الخميس 28/مارس/2024

تهديد إسرائيل باغتيال السنوار وعيسى.. تخبط وإرباك أم ماذا؟

تهديد إسرائيل باغتيال السنوار وعيسى.. تخبط وإرباك أم ماذا؟

تلويح إسرائيلي باغتيال قائد حركة “حماس” في غزة يحيى السنوار، والقائد الكبير في كتائب القسام مروان عيسى؛ حيث زعمت وسائل إعلام الاحتلال أن الوفد المصري الذي زار قطاع غزة مؤخرا، “عطل قرارا إسرائيليا باغتيال القياديين باعتبارهما مسئولين عن التصعيد الأخير في قطاع غزة”.

رسائل فارغة

كتائب القسام من جانبها -وعلى لسان مصدر قيادي فيها- كشفت زيف الادعاءات الإسرائيلية بمحاولة اغتيال قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار والقيادي البارز في الجناح العسكري للحركة مروان عيسى.

ونقل موقع “فلسطين الآن” عن المصدر: “الحديث عن اغتيال القادة السنوار وعيسى يدل على عجز وإرباك الاحتلال، وهي رسائل فارغة”.

وأضاف المصدر: “قادتنا مشاريع شهادة، وتلويح العدو لا يخيف أي طفل فلسطيني، وعلى قيادة العدو الفاشلة أن تجد حلا لبالونات غزة قبل أن تفكر بقرار لا تطيق دفع ثمن تبعاته”.

وختم المصدر بالقول: “أعلى ما في خيلهم يركبوا”.

محمل الجد

في السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا: إن المقاومة تتابع بدقة ما يحدث في الميدان، وتتابع التهديدات التي تصدر عن قادة الاحتلال، وتأخذها على محمل الجد.

وأضاف القرا أن الاحتلال يعيش حالة تخبط في التعامل مع قطاع غزة بين تقديم تسهيلات وسرعان مع يتراجع عنها، نتيجة تأثير الانتخابات الداخلية عليه، وفشل الاحتلال في التعامل مع المقاومة.

وأشار إلى أن اندفاع الاحتلال لأي عمل عسكري وارد، لكن لديه الكثير من الحسابات ترتبط برد فعل المقاومة، وأي تصرف من طرفه يمكن أن يقود لحرب واسعة.

وقال: ستزداد وتيرة التصعيد المدّة القادمة في حال عدم قدرة الوسطاء على احتواء الموقف، ومن الواضح أن ذلك لم يحدث حتى الآن، ومع اقتراب الانتخابات الاسرائيلية سيتصاعد.

وأكد أن أي اندفاعة من الاحتلال نحو عمل عسكري سيكون قد انزلق لوحل غزة العميق، ولن يتمكن من الخلاص منه.

تساؤلات

أما ماجد الزبدة وهو محلل وكاتب سياسي فقد قال: لا يستطيع أحد التقليل من تلك التهديدات خاصة في ظل نشوة الاستعلاء والغطرسة التي يعيشها اليمين الصهيوني بقيادة نتنياهو في ظل اضمحلال وتلاشي الحاضنة العربية بفعل تآمر بعض الأنظمة العربية.

واستدرك قائلا: “لكن حتى نكون موضوعيين يجب أن نسأل أنفسنا: ماذا سيحقق نتنياهو من هذه الخطوة الخطيرة حال أقدم عليها؟”.

وطرح الزبدة عدة أسئلة حول عمليات اغتيال محتملة، هل سيحدث خلخلة وارباك كبير في منظومة المقاومة الفلسطينية؟، وهل سيرفع رصيده الانتخابي بما يعينه على تجاوز المحاكمة بتهم الفساد؟ 

وأكمل الزبدة تساؤلاته.. هل سيقضي على حكم حماس ويدفع غزة للاستسلام؟ هل سيعزز دور تيار أوسلو من خلال استجلاب عباس ليحكم غزة وبالتالي تدخل غزة بيت الطاعة الصهيونية ذليلة مهانة؟

وختم التساؤلات بـ”هل سيوفر أمن مستدام للجمهور الصهيوني وخاصة مستوطنات غلاف غزة؟”.

تماسك المقاومة

وأكد أنه وبعد تلك التساؤلات، أن المقاومة في غزة أضحت منظومة مؤسسات سلسة ومتماسكة ولن يهدمها غياب قائد أو مجموعة قادة، ربما يهزها قليلا بفعل المفاجأة ولكنها سرعان ما تملأ الفراغات وبالتالي تعود أصلب عودا من ذي قبل.

وقال: المجتمع الصهيوني منقسم بشكل حقيقي، ويفصلنا عن الانتخابات الصهيونية أقل من أسبوعين وهي فترة تضيق الخناق على نتنياهو الذي يحتاج النصر الانتخابي لمواجهة المحاكمة مع الأخذ بعين الاعتبار حالة الانتباه الشديدة التي تعيشها المقاومة وعدم إغفالها أي تحرك صهيوني.

وأشار إلى أن القضاء على حماس واستجلاب “السلطة الفلسطينية” أصبح من أحلام الماضي بفعل ثلاثة اعتداءات صهيونية سابقة حتى بات المنظرون الصهاينة يتحدثون عن آليات التعايش مع واقع غزة.

ومضى يقول إن المقاومة بالضفة متصاعدة ويعزز ذلك حجم العمليات التي يحبطها جيش الاحتلال سنويا بفضل استمرار التنسيق الأمني، والاحتلال يدرك أنها على شفا الانفجار، وأي عدوان جديد على غزة قد يفاقم الأمور الميدانية ويُخرجها عن السيطرة في الضفة في ظل اتضاح فشل خيار التسوية.

كما أكد المحلل السياسي أن اغتيال قادة المقاومة سيؤدي إلى حرب شرسة قد تطال العمق الصهيوني لفترة غير يسيرة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات