103 سنوات على وعد بلفور ولا يزال الفلسطينيون متمسكين بحقوقهم

“وعد بلفور”.. رسالة لا تزيد عدد كلماتها على 130، بعثها بلفور إلى اللورد البريطاني اليهودي يونيل روتشيلد، لا تزال تبعاتها الكارثية تلاحق الفلسطينيين في كل شبر من وطنهم وفي الشتات أيضًا.
فقبل 103 أعوام، أطلق وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور “وعده” الذي حمل اسمه على شكل “رسالة” إلى البارون المليونير اليهودي روتشيلد.
وفي ظل الدعم الأمريكي وصفقات تطبيع حكومات عربية مع الاحتلال في هذه الأوقات، ازداد شعور الفلسطينيين بـ”المرارة والخذلان”، لكنهم لم يستسلموا أو يتنازلوا عن حقوقهم.
كارثة السنين
من جهته عدّ المتحدث باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، زياد العالول، أن هذا الوعد كان كارثة على الشعب الفلسطيني وسببًا لمآسيه على مدار السنين، كما هو الأساس للدولة الصهيونية على أرض فلسطين.
وأكد العالول، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن الوعد كان الخطوة الأولى للغرب على طريق إقامة كيان لليهود على أرض فلسطين، استجابة مع رغبات الصهيونية العالمية على حساب شعب متجذر في هذه الأرض منذ آلاف السنين.
وذكر أن الشعب الفلسطيني لم يستسلم للوعود والقرارات البريطانية والوقائع العملية التي بدأت تفرضها على الأرض الحركة الصهيونية وعصاباتها المسلحة، بل خاض ثورات متلاحقة، لافتًا إلى أنه لم يغير موقفه في أن “وعد بلفور كان وعدًا ممن لا يملك إلى من لا يستحق”.
وأضاف: “لم يستطع هذا الوعد أن يقتلع الشعب الفلسطيني من أرضه أو أن يشطب حقه، فلا يزال صامدًا على أرضه”، لافتًا إلى أن نصف الشعب الفلسطيني موجود في أرضه والنصف الآخر في جوارها، ومتمسكون بحق العودة، وصامدون.
وقال: إن وعد بلفور لم ينجح بشطب فلسطين لأن المطلوب كان تأسيس وطن قوي لليهود على أرض فلسطين، وأن ينتهي كل ما هو فلسطيني ويذوب في الوطن العربي والعالم.
وذكر أن ما يتم التخطيط له من الإدارة الأمريكية والمتمثل بما يسمى صفقة القرن ومخططات الضم (السلب) لا يمكنه أن يشطب حق الشعب الفلسطيني في التحرير والعودة.
وأضاف: “إذا فشل وعد بلفور وكان الفلسطينيون والأمة العربية في ضعف وهوان في ذلك الوقت، فإن الفلسطينيين أقوى 100 مرة من أيام عهد بلفور، وهناك شعب فلسطيني مقاوم وجاليات فلسطينية قوية متمسكة بهويتها وحق العودة بالإضافة للحاضنة العربية والإسلامية”.
التطبيع دليل على الفشل
وأشار إلى أن ما تحاول أن تقوم به الإدارة الأمريكية من دعم للكيان الصهيوني لعمل بعض الاتفاقيات أو التطبيع مع بعض الأنظمة يأتي بسبب أن الكيان الإسرائيلي بدأ يفقد الحاضنة والرعاية الغربية والدعم الغربي.
وقال: إن الإدارة الأمريكية تحاول جاهدة أن تجد حاضنة وداعمًا جديدًا للاحتلال الصهيوني من الدول العربية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستفشل، ولن تنجح؛ لكونها تفرض بالقوة ولا تحقق إرادة الشعوب التي تتمسك بالقضية الفلسطينية وما تزال ترفض الكيان وتعدّه عدوًّا.
وأضاف: “وعد بلفور لم يكن مجرد وعد؛ بل هو سياسة بريطانية سهلت هجرة اليهود من أوروبا إلى فلسطين، وقدمت لهم المساعدات المادية واللوجستية لتأسيس دولة إسرائيل”.
وعدّ العالول أن “صفقة القرن وخطوات التطبيع العربي ـ الصهيوني تندرج في سياق وعد بلفور ذاته والمشروع الاستعماري الغربي في المنطقة، لتفتيتها ونهب خيراتها ثم الهيمنة عليها”.
بدوره، قال عصام عدوان، المختص في شؤون اللاجئين: إن التزامات الدول الكبرى تجاه الكيان الصهيوني تساعده في تثبيته في الأرض المغتصبة، لكنها لا تقوى على إلغاء الحق العربي والفلسطيني بالمطلق.
وأشار عدوان في تصريح خاص لمراسلنا، إلى أن الوعد الذي قدمه بلفور وأيضًا الوعود والتسهيلات التي يقدمها ترمب لا يمكنها إلغاء حق الفلسطينيين أبدًا ما دام متمسكًا بحقه وأرضه.
وقال: “على مدار 103 أعوام كان الفلسطينيون متمسكين بحقهم، وبالتالي بقيت القضية قائمة، ولو أنهم اعترفوا قبل عام 1948 بإسرائيل وحقها لانتهت القضية مبكرًا، ولو أنهم اعترفوا بقرار التقسيم وقبلوا وجود كيان يهودي على أرضهم معترف فيه منهم لانتهت القضية الفلسطينية أيضًا”.
البقاء بفضل المقاومة
وأكد عدوان أن بقاء القضية الفلسطينية كان بفضل مقاومة الشعب الفلسطيني لهذه الوعود ولهذه القرارات الباطلة.
وذكر أن قرار ترمب ومبادرته في تمكين الاحتلال في أرض فلسطين لن تقدم أو تؤخر شيئًا وهي مجرد تكرار لوعد بلفور، لافتًا إلى أنها أشبه بالدعايات الانتخابية المؤقتة التي ينتهي مفعولها بمجرد فوز الرئيس أو غيره.
وأوضح أن مناط الأمر كله بيد الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أنه حال قرر استمرار المقاومة والتحدي لهذا المشروع الصهيوني فإنه لن ينجح، أما حال قرر أن يستسلم أو يتنازل وأن يعترف بـ”إسرائيل” فمعناه أن المشروع الصهيوني قد نجح تمامًا.
وأكد أن اعتراف العالم كله بـ”إسرائيل” دون الفلسطينيين لا يساوي شيئًا، مبينًا أن اعتراف الفلسطينيين هو المعول عليه، وهو الذي تنتظره “إسرائيل”.
وقال: إن التضييق الذي يمارس على الفلسطينيين في شتى بقاع العالم وعدم الترحيب به في كل الساحات بسبب الرفض الفلسطيني لقراراتهم الجائرة، مؤكدًا أنهم يريدون أي موقف مؤيد من الفلسطينيين لمبادراتهم.
وشدد على ضرورة أن يتمسك الفلسطينيون بجميع حقهم إلى أن يأتي وعد الله عز وجل بـ”إسرائيل”، مؤكدًا أن على الفلسطينيين التمسك بحقهم إلى أن يأتي الوعد القرآني بزوال “إسرائيل”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

شهداء وجرحى بعدوان أميركي على اليمن
صنعاء - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 9 يمنيين وأصيب 9 آخرون على الأقل -مساء اليوم السبت- في عدوان "أميركي بريطاني" استهدف العاصمة صنعاء. وأعلنت...

إصابات واعتقالات بمداهمات مسائية للاحتلال في الضفة
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب مواطنون واعتقل آخرون، مساء السبت، في حملة دهم واعتداءات نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، في أرجاء...

90 ألفا يؤدون العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أدى 90 ألف مصل صلاتي العشاء والتراويح في اليوم الـ15 من شهر رمضان الفضيل، في رحاب المسجد الأقصى المبارك، في...

استشهاد طفل وإصابة مواطنة برصاص الاحتلال شمال غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد طفل وأصيبت مواطنة بجروح، مساء اليوم السبت، برصاص الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، في...

حماس: مجزرة بيت لاهيا تصعيد خطير يكشف نوايا الاحتلال
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، تعد استمراراً...

يتسحاق بريك: الجيش لا يملك إستراتيجية لحسم المعركة ضد حماس
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام قال اللواء الإسرائيلي المتقاعد يتسحاق بريك، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي في وضعه الحالي غير قادر على حسم المعركة ضد...

بلدية رفح تعلن توقف خدمات المياه للآبار الزراعية والخاصة
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت بلدية رفح جنوب قطاع غزة، اليوم السبت، التوقف عن صرف الوقود اللازم لتشغيل الآبار الخاصة والزراعية، من جراء...