الخميس 28/مارس/2024

بسواعدهنّ الغضّة.. ثلاث خريجات يُدِرْن مشروعًا زراعيًّا خاصًّا بغزة

بسواعدهنّ الغضّة.. ثلاث خريجات يُدِرْن مشروعًا زراعيًّا خاصًّا بغزة

الفتيات الثلاث أسيل النجار، غيداء قديح، ونادين أبو روك، في العشرينات من أعمارهن، بدأن غرس أولى ثمار مشروعهن الزراعي، بعد أن فقدن الأمل من الحصول على وظيفة في تخصصاتهن المختلفة.

فعلى بعد أمتارٍ قليلة من الحدود الشرقية لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، استأجرت الفتيات الثلاث أرضاً زراعية هي ثلاثة دونمات لتجربة مشروعٍ زراعي يدر عليهن دخلاً ومصروفاً بعد أن مللن من التطوع في المؤسسات والجمعيات المختلفة بلا أدنى تقدير لسنوات التعليم التي أمضينها في التخصصات المختلفة.

خلفية زراعية

الفتيات الثلاث اللواتي ينحدرن من بيئة أسرية تعمل في مهنة الزراعة منذ عقود، لم يجدن معيقاً اجتماعيًّا في الشروع بهذا المشروع الزراعي.

تقول أسيل النجار لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إنّ خلفية عوائلهن عن مهنة الزراعة، ساهمت في نجاح فكرتهن بقيادة هذا المشروع الزراعي الفريد من نوعه.

وتشير إلى أنّها وشريكاتها استعنَّ بخبراء زراعيين من أجل البدء في هذا المشروع، وعملنَ دراسة جدوى لمشروعهن، فقد اخترن نبات البازيلاء لعدم احتياجه إلى كثير من التكاليف لزراعته.

ولقي مشروع الفتيات الثلاث تشجيعاً اجتماعيًّا غير مسبوق في قريتهن خزاعة، وفي مختلف مناطق غزة، حيث أبدى الكثيرون، وخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي إعجابهم بمبادرة الفتيات لإدارة مشروع زراعي رغم أنّه عمل شاقٍ عليهم.

تحدي البطالة

تقول نادين لمراسلنا: “لا يمكن أن نبقى أرقاماً في صفوف البطالة وأن نبقى عالة على عوائلنا دون أن نتحرك بأي اتجاه لتحقيق عائدٍ مادي يوفر لنا مصروفاتنا، ويساعد أهلنا ولو بالقليل”.

وبحسب آخر إحصائيات الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، بلغت معدلات البطالة في صفوف النساء لعام 2019 نسبة 41% مقابل 21% في فلسطين، علماً بأن معدل البطالة بين الشباب الخريجين من حملة شهادة الدبلوم المتوسط فأعلى بلغت 52%، بواقع 68% للإناث مقابل 35% للذكور.


null

فكرة المشروع

جلست الفتيات الثلاث في أرضهن الزراعية ينتظرن إشارة البدء في غرس أولى الثمرات، بينما هن كذلك أكّدت غيداء التي تسكن بجوار الدونمات الثلاث، أنّ الفكرة لمعت في أذهانهن بعد أن يئسن من كل محاولات التوظيف في شتى المجالات المختلفة.

وتضيف: “استأجرنا الدونمات الثلاثة، ولكن قررنا دفع الإيجار على موسم الحصاد وبيع الثمار، وقد ساعدنا في ذلك صاحب الأرض”، وأشارت إلى أنّهن استدن مبلغاً متواضعاً من المال لشراء “الزريعة” الخاصة بالبازيلاء وبعض المستلزمات اللازمة لإتمام المشروع.

وابتسمت زميلتها أسيل وهي تؤكّد لمراسلنا أنّ مشروعهن لم يلق أي اعتراض من أهلهن، بل وجدن ترحيباً كبيراً به، سيما أنّ المشروع يعملن فيه بأنفسهن مع مساعدة بعض المزارعين وأصحاب الخبرة.


null

وتبلغ تكلفة استئجار الدونم الواحد لعامٍ واحد في قرية خزاعة بين 100 – 150 دولار، وتنتظر الفتيات الثلاث أن ينجح غرسهن ويتمكن من حصاد أول فوج من البازيلاء بعد 80 يوماً من الآن.

وبلغت نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة 18% من مجمل النساء في سن العمل في العام 2019 وهي نفس النسبة للعام 2015.

قلق وحذر

ورغم الفرحة والأمل المرسوم على وجوههن، إلا أنّهن يشعرن بالقلق لمجاورة أرضهن الزراعية للحدود الفاصلة بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة عام 1948، حيث يسمعن بين الفينة والأخرى أصوات إطلاق النار.

وتخشى غيداء من أن يتعرضن لإطلاق النار، أو تتعرض أرضهن للتجريف من قوات الاحتلال، ورغم ذلك فإنّهن مصرات على الاستمرار في مشروعهن الزراعي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات