الأربعاء 24/أبريل/2024

مرضى السرطان بغزة.. الحصار أنهكهم وكورونا تكمل سلسلة العذابات

مرضى السرطان بغزة.. الحصار أنهكهم وكورونا تكمل سلسلة العذابات

لم تخرج مريضة السرطان فداء (23 عاماً) من بيتها منذ فرض حظر التجوال في قطاع غزة منذ نحو 10 أيام على التوالي بسبب تفشي فيروس كورونا، خشية على حياتها، وهي التي تسعى دائماً للخروج من بيتها لتحسين حالتها النفسية التي ساءت عقب إصابتها بمرض السرطان قبل نحو خمسة أعوام.

تقول فداء لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، إنّها كانت تخشى أن تتدهور صحتها في أي لحظة بسبب مرض السرطان في الغدد الليمفاوية، ولكنا باتت الآن تخشى على حياتها من أن يصيبها فيروس كورونا، فقررت عدم الخروج من البيت، واتخاذ جميع إجراءات الوقاية اللازمة.

ونظرا لحاجتها للعلاج والأدوية، فإنّها تنتدب أخيها الأصغر للذهاب لاستلام الدواء الخاص وفق بروتوكول طبي قررته وزارة الصحة بغزة حفاظاً على حياة المرضى عامة، ومرضى السرطان خاصة.

ويواجه أكثر من 8 آلاف مريض سرطان في غزة معاناة مضاعفة بسبب تفشي فيروس كورونا في القطاع من جهة، والقيود المشددة التي تفرضها قوات الاحتلال الصهيوني على حركة المسافرين وخاصة المرضى، ومنع التحويلات الطبية إلى مستشفيات الداخل المحتل والضفة المحتلة إلا وفق إجراءات معقدة وللحالات الأكثر خطورة.

المريض محمد شعبان (46 عاماً) يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إنّه كان مقرراً أن يتلقى جلسات علاجية إلا أنّها توقفت بسبب فيروس كورونا.

وتخشى عائلة المريض الفلسطيني من أن يفقد ابنها حياته بسبب فيروس كورونا، وأكّدت أنّها تسعى لمنعه من مخالطة أحد من خارج البيت بسبب مناعته الضعيفة، التي ربما تجعل الفيروس أكثر تأثيراً عليه.

وبلغ مجمل الإصابات بفيروس كورونا التي سجلتها وزارة الصحة في غزة منذ مارس الماضي، 483 إصابة؛ منها 402 إصابة نشطة، وحالات التعافي 76 حالة، ووفاة 5 حالات متأثرين بإصابتهم بالفيروس.

إجراءات الصحة

واعتمدت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، منذ وصول جائحة كورونا إلى قطاع غزة خططا بديلة بهدف إنقاذ حياة أصحاب الأمراض المزمنة في القطاع، منعا لتفشي الفيروس في أوساطهم، مما قد يؤدي بهم إلى وفاة حتمية بسبب ضعف مناعتهم.

وأفاد رئيس قسم الأورام بمستشفى عبد العزيز الرنتيسي بغزة الدكتور خالد ثابت، أن الوزارة فور وصول الجائحة اتخذت قراراً بتأجيل الجلسات العلاجية بأنواعها المختلفة لمرضى السرطان كافة وفق بروتوكولات صحية معروفة، بما لا يؤثر على صحة المرضى، ويتم صرف العلاجات والمسكنات لهم بطريقة مناسبة.

وقال الطبيب الفلسطيني، إنّ “وزارة الصحة قررت صرف الأدوية والمضادات الحيوية والمسكنات لمرضى السرطان عبر توزيعها عليهم من خلال الطواقم الطبية المتنقلة، أو بصرفها لذويهم عبر الإدارات المختلفة التي تحددها الوزارة”.

وأوضح ثابت لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ طواقم وزارة الصحة تجري تقييماً دائما للحالة التي يمر بها قطاع غزة، وتجري تقييما لصحة المرضى بما يكفل عدم إصابتهم بفيروس كورونا، وبيّن أنّ الطواقم الطبية لا تدخر جهداً من أجل توفير حياة صحية كريمة لهذه الفئة من المرضى.

ويواجه قسم الأورام في مستشفى الرنتيسي نقصاً في الإمكانيات والأجهزة والأدوية اللازمة لعلاج المرضى، حيث يستقبل المستشفى شهريا بين 120 – 130 حالة جديدة.

ووفقاً للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فإنّه تلقى عشرات الشكاوى والمناشدات من مرضى السرطان يطالبون فيها بالتدخل العاجل لضمان سفرهم لتلقي العلاج في الخارج، بعد أن عجزت مستشفيات القطاع لعلاج مرضى السرطان عن تقديم الخدمة العلاجية الملائمة لهم، وعجزت كذلك عن توفير الأدوية والمستلزمات الطبية والعلاج الإشعاعي لهؤلاء المرضى.

ويؤكّد المركز الحقوقي أن المستشفيات والمراكز الطبية في قطاع غزة تعاني حالياً نقصاً خطيراً بلغ 45 % من قائمة الأدوية الأساسية، و31% من المستهلكات الطبية، و65% من لوازم المختبرات وبنوك الدم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات