السبت 20/أبريل/2024

أحمد عطاونة: 4 سيناريوهات لخطة الضم.. وهذا المطلوب لمواجهتها

حدد المدير العام لمركز رؤية للتنمية السياسية، الدكتور أحمد عطاونة، أربعة سيناريوهات لتنفيذ خطة الضم الإسرائيلية،تكون نتيجتها النهائية ضم كل مناطق C، كما يرغب الاحتلال، والتي تقدربـ60% من مساحة الضفة الغربية.

وأشار عطاونة في مقابلة شاملة مع “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن تنفيذ خطة الضم الإسرائيلية جاء في لحظة تاريخية مؤلمة، انتهز فيها الاحتلال “الإسرائيلي” الدعم الأمريكي له والحالة الدولية والعربية القائمة على الحروب البينية والطائفية.

وشدد على أن القضية الفلسطينية تمر في نقطة تحول إستراتيجية، تنهي خلالها مرحلةسياسية ومسارا سياسيا عمره 3 عقود، مع إعلان الاحتلال “الإسرائيلي” ضم الضفةالغربية.

ورأى أن حالة الضعف العام التي أصابت المشهد الفلسطيني، ساعدت على تشكيل الحالة العامة لتنفيذ خطة الضم، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية وجود إستراتيجية وطنية مقاومة وموحدة لإنقاذ المشهد الحالي.

ووصف عطاونة الرئيس الأمريكي دوناد ترمب، بـ”الشخصية المتعجرفة والمتطرفة”، التي جاءت باعتقاده القدرة على “تصفية القضية الفلسطينية”، وسط بيئة يمينية إسرائيلية أمريكية صهيونية متطرفة.

وأضاف: “المشهد السياسي المحلي والإقليمي والدولي، شكل فرصة للاحتلال الإسرائيلي ليعتقد أن لديه فرصة لتصفية القضية الفلسطينية، لتعيش قضيتنا في تحول إستراتيجي، تنقلنا من مرحلة إلى مرحلة انتهى خلالها المسار السياسي الفلسطيني الحالي”.

تطبيق لصفقة القرن
وأوضح أن قرار الضم جاء كتطبيق عملي لخطة ترمب، وتطبيق عملي لإنهاء المسار السياسي الذي استمر 3 عقود، لينتهي ويتلاشى، رغم الرعاية الأمريكية الحصرية له.

وأشار إلى أن الخطة الأمريكية قدمت خريطة لا يمكن أن تحسب مكانتها واقعياً، وتجاوزت كل الشرعية والقرارات الدولية، مؤكدة انتهاء وجود أي “شريك” يتبنى المشروع السياسي المفاوض مع الاحتلال.


وقال: “مشروع حل الدولتين على حدود حزيران 1967م، لم يجد له آذانا صاغية عند دولة الاحتلال، وفي المشهد على الأرض منذ اتفاق أوسلو ومع الالتزامات اليومية السياسية والأمنية لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، ازدادت وتيرة المشروع الإسرائيلي”.

وأضاف: “أصبح لدينا في الضفة الغربية (أكثر من) 150 مستوطنة، وتجزئة الضفة إلى 200 جزء وبقعة جغرافية، وبإجراء واحد من الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية مزقت هذه القطع، وستصبح “كالجبنة البرازيلية” خلافاً لاتفاق أوسلو”.

وأكد عطاونة أن الاحتلال “الإسرائيلي” استغل الوقائع على الأرض، وفرض وقائع استيطانية جديدة وصل خلالها عدد المستوطنين إلى 700 ألف مستوطن، وتضاعفت التجمعات الاستيطانية المركزية كـ”معاليه أدوميم”، و”عتصيون” و”أرئيل” وغيرها.


سيناريوهات ضم الضفة
وحول السناريوهات المتوقعة لضم الضفة الغربية، توقع عطاونة وجود 4 منها، تكون نتيجتها النهائية ضم كل مناطق C، كما يرغب الاحتلال، والتي تقدر بـ60% من مساحة الضفة الغربية.

وفي السيناريو الأول، أوضح عطاونة أن الاحتلال سيقدم على خطوة محدودة يمكن أن تتقبلها السلطة الفلسطينية وتسوقها على الشعب الفلسطيني “وهي ضم الاحتلال للتجمعات الكبرى الاستيطانية، التي تمثل من 2 إلى 3% من مساحة الضفة وتضم التجمعات الاستيطانية “معاليه أدميم، عصتيون وأرئيل”، وهذه التجمعات تجمع 600 ألف مستوطن بنسبة 85% منهم.

والسيناريو الثاني توقع بأن يضم الاحتلال الأغوار الفلسطينية وهي تشكل 25% من مساحة الضفة الغربية، ولها أهمية إستراتيجية زراعية كخزان للمياه.


وأوضح أن هذه المنطقة بعد ضمها ستعزل الضفة الغربية عن المملكة الأردنية، على ألا يوجد أي شكل من الحدود الفلسطينية، قائلاً: “في الخريطة الأمريكية لا يوجد معابر للفلسطينيين حتى معبر رفح ليس ظاهراً في الخريطة الأمريكية، والمعابر مع الأردن ستكون تحت سيطرة الاحتلال”.

والسيناريو الثالث هي ضم أراضي ما يعرف بخلف الجدار الذي أنشأه الاحتلال عام 2002 بين الضفة الغربية وأراضي 1948م، قائلاً: “الجدار لم يبنَ على حدود الرابع من حزيران 1967م، وتم بناؤه بما يلبي الحاجات الأمنية والاستيطانية للاحتلال والمستوطنين، وسيضم غربي الجدار بمساحة تشكل 13% من مساحة الضفة الغربية”.

أما السيناريو الرابع -وفق عطاونة- سيتم ضم أراضي خلف الجدار التي تشمل التجمعات الاستيطانية والأغوار وتشكل نسبة 38% من أراضي الضفة الغربية.

وأشار الخبير الفلسطيني إلى أي نهاية مرحلة من هذه السيناريوهات لا تعني انتهاء مرحلة الضم والتي تهدف للسيطرة على منطقة C تمامًا.

موقف السلطة
وحول مواقف السلطة الفلسطينية من مشروع الضم، وصفها عطاونة بالموقف الآني، قائلاً: “رفضها وإعلان تحلل السلطة والمنظمة من الاتفاقيات، من حيث المبدأ يظهر رفضا رسميا لخطة الضم”.

إلا أنه استدرك وتساءل: “ما هي الإمكانيات العملية على الأرض للتحلل من هذه الاتفاقيات؟ وكيف يمكن أن تتحلل منها والسلطة لا تستطيع أن تحول أي مبلغ مالي لها إلا عبر الاحتلال؟، وكيف ستنفك عن الاحتلال وكل المعاملات لا تصبح رسمية قبل توثق لديه؟”، مجيباً: “لا يوجد إجابات واضحة لهذه التساؤلات حتى اللحظة لدى السلطة”.


ما المطلوب؟
وطالب عطاونة بضرورة اجتراح رؤية سياسية فلسطينية تعادل خطة ضم الضفة الغربية وبدء تنفيذ صفقة ترمب.

وقال: “حل الدولتين لم يعد قائماً، ولا يوجد له فرصة لا على المستوى الفلسطيني ولا الرسمي ولا الإسرائيلي، والبرنامج السياسي الفلسطيني الحالي انتهى، وخطة ترمب أنهت عليه”.

وأضاف: “نحن اليوم بدون برنامج سياسي، ويجب أن تعمل القوى الوطنية الفلسطينية والمجتمع المدني على اجتراح خطة إستراتيجية بحجم الموقف الحالي”.

ودعا إلى أهمية وجود المشروع الوطني والسياسي، الذي يلتقي عليه كل الفلسطينيين، ويناضلون ويتحملون تبعاته.


ورأى أن الخطوات العملية الممكنة مبنية على ضرورة الخروج من حالة الانقسام الفلسطيني وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني؛ للعمل على إعادة الاعتبار للشعب الفلسطيني اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً.

وطالب عطاونة بضرورة سحب اعتراف منظمة التحرير بدولة الاحتلال الإسرائيلي وإلغاء اتفاقية أوسلو، مشدداً على ضرورة تعريف “ماهية التحلل وماذا يقصد الرئيس الفلسطيني منه”.

وحول جهود المقاومة الفلسطينية، أكد أنه لا يمكن التقليل منها، مشدداً على أهمية وجود قرار فلسطيني موحد لتفعيلها بشكل كامل وبأنواعها كافة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات