الخميس 25/أبريل/2024

حطين .. مخيم فلسطيني في الأردن مسكون بحلم العودة

حطين .. مخيم فلسطيني في الأردن مسكون بحلم العودة

بين أزقته ترتسم معاناة النكبة والتهجير، وفي وجوه أطفاله يرتسم الأمل بالمستقبل والعودة .. هكذا بدا المشهد في المخيم الفلسطيني متعدد الأسماء على بعد حوالي 10 كم شمال عمّان.

في الطريق إلى مخيم شنلر، الذي يسمى أيضا مخيم ماركا أو حطين، تنطلق الحافلة يدفع راكبيها الحنين للقاء الأهل والأحباب ففيهم ريحة الوطن والجذور.

معاناة وأمل
المركز الفلسطيني للإعلام” زار المخيم، والتقى سكانه لينقل جانبا من المعاناة الممزوجة بالصبر والأمل والإصرار على العودة، التي تبدت في وجوه قاطنيه وعلى الجداريات المرسومة على الجدران.


والمخيم هو واحد من أحد عشر مخيمًا فلسطينيا في الأردن، تأسس عام 1968 فوق أرض مساحتها 092 كيلومتر مربع على مسافة 10 كيلومترات من الشمال الشرقي لمدينة عمان.

في جولتنا بين أزقة المخيم، تجولت نظراتنا بين “ختيار” جالس على عتبة باب منزله يرقب الزمن بنظراته الحالمة، وفي زاوية أخرى أطفال حفاة يلعبون ويركضون متناسين ألم الحرمان وصعوبة العيش، وفي زاوية أخرى يجلس طفلان بجانب بيتهم، غابت ملامح وجوههم، كأنهما حنظلة ينتظرون العودة ليفصحوا عن معالم عيونهم.

3 تسميات .. هذا سرّها!

وفي مكتب جدرانه مزينة بخارطة فلسطين، وبعض الصور التي تروي جزءا من معاناة شعب بأكمله، التقينا رئيس لجنة خدمات المخيم عدنان أبو سردانة، الذي استهل حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، بتوضيح تعدد تسميات المخيم.

وبين أن شلنر حمله، نسبة إلى مركز إعادة التأهيل الألماني الذي تأسس في المنطقة قبل تأسيس المخيم عام 1968، أما اسم حطين فهو اسم شعبي أطلق بعد استفتاء بين أبناء المخيم مع شيخهم؛ استذكارا بمعركة حطين وبطولتها، أما الاسم الرسمي حسب وكالة الغوث فهو مخيم ماركا نسبة لقربه من مدينة ماركا التي تبعد عن مدينة عمان 10 كم.

وبدأ المخيم بخيام متلاصقة، سرعان ما تحول لأبنية طولية، لاستيعاب الاكتظاظ السكاني.

وقال سردانة: كان المخيم عبارة عن وحدات سكنية من الزينكو وتطورت إلى أبنية كل طابق لا يتجاوز 90م2 مقامة على ما مساحته المبالغة 973 دونما.

ويعد مخيم حطين ثاني أكبر مخيم في الأردن، بعد مخيم البقعة وثاني أكثر مخيم يقطنه أبناء قطاع غزة.

أشكال المعاناة
وتتعدد أشكال المعاناة بالمخيم، فمن الاكتظاظ السكاني، وغياب الخصوصية نتيجة المنازل المتلاصقة، وكثرة النفايات، إلى المشاكل الصحية والتعليمة، وفق سردانة.

ويؤكد سردانة أن قطاع التعليم في المخيم يعاني من تطبيق نظام الفترتين في المدارس العاملة بها، وعددها 10 مدارس إضافة إلى اكتظاظ عدد الطلاب في الصف الواحد الذي يصل إلى 50 طالبا تقريبا وبالرغم من هذا فان نسبة التعليم في المخيم تصل إلى 90%.

ونتيجة لمعاناة المخيم من الفقر والبطالة تطرق سردانة إلى الحديث عن البرنامج الإغاثي الذي يعيل ما يقارب 700 أسرة إلى جانب برنامج المعونة الوطنية، مبينا أن الفرد في العائلة يحصل على مبلغ 20 دينارا كل ثلاثة أشهر، أي أن العائلة المكونة من 6 أفراد تحصل على مبلغ 120 دينارا كل ثلاثة أشهر وهو مبلغ لا يكفي لتلبية متطلبات الحية.

ورغم المعاناة، إلاّ أن المخيم قادر على إنجاب العديد من قصص النجاح، وعن هذا الجانب بين سردانة، عن وجود العديد من البرامج التثقيفية لتقوية اللاجئ وتثقيفه، إلى جانب وجود العديد من الأنشطة اللامنهجية لطلاب المدارس وتوعيتهم نحو مخاطر المخدرات وغيرها من المظاهر السلبية المنتشرة في المجتمع.

ويقطن المخيم 55709 نسمة، وفق مدير الإعلام في الأونروا أمجد عبيد، الذي أكد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن معاناة المخيم تزداد لأن غالبية قاطنيه من أبناء قطاع غزة الذين لا يحملون رقما وطنيا (أردنيا) وبالتالي هم محرومون من وظائف وخدمات حكومية معينة، وبالتالي الاعتماد على الأونروا في التعليم والصحة والوظائف.

وأكد عبيد أن الأزمة المالية التي تعصف بالأونروا أثرت على خدماتها وقدرتها في تعبئة الوظائف الضرورية لاستيعاب الاحتياجات المتزايدة للاجئين في مجال التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية وعلى وجه الخصوص النظافة في المخيمات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات