الخميس 18/أبريل/2024

البناء فيإي1.. هل أطلقت إسرائيل غول استيطانها في المنطقة الحمراء؟

البناء فيإي1.. هل أطلقت إسرائيل غول استيطانها في المنطقة الحمراء؟

تواصل “إسرائيل”، إطلاق غول استيطانها في الأرض الفلسطينية، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والأصوات المنددة والرافضة؛ في محاولة منها لفرض وقائع على الأرض.

فقد أقرت سلطات الاحتلال مخططاً لبناء مدينة استيطانية قوامها 3500 وحدة في أراضي العيسوية وعناتا والطور في المنطقة المعروفة بـ”إي1″.

هذه الخطوة أدانتها الخارجية الفلسطنيية، اليوم الجمعة، وحذرت منها، وقالت إنها تقضي على أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية.

تحذير
منظمة “عير عميم” الحقوقية “الإسرائيلية” حذرت بشدة من المخطط وقالت: إن إقامة مستوطنة “E1” كبيرة ومفصلية ستكون بمنزلة الحجر الأخير في جدار الفصل وتقسيم الضفة وخاصة عندما تربَط مع مستوطنة “معاليه أدوميم” لتشكل بذلك حاجزاً وجداراً من الوحدات الاستيطانية التي لن تسمح بتواصل جغرافي وديمغرافي فلسطيني بسببها ومن خلالها، وسيكون من المستحيل إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.

وأشارت إلى أنه يعيش في منطقة “E1” حوالي 3000 فلسطيني في مجتمعات بدوية صغيرة منها “الخان الأحمر” فيما يعرف ببادية شرقي القدس، تنوي الحكومة “الإسرائيلية” ترحيلهم.
 
عزل القدس 
الباحث في شؤون الاستيطان خالد معالي قال: إن الهدف الأكبر من البناء في منطقة “إي1” هو عزل مدينة القدس المحتلة بالكامل عن محيطها، وقطع الطريق على إمكانية إقامة دولة فلسطينية عاصمتها “القدس الشرقية”.

وأكد معالي في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن هذه المنطقة تعد امتدادا طبيعيا وعمرانيا لأهل القدس المحتلة، ومن شأن البناء الاستيطاني فيها قطع الطريق على أي متداد طبيعي وعمراني.

وأشار إلى أن “إسرائيل” كذلك تسعى لتعميق سياسة طاردة للمقدسيين، وتهجيرهم، وفق سياسات ممنهجة ومدروسة.

وأكد معالي أن نتنياهو بخطواته الاستيطانية المتسارعة يسعى لإرضاء المستوطنين سيما في إطار الأزمات السياسية التي تعصف بالساحة الداخلية الإسرائيلية، مستغلا المدّة الانتقالية في الولايات المتحدة والدعم المطلق من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

وأضاف أن نتنياهو يستغل صمت السلطة الفلسطينية وعودتها للتنسيق الأمني وضعف الجبهة الداخلية الفلسطينية، في إقرار المزيد من الوحدات الاستيطانية في منطقة “إي1” ومناطق مختلفة في الضفة الغربية والقدس.

مشروع خطير
ومشروع “إي 1″ هو مشروع استيطاني وصف بـ”الأخطر” على الإطلاق، أقرته “إسرائيل” عام 1997 في عهد وزير الحرب آنذاك إسحق مردخاي.

وتبلغ مساحته 12443 دونماً من أراضي قرى (الطور، عناتا، العيزرية، أبو ديس)، ويهدف  إلى إقامة منطقة صناعية على مساحة 1 كم2، وإقامة 4000 وحده سكنية و10 فنادق.

وتوقّف تنفيذها لمدّة في عام 2009 تحت ضغط دولي، إلّا أن سلطات الاحتلال عاودت العمل بها في 2014، خاصةً بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب نقل السفارة الأميركية إلى القدس في العام 2018.

وقالت: إن المدرسة في تجمّع الخان الأحمر البدوي المُهَجَّر تقع على الطريق الالتفافي “1” السريع ضمن منطقة “إي 1” شرق القدس.

ويتضمّن المُخطَّط إنشاء مُستوطنات “إسرائيليّة” جديدة تضم 4000 وحدة ومنطقة صناعيّة وعشرة فنادق ومقبرة كبيرة تمتد على مساحة 12443 دونما من الأراضي المُصادَرة من قرى عناتا والطور وحزما بالإضافة إلى العيزريّة وأبو ديس، والتي تُعد جميعها الامتداد السكاني الطبيعي للفلسطينيين في شرقي القدس المحتلة، ما يعني ضم هذه المناطق إلى “إسرائيل” ضمن ما تسمّيه الأخيرة “أراضي دولة”.

وعن حدود المشروع قالت منظمة “عير عميم”: “تمتد هذه المنطقة الجبليّة في وسط الضفة الغربيّة، ويحدّها من الغرب مستوطنة “التلّة الفرنسيّة”، ومن الجنوب الغربي بلدة أبو ديس، ومن الجنوب مستوطنة كيدار، ومن الشرق مستوطنة معاليه أدوميم، ومن الشمال مستوطنة علمون.

كما تشمل جيبًا صغيرًا يقع شرق مستوطنة معاليه أدوميم على الطريق 1 السريع بين القدس وأريحا، ويضم تجمّعات بدويّة فلسطينيّة مثل الخان الأحمر.

وتقع جميع هذه الأراضي ضمن مناطق “ج” حسب اتفاق أوسلو، حيث تخضع للسيطرة الأمنيّة والمدنيّة “الإسرائيليّة” وتسيطر عليها بلديّة مستوطنة “معاليه أدوميم” التي تعد من كبرى المستوطنات “الإسرائيلية” في القدس والضفة الغربية.

مخاطر كبيرة
وعن المخاطر الكبيرة للمشروع الاستيطاني، قال عبد الله أبو رحمة، وهو خبير في الاستيطان: إنه سيغلق المنطقة الشرقية من منطقة القدس تمامًا، وتطويق المناطق (عناتا، الطور، حزما) وليس هنالك أي إمكانية للتوسع المستقبلي باتجاه الشرق.

وأضاف في حديث لمراسلنا: “منع إقامة “القدس الشرقية” كعاصمة لفلسطين، وإمكانية تطورها باتجاه الشرق، وكذلك ربط جميع المستعمرات الواقعة في المنطقة الشرقية وخارج حدود بلدية الاحتلال مع المستعمرات داخل حدود بلدية القدس، وبالتالي تحويل القرى العربية إلى معازل محاصرة بالمستعمرات”.

كما أشار إلى أن هذا المشروع القديم الحديث من شأنه إقامة ما يعرف بـ”القدس الكبري” على مساحة 10% من الضفة الغربية، وإحداث تغيير ديموغرافي لمصلحة الإسرائيليين.

وأوضح أن “إسرائيل” عبر خططها الاستيطانية تسعى لربط القدس المحتلة بمستوطنات شرق القدس، وصولا إلى منطقة الأغوار ما يعمل على فصل نهائي لشمال الضفة عن جنوبها، إضافة لاستحالة إقامة دولة فلسطينية.

وأكد أن “إسرائيل” بدأت بتنفيذ هذا المشروع، من خلال خطط لتهجير الفلسطينيين بأساليب مختلفة من أراضيهم، وعبر إقامة بؤر استيطانية تسعى لشرعنتها، إضافة لطرق التفافية تصادر من خلالها آلاف الدونمات.

كما أكد أن “إسرائيل” لا تلقي بالا للكثير من الرفض الدولي والأممي للبناء في هذه المنطقة، مستغلة التطبيع العربي، والدعم اللامحدود من إدارة ترمب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية، مساء اليوم الخميس، إن معتقلين اثنين من قطاع غزة استُشهدا خلال إحضارهما للتحقيق داخل...