الإثنين 17/فبراير/2025

فتحات الجدار.. عندما يدخل أهالي الضفة أراضي 48 رغم أنف الاحتلال

فتحات الجدار.. عندما يدخل أهالي الضفة أراضي 48 رغم أنف الاحتلال

لم يتردد المواطن وليد الجيوسي في اصطحاب عائلته متوجها إلى شاطئ عكا من أجل اقتناص فرصة الدخول دون تصريح من خلال الفتحات العشوائية في جدار الفصل العنصري، والتي تحولت إلى أمر واقع في الضفة الغربية.

وبفرحة عارمة اجتاز الجيوسي فتحة قرب بوابة جدار الفصل العنصري في بلدة فرعون جنوب طولكرم، وتوجه بعد ذلك إلى مدينة عكا التي شاهدها أطفاله للمرة الأولى.

لم تكن فرحة الجيوسي كبيرة لدخوله إلى أراضي 48 رغم أنه لا يستطيع الحصول على تصريح من سلطات الاحتلال بقدر فرحته بأنه دخلها وعائلته وأطفاله متجولا بين أسوارها التي تضربها شواطئ المتوسط لتحكي حكايات لا تنتهي عن هذه المدينة العريقة.

لم يكن الجيوسي سوى واحد من عشرات الآلاف ممن لم يطلبوا إذنا من أحد للدخول إلى أراضي 48؛ حيث كثيرون لم يترددوا في اجتياز تلك الفتحات لتمتلئ بهم شواطئ فلسطين المحتلة عام 1948 في مشهد غير مألوف أوجدته جائحة كرونا وتحول إلى أمر واقع مع الوقت، وهي الفتحات العشوائية البديلة للمعابر.

وأما محمد قعدان، فقد اختار زيارة أقارب له في الفريديس ومن ثم توجه إلى الجليل الأعلى بصحبة زوجته وأبنائه وهو يسترق لحظات غير معتادة في الحالة الفلسطينية، ويدخل من خلال فتحة الجدار قرب بلدة برطعة جنوب جنين.

ويقول قعدان لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إنه لم يتردد في الدخول من خلال الفتحات العشوائية بعدما شاهد آلافا يدخلون منها؛ لأنه معني بأن يعرف أبناؤه أراضي 48 والقرى المهجرة بعيدا عن صورة الأسلاك الشائكة والجدران العالية.

وعلى الرغم من أن فتحات جدار الفصل العنصري غير قانونية لدى سلطات الاحتلال إلا أنها تتعامل بحالة من الاسترخاء في ملاحقة المواطنين من خلالها؛ لأنها أصبحت بديلا لدخول العمال إلى الداخل في إطار الإجراءات الرسمية على المعابر والتي تمنع دخول العمال بسبب جائحة كورونا.

ولكن سلطات الاحتلال تسعى بانتقائية للتنغيص على المواطنين دخولهم من خلال تلك الفتحات -بحسب المواطن قعدان- عبر إطلاق القنابل المسيلة للدموع في حال شاهدت أعدادًا كبيرة من المواطنين تدخل جماعيًّا، ولكن المواطنين لا يعودون أدراجهم في غالب الأحوال.

ويعد قعدان أن دخول أراضي 48 خلال العيد ودون تصريح من سلطات الاحتلال أمر مثير؛ حيث كان يفكر في السابق كيف سينهار الجدار، وعلى الرغم من أن الجدار موجود ويحول حياة الفلسطينيين إلى جحيم إلا أن إصرار الشبان على إحداث عشرات الفتحات فيه باستمرار ودون كلل أو ملل، وإعادة إحداث فتحات جديدة في كل مرة يتم فيها إغلاق الفتحات القديمة يشكل حالة من التمرد المستمر التي تؤكد أن هذا الجدار سينهار يوما ما.

ولا يعد الفتى مازن هديب، والذي يدخل للمرة الأولى إلى أراضي 48، دخول هذه الأعداد سوى تعبير عن عشق الأرض التي فصلتها الجدران ورسالة تحدٍّ مستمر بأن الفلسطيني لا ييأس في تحدي إجراءات الاحتلال.

ولم يخفِ هديب لمراسلنا فرحته العارمة وهو يدخل مدن الساحل للمرة الأولى في حياته، سيما مدينة نتانيا “أم خالد”، مؤكدا أن هذه الأرض ستعود حتما وستزول الجدران إلى الأبد.

يذكر أن الفتحات العشوائية في جدار وأشياك جدار الفصل العنصري باتت حالة من الأمر الواقع في الضفة الغربية بحيث أصبحت أعدادها بالعشرات، وما إن تغلق فتحة حتى يستحدث المواطنون أخرى، ما جعلها متنفسا للعمل والدخول لأراضي 48.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حماس تثمن البيان الختامي للقمة الإفريقية

حماس تثمن البيان الختامي للقمة الإفريقية

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عالياً ما ورد في البيان الختامي للقمة الإفريقية، من مواقف مبدئية وشجاعة...