الجمعة 27/سبتمبر/2024

فتحات الجدار.. متنفس للعمال لا يخلو من ابتزاز

فتحات الجدار.. متنفس للعمال لا يخلو من ابتزاز

يتوجه العامل علي أبو عرام إلى فتحة جدار الفصل العنصري في بلدة رمانة جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة؛ من أجل المرور منها إلى عمله في الداخل المحتل؛ سعيا للحفاظ على رزق عياله، لكنه يتفاجأ بمجموعة من الأشخاص يفرضون سطوتهم على المكان.

ولا يجد أبو عرام بدا من دفع مبلغ (200) شيقل لهؤلاء الأشخاص من أجل السماح له بالمرور من تلك الفتحة العشوائية التي أحدثها مواطنون في الجدار من أجل الدخول إلى أراضي 48 علما أن هؤلاء الأشخاص لا يملكون أي صفة قانونية، وما يفعلونه مجرد عملية ابتزاز بالقوة لهؤلاء العمال.

ويعبر أبو عرام لمراسلنا عن امتعاضه والعمال الذين يمرون من تلك الفتحة من وجود هؤلاء الأشخاص الذين يفرضون ذلك بالقوة، فإما أن تدفع وتمر وإلا فعد من حيث أتيت، وهو أمر مستهجن ويندرج في إطار سلوك العصابات المسلحة والمجموعات المنفلتة الخارجة على القانون.

ويستهجن أبو عرام استمرار هذه المجموعات بالعمل علنيًّا وبكل جرأة دون أن يحرك أحد ساكنا تجاههم أو يردعهم ليخفف من حلقات الابتزاز التي يتعرض لها العمال في مسيرة دخولهم لأراضي ال48 وكأنه ينقصهم مزيدا من المعاناة.

بدوره تساءل الصحفي الحقوقي عاطف أبو الرب عن تنامي تلك الظاهرة قائلا: “سؤال للحكومة والمؤسسة الأمنية: هل هو ضعف وعجز أم تغاضٍ؟”.

وأضاف “شباب من بلدة رمانة ومن الداخل المحتل يسمحون للعمال بالدخول من فتحات غير قانونية مقابل مبالغ مالية، ومن لا يدفع يمنع من الدخول للعمل، وهناك حديث عن إطلاق نار باتجاه عمال رفضوا الانصياع للتعليمات”.

وأردف أن “الناس تعرف بعضها، فما سبب عدم ملاحقة هذه المجموعة من المؤسسة الأمنية، هل ضعف المؤسسة وعجزها، أم تغاضٍ عن هؤلاء لغايات لدى البعض؟”.

بدوره عدّ عضو الأمانة العامة لاتحاد عمال فلسطين رياض كميل ذلك ظاهرة خطيرة تستوجب التحرك وعدم السكوت عليها.

وأضاف لمراسلنا أن ذلك خطير، وسيتم متابعته وملاحقة القائمين عليها؛ لأنه استغلال لحاجة العمال الذين لا يكفيهم ما يصيبهم من معاناة واعتداءات ومخاطر من الاحتلال.

وعدّ ذلك من الأفعال المشينة، منبّها إلى أن ملف العمال في الداخل يحمل انتهاكات جسيمة في الحقوق كاملةً، فالعامل لا يعمل في ظروف السلامة المطلوبة، ويتعرض للنصب والاحتيال، ويتم القفز على حقوقه، ولا يتمتع بالضمان والأمان الاجتماعي والصحي، ويضاف إلى ذلك هذه الممارسات.

يقول العامل منصور أبو علي، الذي اعتاد المرور من فتحات زيتا بطولكرم وبرطعة جنوب جنين: إن تلك شبكات تعتاش على معاناة العمال وحاجتهم، فالدخول والخروج محكوم بهذه الشبكات التي تجني أرباحا طائلة، ولا يلاحقها أي طرف.

وأضاف لمراسلنا: شبكات بعضها من الضفة وبعضها من الداخل ما بين مسيطرين على فتحات وسائقين ومجموعات متعددة مرتبطة ببعضها، وأحيانا يتحول الأمر إلى مناطق نفوذ بينها، وأخرى مرتبطة ببيع التصاريح للعمال بمبالغ طائلة في حين العامل هو الزبون المفضل.

وأكد أنه وعلى الرغم من أن الفتحات العشوائية باتت هي المتنفس الوحيد للدخول والخروج إلى الأراضي المحتلة عام 48 في إطار جائحة كورونا فإن المطلوب مجتمعيا ألا تتحول إلى أماكن لابتزاز العمال في قوت عيالهم، مؤكدا أن ملاحقة هذه الفئات يجب أن تشكل أولوية.

يذكر أنه ومع إغلاق المعابر في إطار جائحة كورونا فإن عشرات آلاف العمال والتجار من الضفة يجدون متنفسهم من خلال الفتحات العشوائية التي استحدثوها في جدار الفصل العنصري من أجل الوصول لأراضي 48 حيث باتت توجد عشرات الفتحات العشوائية على طول الجدار من شمال الضفة الغربية إلى جنوبها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات