2.5 مليار برميل من النفط و182 متر مكعب من الغاز، وتمنع سلطات الاحتلال الفلسطينيين من الاستثمار أو القيام بأي نشاط وعمل من شأنه الوصول إلى الأرض وما تحتويها.

وعن تاريخ بداية أعمال التنقيب قال أبو سليم: “قبل 20 عاما تقريبا بدأ الاحتلال بمسح جيولوجي، وبعد ذلك وتحديداً في عام 2009 حفر أول بئر تبعه إقامة أول منصة وبرج لاستخراج النفط والغاز عام 2012”.

ونبه أبو سليم إلى أنّ الأرض كانت تزرع بالقمح منذ سنوات قبيل السيطرة الكاملة عليها من الاحتلال.

آلات حفر جديدة
ورصد الأهالي مؤخراً تركيب حفار جديد ووضع بركسات وغرف جديدة وحركة على مدار 24 ساعة عمل متواصل وسيارات كثيرة جدا تنقل العمال على مدار الساعة.

وقال رئيس المجلس القروي: “الاحتلال استغل الاتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير ابتداء باتفاقية أوسلو ثم اتفاقية باريس التي تحرم السلطة من التنقيب عن أي ثروات في الأراضي الفلسطينية دون موافقة الاحتلال”.

ورأى أبو سليم أن الهرولة المتمثلة بالتطبيع مع الاحتلال تولد شعورًا بالخيبة واليأس حول وجود أي حل بخصوص الأرض المسلوبة والثروات المنهوبة وإمكانية عودة الحق إلى أهله.

شبح “الضم”
وبلدة رنتيس من البلدات الفلسطينية المهددة بالضم (السلب) الإسرائيلي.

ويؤكد أكبر معمَّري قرية رنتيس الفلسطينية الحاج عمارة وهدان (أبو صالح) أن القرية فقدت في سنة 1948 مصدر رزقها في الأراضي السهلية خاصة، و”لم يبق لنا سوى الأرض الجبلية وقليل من الحقول”، فاضطر الأهالي للبحث عن رزقهم ونزحوا إلى الأردن، ثم في الستينيات والسبعينيات إلى دول الخليج العربي، مضيفا أنه “لم يبق فيها سوى 500 من أهلها بعد أن عدّوا بأكثر من ألفي نسمة قبل النكبة”.

ويتابع أبو صالح الذي رسم في شبابه خريطة للبلدة “أخذتني الغيرة والحسرة على قريتي، وأنا أعرفها على امتدادها حتى حدود الساحل الفلسطيني فرسمتها كي يعي الشباب أرض بلدهم الخصبة الغنية حتى لو حرموا منها”.


خريطة رسمها أبو صالح لأراضي رنتيس مقسومة بخط أسود

وعرف أبو صالح واحدًا من أبناء القرية الذين هبوا للدفاع عنها وعن القرى المجاورة في النكبة، وقاتل إلى جانب القائد الفلسطيني المعروف حسن سلامة الذي استشهد متأثرا بإصابته فيما عرف بمعركة “رأس العين” في مايو/أيار 1948.

ويبقى أهالي البلدة مصرين على الصمود والثبات في أرضهم رغم عمليات التدمير والتهجير وخطط الضم (السلب والنهب)، مشددين على أنهم لن يفرطوا بأرضهم مهما كانت التضحيات، وأن الحق سيعود في النهاية لأصحابه.

المصدر: حرية نيوز + المركز الفلسطيني للإعلام

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

جامايكا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين

جامايكا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين

كينجستون – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزيرة الخارجية والتجارة الخارجية في دولة جامايكا، اليوم الأربعاء، أن دولتها اعترفت رسميًا بدولة فلسطين....