الخميس 25/أبريل/2024

بالذكرى 33 للانطلاقة.. حماس مسيرة عطاء جبلت بالتضحيات

بالذكرى 33 للانطلاقة.. حماس مسيرة عطاء جبلت بالتضحيات

من مجموعات صغيرة مؤمنة في ربوع الوطن الفلسطيني إلى حركة قائدة للمشروع الوطني ومحط آمال الأمة في النصر والتحرير.. هكذا تبدو حركة حماس، بعد 33 عامًا من انطلاقتها.

مسيرة حافلة بالعطاء خاضتها حماس في ميادين شتى من الدعوة إلى الإصلاح والبناء المجتمعي، والمقاومة إلى الحكم الرشيد، والمزج بينهما وسط تحديات داخلية وإقليمية ودولية عبرتها بتضحيات جسام، وطريق عُبّد بالدماء والأشلاء من القادة والجند، وما زالت على العهد.

ويوافق 14 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، الذكرى السنوية لانطلاقة حركة “حماس”، التي تأسست عام 1987، على يد مجموعة من القادة الفلسطينيين أبرزهم الشيخ أحمد ياسين.

وفي ظلال الذكرى المجيدة، التقى “المركز الفلسطيني للإعلام” عددًا من قادة حماس، حول رؤيتهم لما آلت إليه الحركة، ورسالتهم إلى شعبهم.

نضوج وواقعية
يقول سامي خاطر، عضو المكتب السياسي لحركة حماس: إن الحركة انطلقت فتيّة ولا تزال فتيّة، وظلت منسجمة مع رؤيتها الإستراتيجية للتحرير والعودة.

وأشار في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن حماس نضجت أكثر في واقعية سلوكها وتكتيكات عملها السياسي، وقد وضح للجميع أن منهج المقاومة الذي مارسته الحركة هو المنهج المثمر، خلافا لمنهج المراهنة على مجرد التفاوض مع العدو بدون امتلاك أوراق القوة سواء كانت عسكرية أو سياسية.


سامي خاطر، عضو المكتب السياسي لحماس

وأكد أن حماس أحسنت في بناء منظومة وطنية تقوم على التعاون وتنسيق المواقف، بل وبناء آليات عمل مشتركة مع مجموع فصائل العمل الوطني كآلية مواجهة الحصار، وغرفة العمليات المشتركة.

ونبه إلى دورها في توحيد القوى، واجتراح السبل والمعالجات لإصلاح الوضع السياسي الفلسطيني الذي يقوم على أساس الشراكة، ما دمنا لا نزال في مرحلة تحرر وطني، وليس بناء نظام سياسي لدولة مستقلة تختار النظام السياسي الديموقراطي الذي يرتئيه شبعها.

وقال: حماس اليوم أصبحت ملء السمع والبصر، وفاعلا كبيرا وأساسيا في رسم واقع القضية الفلسطينية ومستقبلها.

أصالة الفكر وشدة البأس
مسؤول دائرة العلاقات الوطنية في حركة حماس وعضو مكتبها السياسي حسام بدران، قال: إن الحركة باتت أصلب عودا، وأشد بأساً، وأقوى شكيمة، وأكثر صمودا.

وأكد بدران، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن حماس حافظت على طهرها ونقائها وأصالة فكرها، مشيراً إلى أنها لا تزال محافظة على الثوابت، ووفية للشهداء، وملتزمة بنهج المؤسسين، لم تغير ولم تبدل.


حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحماس

وشدد بدران بهذه المناسبة على أن المقاومة بجميع أشكالها أساس عمل الحركة، وهي مستمرة في مشروع المقاومة فكرا ومنهجا وثقافة وتدريباً وإعدادا وممارسةً، مؤكداً أن “هذه أمور غير قابلة للنقاش أو الحوار أو المساومة؛ لأن هذا حق أصيل لشعبنا في مقاومة الاحتلال ومواجهته”.

وتابع أن “حماس اليوم هي الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه في القضية الفلسطينية، فهي تحظى باحتضان شعبي واسع، وتأييد كبير في صفوف الأمة العربية والإسلامية”.

وأضاف: “حماس تحظى بالاحترام والتقدير والثقة من مختلف الأطراف بسبب مصداقيتها ووضوح مواقفها”.

وأشار إلى أن الحركة اليوم متماسكة داخليا رغم كبر حجمها واتساع ساحات وجودها؛ تحكمها اللوائح، والقرار فيها للمؤسسات المختصة فيها، وتحترم قياداتها وتقدرهم، لكنها لا تقدس أحدا.

وقال: “الإنجاز في الحركة مرده إلى العمل الجماعي المتكامل والمتراكم. هذه حماس تتقدم في كل عام من عمرها وتسير نحو المعالي، واثقة بنصر الله مطمئنة لصوابية الطريق وعدالة القضية، وهي على العهد ستبقى حتى التحرير والعودة”.

إنجازات
ويؤكد الدكتور سامي أبو زهري، الناطق باسم حماس، وعضو مكتب العلاقات العربية أن “حماس نجحت خلال مسيرتها في تحقيق إنجازات كبيرة في مقدمتها مشروع المقاومة بتفعيله وتحويله إلى ثقافة شعب وتحرير جزء من الوطن ،وهو قطاع غزة، ومن ثم تحويله إلى قاعدة لمشروع التحرير”.


سامي أبو زهري، الناطق باسم “حماس”

وأشار إلى مراكمة القوة خلال ذلك بكل الأشكال والوسائل ونجاحها من خلال ذلك في الصمود في المعارك الواسعة التي جرت مع الاحتلال، في إشارة إلى 3 حروب تعرضت لها غزة، ونجحت فيها حماس في البقاء صامدة مع توجيه ضربات قوية للاحتلال الذي فشل في كل مرة في تحقيق أهدافه.

وعلى الصعيد السياسي مثلت الحركة -بحسب أبو زهري- حصناً للمشروع الوطني وقطع الطريق أمام مشاريع التصفية وسط ضعف السلطة وانخراطها في مشاريع التعاون الأمني والاقتصادي مع الاحتلال.

وعلى صعيد الأمة أصبحت حماس أمل الأمة وعنوانها، وأعادت تحشيدها خلف القضية الفلسطينية، وأصبحت هذه القضية هي عامل حيوية الأمة وتوحيدها على هذه القضية الجامعة رغم جراحات الأمة وانشغالاتها الداخلية والبينية، وفق أبو زهري.

رسالة حماس إلى شعبها
وحول رسالة حماس اليوم، يقول خاطر: رسالتنا لشعبنا وأمتنا، أن الذي يوفق إلى رؤية شاملة وناضجة، تستند للحق، وتستعين بربها، وتظل ثابتة على ذلك، لا بد أن يأتي النصر مهما كانت العقبات والعراقيل.

وشدد على أن الثبات على منهج المقاومة، ووحدة الموقف الوطني الفلسطيني، والاستناد إلى العمق العربي والإسلامي هو الطريق الذي يوصل للتحرير والعودة بتوفيق الله سبحانه وعونه.

وفي رسالة لأبناء شعبنا قال بدران: “حماس منكم وإليكم، وهي أمينة عليكم، وحريصة على تحقيق مصالحكم، والتي هي مقدمة على كل مصلحة حزبية أو خاصة.. كل التحية والمحبة والتقدير لمختلف مكونات شعبنا في الداخل والخارج”.

رسالة اعتزاز
وتوجه القيادي أبو زهري برسالة اعتزاز لهذا الشعب العظيم، الذي نجح في الثبات على أرضه ومقارعة الاحتلال رغم المؤامرات الخارجية والعدوان الإسرائيلي، ولولا أن المقاومة تمتلك هذا الشعب العظيم لما أمكن لها إحراز كل هذه النجاحات.

وأضاف: “صحيح أن هناك معاناة كبيرة، لكن هذه تجارب التاريخ لا حرية بلا ثمن، ولنستذكر دائماً قول الله تعالى “إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون”.

وتابع “رغم الصعوبات والمؤامرات والانهيارات السياسية من حولنا إلّا أننا واثقون من الانتصار؛ فهذا وعد الله، ونحن أعددنا العدة، وأخذنا بكل الأسباب وما علينا إلّا أن نصبر ونواصل العمل والنصر بإذن الله”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقررة أممية تدعو لفرض عقوبات على إسرائيل

مقررة أممية تدعو لفرض عقوبات على إسرائيل

عمان – المركز الفلسطيني للإعلام  أكدت مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان المعنية بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، أن...