الجمعة 19/أبريل/2024

ردّ حماس إيجابي وغير مشروط

د. عصام شاور

سلمت حركة حماس السيد حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات ردها وموافقتها الخطية على إجراء الانتخابات. رد حماس كان إيجابيا أكثر من المتوقع وفيه تنازلات أخوية كثيرة إلى جانب تأكيدها على ضرورة التزام الجميع بما يضمن نجاح الانتخابات من ألفها إلى يائها، أي من لحظة إصدار المرسوم الرئاسي إلى ما بعد إعلان النتائج.

من أول لحظة نشر فيها الرد على وسائل الإعلام ادعى بعضهم أنه رد مشروط وملغوم، وقد تبوء كل الجهود التي بذلت بالفشل الذريع، وهذا كلام لا أساس له من الصحة، فرد حماس فيه الكثير من التنازلات ومنها موافقتها على انتخابات متتالية بدلا من انتخابات متزامنة، وكذلك موافقتها على انتخابات على أساس النسبية الكاملة بدلا من المختلطة فضلًا عن أشياء أخرى وردت في رسالة حماس.

إذا طالبت حركة حماس بانتخابات نزيهة وشفافة وأكدت على ضرورة احترام الجميع لنتائجها فهذا لا يعني أنها تشترط إلا من وجهة نظر من يريد انتخابات فوضوية، وإن اعتبر أحد أنّ توفير بيئة ملائمة لإجراء الانتخابات كشرط فهذا يعني أنه يريد استمرار ملاحقة الطرف الآخر والتضييق عليه من أجل إفشاله، تلك ليست شروطًا وإنما تأكيد على بديهيات لا بد من الالتزام بها.

من المسائل الحساسة التي وردت في رد حماس أو رسالتها هو تأكيدها على إجراء الانتخابات استنادا إلى قانون الانتخابات مع عدم إلزام القوائم الانتخابية أو المرشحين بالتوقيع على أية اشتراطات مسبقة، ومن حقها تبني البرامج السياسية التي تراها مناسبة وعبر عن قناعتها. هذا الكلام يتوافق تماما مع قانون الانتخابات لعام 2005 ولكنه يتعارض في بعض بنوده مع قانون الانتخابات الذي صدر في ظل الانقسام ولم يطلع عليه المجلس التشريعي ولم توافق عليه حركة حماس. أعتقد أن حماس ارتأت ألا تعلن معارضتها لقانون الانتخابات بالكامل، ولكنها ألغت بشكل غير مباشر بعض البنود غير الدستورية وغير المنطقية التي تلزم كل المرشحين للتشريعي والرئاسة ببرنامج حركة فتح. لا يعقل أن توافق حماس على دخول انتخابات تلزمها باتفاقية أوسلو أو بقرار التقسيم الذي تضمنته وثيقة إعلان الاستقلال لأن ذلك يعني تحويل حماس إلى فتح، وهذا أمر خيالي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات