الجمعة 27/سبتمبر/2024

ماذا تريد إسرائيل من السودان؟

ماذا تريد إسرائيل من السودان؟

بعد إحداث الصدمة الكبيرة، وإعلان اتفاق تطبيع العلاقات بين السودان والكيان الإسرائيلي، ما أعقبه من أصوات منددة في الشارع السوداني، يتبادر إلى الأذهان مصالح “إسرائيل” في البلد الإفريقي الذي يعاني وضعاً حرجا غير مسبوق.

مصالح “إسرائيل”
وزارة الاستخبارات الإسرائيلية، نشرت تقريرًا يغطّي المصالح الإسرائيليّة في السودان خلال السنوات المقبلة، أبرزت فيها أساسًا القضايا الأمنية والعسكريّة واللاجئين والسياحة.

وأوضح التقرير أن الاهتمام الإسرائيلي الأوّل في السودان هو أمني، “السودان يقع على شواطئ البحر الأحمر (ويشرف) على مسار تهريب البشر والسلاح والتجارات من الشمال إلى الجنوب. موقع السودان بإمكانه أن يساعد في خفض خطر تموضع جهات معادية على طول خط الملاحة الأساسي لـ”إسرائيل”، وعلى المدى البعيد، هناك إمكانيّة لعمليات أمنية مشتركة في المنطقة”.

ويكمل التقرير “في أعقاب الاتفاق، يمكن للسودان المساعدة في منع تهريب السلاح في خطّ السودان – مصر – غزّة، ومنع تموضع جهات تجهّز لعمليات تخريبيّة معادية على أراضيه، وإمكانية إحباط إقامة قواعد بحرية لجهات معادية مثل إيران وتركيا على شواطئ البحر الأحمر”.

ولفت التقرير إلى أنّ” إسرائيل” بإمكانها أن تساعد السودان “في الدفاع عن حدوده وفي تصدير معدات أمنية. ومع ذلك، هناك خطر كبير في استخدام تكنولوجيا إسرائيليّة ضد معارضي النظام أو جهات معارضة عبر الإضرار بحقوق الإنسان. لذلك، في هذه المرحلة، احتمال الصادرات الأمنية المباشرة هو ضئيل”، على حد قوله.

ولفت التقرير إلى إمكانية التعاون بين السودان و”إسرائيل” في مجال الهجرة والتسلل، “ورغم أن أزمة التسلل من السودان في عداد المحلولة تقريبًا (معظم اللاجئين والمهاجرين طالبي العمل يبحث عن أهداف أخرى)، لكنّ تحسّنًا في العلاقات بين الدولتين من المحتمل أن يسمح بإعادة جزء من طالبي العمل إلى السودان”.

أما في مجال السياحة، فكان لافتًا أن لا سياحة إسرائيليّة وشيكة في السودان، إنما الاستفادة الخالصة هي إسرائيليّة، لتقصير الرحلات الجوية إلى أهداف في أفريقيا مثل أثيوبيا وجنوب أفريقيا أو أميركا اللاتينيّة.

وقلّل التقرير من أهمية السياحة داخل السودان، قائلا إنها “غير متطورة ومحدودة جدًّا بسبب الوضع الأمني والتشريعات الإسلامية التي كانت متّبعة حتى وقت قريب”.

وقال نتنياهو إنّ “وفودا من السودان وإسرائيل ستجتمع قريبا لبحث التعاون في العديد من المجالات، بما في ذلك الزراعة والتجارة وغيرها من المجالات المهمة”، وأضاف “سماء السودان مفتوحة لإسرائيل اليوم، وهذا يسمح برحلات مباشرة وأقصر بين إسرائيل وأفريقيا وأميركا الجنوبية”.

موطئ قدم على البحر الأحمر
وفي نفس السياق، قال المستشرق الإسرائيلي جاكي خوجي في مقال في “معاريف” الإسرائيلية: “ما يثير التساؤلات عما يبحث عنه السودان في إسرائيل، رغم أنه بلد يعاد بناؤه، ويحتاج لكل يد ممدودة، فيما أن الفائدة التي تجدها تل أبيب في الخرطوم تتركز في عدد غير قليل من المجالات والنواحي”، على حد قوله.

وأكد أنه “من الناحية الاقتصادية، ستكون السودان بمنزلة سوق متطورة للبضائع الإسرائيلية، ومن الناحية الاستراتيجية ستمنح إسرائيل قطاعا طويلا على حدود البحر الأحمر، بفضل علاقاتها الحالية مع إثيوبيا وأريتريا ومصر، والآن مع السودان”.

وأكد أن “الوجود الإسرائيلي سيأخذ اتساعا واضحا في المنطقة المضطربة التي تشمل مصر وتشاد وجنوب السودان، فضلا عن إعادة اللاجئين السودانيين المتسللين لإسرائيل إلى بلادهم، بجانب السماح برحلة جوية من وسط أفريقيا وتقصير الرحلة إلى أمريكا الجنوبية بساعتين كاملتين، فضلا عما يمكن وصفه بالانتصار الرمزي لإسرائيل، لأن الاتفاق تم مع الخرطوم صاحبة “اللاءات الثلاثة” الشهيرة بعد حرب حزيران 1967″.

من العداء إلى التطبيع
وفي تقرير آخر لصحيفة “معاريف” ذكر أن “الاتفاق الإسرائيلي مع السودان ينقل هذا البلد من العداء إلى التطبيع، وسط تاريخ من العلاقات المتوترة بين الدولتين، لأن السودان قاتل إسرائيل بجانب عدد من الدول العربية، وساعد في نقل شحنات الأسلحة إلى حماس في قطاع غزة، في حين دربت إسرائيل القوات الانفصالية في جنوب السودان، وبالتالي فقد أتى هذا الاتفاق لينهي سبعين عاما من العداء”.

وأضافت: “إننا أمام نقطة تحول في علاقات إسرائيل مع السودان، فالعلاقات التي كانت سيئة طوال معظم السنوات، لأنه خلال حرب 1948، زاد السودان من القوات العسكرية للدول العربية الأردن ومصر وسوريا في القتال ضد إسرائيل، وخلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، ساعد ضباط الجيش الإسرائيلي وعناصر جهاز الموساد في تدريب القوات الانفصالية في جنوب السودان”.

وأوضح أنه “في حرب 1967، شارك السودان بالأعمال الحربية بجانب الدول العربية ضد إسرائيل، وبعد انتهاء الحرب، في أغسطس، عُقد مؤتمر أعلنت فيه “اللاءات الثلاثة” للدول العربية: لا اعتراف بإسرائيل، لا مفاوضات معها، لا سلام معها، وبعد حرب 1973، نشأ دفء في علاقة إسرائيل بالسودان، وفي 1982 زاره وزير الحرب الراحل أريئيل شارون، وفي الثمانينيات ساعد السودان في عملية جلب يهود إثيوبيين إلى إسرائيل”.

وأكدت أنه “عندما وصل الرئيس السابق عمر البشير إلى السلطة في السودان، شهدت العلاقات الثنائية انتكاسة من جديد، حيث نفذت إسرائيل عدة هجمات في السودان على مر السنين، حين ساعدت هذه الدولة حركة حماس في نقل الأسلحة من إيران”.

وختم بالقول إنه “في السنوات الأخيرة من حكم البشير، قطع علاقاته مع إيران، وبعد الإطاحة به في أبريل 2019، نضجت شروط اتفاق التطبيع مع إسرائيل، عندما سُمح خلال عام 2020 لطائرة “إلعال” بالمرور فوق الأراضي السودانية”.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام + عربي 21

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات