السبت 20/أبريل/2024

مياه الأمطار تُغرق تجمع القاسمية للاجئين الفلسطينيين في صور

مياه الأمطار تُغرق تجمع القاسمية للاجئين الفلسطينيين في صور

تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت في الأيام القليلة الماضية في غرق العديد من المنازل في تجمع القاسمية للاجئين الفلسطينيين في صور جنوب لبنان.

وتداول ناشطون في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” مقاطع فيديو وصورا تظهر غرق المنازل وتحديداً تلك المنازل الواقعة في المنطقة المنخفضة وتعلوها البساتين.

استيقظت عدد من العائلات في التجمّع على دخول مياه الأمطار الغزيرة إلى منازلهم لتضاف مأساة جديدة إلى الفقر الذي يعانيه التجمع، وفق موقع “لاجئ نت”.

ويعدّ تجمع القاسمية من أكبر التجمعات الفلسطينية الذي أنشئ إبان النكبة عام 1948 ويتبع إدارياً وعقارياً لبلدة برج رحال جنوب لبنان، وتعود تسمية تجمع القاسمية بهذا الاسم إلى نهر القاسمية (نهر الليطاني) المحاذي للتجمع.

ويصل عدد سكان التجمع إلى حوالي 2000 لاجئ فلسطيني، يعانون من ظروف اقتصادية معيشية صعبة، خصوصاً وأن مالكي الأرض التي شيّد عليها التجمع، رفعوا دعوى قضائية ضدّ سكانه لإخلاء الأرض وإعادة العقار إليهم.

وأعرب كثيرون من سكان التجمع على مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم واستيائهم من تقصير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” تجاه التجمع لعدم الإشراف عليه وإصلاح الخلل في البنى التحتية لكونه من التجمعات غير المعترف به من الوكالة.

وتساءل سكان التجمع: كيف هو حال اللاجئين الفلسطينيين ممّن يقطنون في تجمّعات غير معترف بها من الوكالة؟ من هو الموكل بإصلاح الخلل الذي تعانيه البنية التحتية فيها، خصوصاً مع اشتداد العواصف؟!، مطالبين المنظمات والمؤسسات الدولية بإيجاد حل وتوسيع القناة لتحتوي كمية الأمطار الهائلة.

وقال أبو محمد قاسم، أحد المتضررين: إن “عددا من العائلات في التجمع استيقظت على دخول مياه الأمطار الغزيرة إلى منازلهم وتحديداً تلك التي تقع منازلها في منطقة منخفضة وتعلوها البساتين”، مؤكداً أن المشكلة الرئيسة تكمن في عدم وجود قناة تستوعب كمية المياه الكبيرة.

وأشار إلى أن المياه دخلت إلى معظم أجزاء منزله، وأتلفت عدداً من المقتنيات فيه، ولم تلق نداءاته المتكررة أي آذان صاغية لحل هذه الأزمة.

أما أبو أحمد غالب النميري، وهو متضرر أيضاً، فأوضح أن مطالبات الأهالي القاطنين في تلك المنطقة بسيطة؛ وهي إنشاء قناة تستوعب كمية المياه الكبيرة التي تتسبب بها الأمطار، لتحول دون جريان المياه إلى داخل المنازل.

بدوره أكد مسؤول اللجنة الشعبية في تجمّع القاسمية، أبو إسماعيل وائل، أنه أرسل رسالة حول هذه الأزمة إلى قيادة السلطة، والتي تبعها مجيء وفد من المجلس النرويجي للاجئين للاطلاع ميدانياً على سبب المشكلة.

وحذر وائل، من مشكلة أخطر تتمثل بالمنازل الآيلة للسقوط، والتي تبلغ نحو اثني عشر منزلاً، في إطار حظر السلطات اللبنانية المفروض على بناء أو ترميم المنازل.

وتعدّ وكالة “أونروا” نفسها مسؤولة فقط عن 12 مخيماً رسمياً في لبنان، وتحاول التنصل من تقديم الخدمات لسكانها مباشرة في مكان التجمع نفسه، وقد تعمد إلى إحالة خدمات عدد من التجمعات إلى أقرب مخيم من حيث المدارس والصحة الأولية في العيادات وغيرها، وتتنصل الوكالة من أي مسؤولية تتعلق بإزالة النفايات وتطوير البنية التحتية.

وفيما يتعلق بالدولة اللبنانية، فهي تعدّ أن التجمعات الفلسطينية في لبنان، بما فيها تجمع القاسمية، أقيمت ضمن مبدأ “الأمر الواقع”.

ويعني هذا أن الأراضي التي أنشئت عليها هذه التجمعات هي إما أراضٍ مشاع للدولة اللبنانية أو للبلديات المجاورة، ومنها ما هو متداخل مع أراض مملوكة للغير كعقارات آل عسيران وحسن يونس المغترب في أميركا والمتداخلة مع تجمع القاسمية، والذي يواجه بعض سكانه بين الحين والآخر شكاوى واستدعاءات لإخلاء هذه العقارات، والتهديد بالإزالة عنوة من السلطات اللبنانية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات