عاجل

الثلاثاء 23/أبريل/2024

كورونا خارج مراكز الحجر.. تحدٍّ جديد وسط دوامة أزمات تضرب غزة

كورونا خارج مراكز الحجر.. تحدٍّ جديد وسط دوامة أزمات تضرب غزة

مع ظهور أولى الإصابات بفيروس كورونا، خارج مراكز الحجر الصحي، يدخل قطاع غزة، أزمة جديدة وسط أزمات متلاحقة ومركبة؛ جابهها باستمرار بإرادة وصبر وحكمة.

خلية أزمة، ولجان طوارئ، تعمل على مدار الساعة، من حركة حماس، إلى الإدارات الحكومية، لمحاولة التغلب على هذا التحدي الجديد الذي يأتي وسط ظروف استثنائية فرضت فيها قوات الاحتلال الإسرائيلية سلسلة من إجراءات العقاب الجماعي، وفق متابعة “المركز الفلسطيني للإعلام“.

مرحلة جديدة
وكيل وزارة الصحة، د. يوسف أبو الريش، أعلن بدء مرحلة جديدة في مواجهة جائحة كورونا تتطلب من الجميع الأخذ بأعلى درجات الانتباه والالتزام بالإجراءات الوقائية الصحية.


وشدد خلال ترأسه -مساء الأربعاء- اجتماعا بمدراء المستشفيات لمتابعة الحالة الوبائية في قطاع غزة وتطورات المشهد الصحي، على أن إجراءات السلامة الشخصية والمجتمعية خاصة تلك المتعلقة بالطواقم الطبية والالتزام بها هو ضرورة لا يمكن التغافل عنها بأي حال؛ كي نتمكن من أداء رسالتنا السامية وواجبنا تجاه أبناء شعبنا.

وطمأن المواطنين أن وزارة الصحة وكما بدأت في إدارة هذه الأزمة قبل أشهر بكل عزيمة وجهوزية، ستواصل العمل وبكل إمكانياتها ووفق الخطط التي وضعت للتعامل مع هذه المرحلة وصولا إلى الاستقرار في الحالة الصحية وضمان الصحة والسلامة العامة، وذلك لا يتأتى دون المسؤولية المجتمعية والتزام الجمهور بإرشادات الوقاية الصحية.

وبحسب مشاهدات مراسلينا؛ بدأت إجراءات سريعة في المستشفيات لإقامة مراكز فرز، ومستشفيات ميدانية للتعامل مع أي تطورات.


أزمة مزدوجة
وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يواجه سكان غزة “أزمة مزدوجة” حرجة؛ إذ يشقّون طريقهم بجهد للتعامل مع النقص الحاد في الكهرباء في حين تمكّن فيروس كوفيد-19 من اختراق حواجز الاحتواء وبدأ بالانتشار بين السكان الذين أصبحوا معرضين للخطر في القطاع.


وقال إغناسيو كاساريس غارسيا، مدير مكتب اللجنة الدولية في غزة: “يعيش سكان غزة تحت ضغوطات شديدة. السكان يشعرون بالتوتر، فلا يكفي أنّهم لا يحصلون إلّا على أربع ساعات فقط من الكهرباء في اليوم؛ فقد تفاقمت مخاوفهم بشأن الفيروس بشكل كبير، وهم الآن قيد الإغلاق”.

إصابات بالمجتمع المحلي لأول مرة!
وتمكّنت غزة من منع انتشار الفيروس بين أفراد المجتمع من خلال نظام الحجر الصحي الصارم الذي أثبت جدارته على ما يبدو حتى هذا الأسبوع. وتغير الوضع يوم الاثنين، مع الإعلان عن حالات إصابة مؤكّدة خارج مراكز الحجر الصحي.

وأعلنت وزارة الصحة -مساء الاثنين- تسجيل 4 إصابات من مخيم المغازي خارج مراكز الحجر، لأول مرة منذ بدء ظهور فيروس كورونا؛ ما استدعى إجراءات عاجلة تمثلت في فرض حظر التجول لـ 48 ساعة.

كما تضمنت الإجراءات تعليق العمل في المؤسسات الرسمية والخاصة وإغلاق المؤسسات التعليمية والمساجد والأسواق وصالات الأفراح والنوادي ومنع التجمعات، لحصر الوباء وتحديد أماكن الإصابة المحتملة والتعامل مع الحالات المخالطة.

وتواليا أعلنت وزارة الصحة -الأربعاء- تسجيل إصابتين ثم 9 إصابات وحالة وفاة، فـ 7 إصابات جميعها خارج مراكز الحجر؛ ما ينذر بوجود المزيد من الإصابات داخل المجتمع المحلي.


ويحذر كاساريس جارسيا: “لن يكون نظام الرعاية الصحية في غزة قادراً على التعامل مع أكثر من بضع عشرات من مرضى فيروس كورونا”، وأضاف: “يتطلب علاج مرضى كوفيد-19 معدّات طبية ومخبرية ومستلزمات خاصة وأدوية غير متوفرة في المستشفيات والمراكز الصحية بكميات كافية”.

العقوبات الجماعية
بدوره المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان حذر من العواقب الكارثية لتفشي الوباء في القطاع وسط نظام صحي متهالك بفعل 14 عاماً من الحصار والعقاب الجماعي غير الإنساني وغير القانوني الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.


إغلاق معبر كرم أبو سالم شريان الحياة الاقتصادية بغزة

وبدأ الاحتلال الصهيوني منذ 11 أغسطس الجاري فرض إجراءات عقاب جماعي شملت إغلاق معبر كرم أبو سالم ومنع إدخال مواد البناء والوقود، ما تسبب بإطفاء محطة الكهرباء وتفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي، إلى جانب إغلاق البحر أمام الصيادين، بالتوازي مع شن غارات متكررة على القطاع؛ بدعوى الرد على إطلاق بالونات العودة المحملة بالشعل الحارقة.

واقع صعب وإجراءات جديدة
المتحدث باسم وزارة الداخلية إياد البزم كشف أنه سيجرى خلال الساعات القادمة الإعلان عن جملة من الإجراءات الجديدة مع اكتشاف الإصابات الجديدة بالفيروس.

وقال البزم، في تصريحات صحفية: من الصعب حالياً الحديث عن الخارطة الوبائية للفيروس بدقة مع اكتشاف إصابات في مناطق متفرقة.


وأضاف: “نوجه رسالتنا للمواطنين بضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية الشخصية، والتزام المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى”.

وقال: نحن أمام واقع صعب، ولا بد من التحلي بالجدية والمسؤولية العالية لنجتاز هذه المرحلة بسلام”.

ودعا المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية للتحرك العاجل ومد القطاع بالمستلزمات الأساسية، وتزويد وزارة الصحة بما يلزم لمواجهة تفشي الوباء.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات