الجمعة 29/مارس/2024

العاروري: اتصالات بشأن صفقة تبادل ولا شرعية للمستوطنات

العاروري: اتصالات بشأن صفقة تبادل ولا شرعية للمستوطنات

كشف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” صالح العاروري أن بعض الاتصالات والحراكات تمت بشأن صفقة تبادل أسرى بين “إسرائيل” والمقاومة الفلسطينية بغزة، مؤكدًا أن لا شرعية للمستوطنات بالضفة ولا للاحتلال برمته.

وفي لقاء متلفز عبر فضائية الأقصى مساء الثلاثاء، قال العاروري: “لا نلمس جدية لدى حكومة الاحتلال الإسرائيلي في استعادة جنودهم المفقودين”، مؤكدا أن شروط المقاومة لمفاوضات تبادل الأسرى هي الإفراج عن أسرى صفقة وفاء الأحرار ومفاوضات جدية.

ولفت إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تمارس العنصرية والتمييز بين جنودها المفقودين في غزة.

تصريحات بومبيو

كما أكد نائب رئيس “حماس” أن وحدة الموقف الفلسطيني ضد صفقة القرن أدى إلى إفشالها.

وقال العاروري: “تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بشأن مستوطنات الضفة تؤكد أن الولايات المتحدة شريك أساسي في الاحتلال وتضرب عرض الحائط بكل قرارات العالم”.

وأردف أن “الموقف الأمريكي من الاستيطان في الضفة لن يغير من الحقيقة شيئًا؛ أنها أرض فلسطينية محتلة”، مضيفا “لا شرعية لمستوطنات الضفة الغربية ولا لتل أبيب أيضا”.

وأوضح أن “نتنياهو يعتمد في قراراته ضد شعبنا الفلسطيني على عصابة صهيونية تحكم الولايات المتحدة”، مؤكدا أن “نتنياهو وترامب سيدفعان ثمن جرائمهما بحق شعبنا، ولن يجنيا إلا الخيبات”.

وحول نتائج المساعي الأمريكية والإسرائيلية بتصفية القضية الفلسطينية عبر ما يسمى “صفقة القرن”، قال العاروري: “صفقة القرن فقدت زخمها الإستراتيجي بفضل صمود الفلسطينيين وموقفهم الموحد”.

وتابع: “صفقة القرن تعيش أسوأ حالاتها، وما يجرى حاليا تنفيذ بعض الأشياء الجزئية منها ومصيرها الفشل”.

وأكد أن “وحدة الموقف الفلسطيني كفيلة بإفشال أي مشروع سياسي مفروض على شعبنا”.

وتطرق العاروري إلى تضحيات الشعب الفلسطيني في مواجهة اعتداءات الاحتلال اليومية، موجها التحية للصحفي معاذ العمارنة بقوله: “أنت خير شاهد على الاحتلال وجرائمه، وستبقى كاميرتك هاجساً يلاحق الكيان”.

وعدّ العاروري الأسير نائل البرغوثي أسطورة فلسطينية، موضحا بأنه لو كان في مكان آخر لأصبح رمزا عالميا.

التصعيد والشراكة مع الجهاد


وفي سياق منفصل، عد العاروري أن الأزمة السياسية في الكيان الإسرائيلي من بشريات أفوله، وقال: “زمن العربدة الصهيونية انتهى، والقيادة الإسرائيلية تعرف أن أي رصاصة تطلق على المقاومة سيقابلها رد”.

وأضاف: “نتنياهو يعرف جيدا أن أي مغامرة تجاه المقاومة الفلسطينية قبل الانتخابات ستقضي على فرصه”.

كما أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، أن الشراكة مع حركة الجهاد الإسلامي مسألة “حياة أو موت”، مؤكدا في الوقت ذاته أهمية العمل المقاوم في إطار غرفة العمليات المشتركة.

وأشار إلى أن الاحتلال تلقى درسا مهما بعد رد المقاومة على اغتيال الشهيد بهاء أبو العطا.

وكشف العاروري عن الترتيب لعقد اجتماع قيادي بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي خلال الأيام القادمة، مؤكدا: “شراكتنا مع الجهاد بالنسبة لنا حياة أو موت؛ فهي مرتبطة بالمقاومة ومستقبلها”.

وأوضح أن الاتصال مع حركة الجهاد لم ينقطع على المستويات السياسية والعسكرية كافة خلال المعركة الأخيرة بقطاع غزة، وقال: “نبشر جميع أبناء شعبنا أن العلاقة مع الجهاد وثيقة، وستشهد تطورا كبيرا”.

وبين العاروري أن “خللا حدث في أداء الغرفة المشتركة بداية التصعيد الإسرائيلي على غزة، لكن سرعان ما تم معالجته وتداركه”.

ووجه رسالة إلى كوادر حركة الجهاد الإسلامي قائلا: “حرصكم على مصلحة شعبنا مقدر عندنا، ولا يقل عن حرص أبناء حماس”.

وشدد العاروري على أنه لا يوجد ثورة في العالم وصلت لأهدافها دون عمل مشترك ووحدة في الميدان والموقف، مضيفا “أي تجاوز لروح العمل المشترك في المقاومة يضر بقدرتها على تحقيق أهدافها”.

وبالإشارة إلى غرفة العمليات المشتركة عدّ العاروري أنها منجز وطني مهم استمر العمل من أجل إنجاحه سنوات طويلة.

وكشف أن حركته قدمت العون المباشر في المجال العسكري والفني لجميع فصائل المقاومة الفلسطينية، وقال: “قدمنا في حماس الرعاية الكاملة لأي قوة عسكرية هدفها مقارعة الاحتلال”.

حماس والانتخابات

كما كشف عن رؤية حماس لإنجاح الانتخابات الفلسطينية واضعة محددات ذلك، ومشيرة في الوقت ذاته إلى أن ردها المكتوب الذي طلبه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس جاهز للتسليم.

وأكد أن الانتخابات الفلسطينية هي السبيل الأمثل للتداول السلمي للسلطة بين أبناء شعبنا.

وأوضح العاروري جملة من المحددات المتفق عليها بين حركته والفصائل الفلسطينية الضامنة لإنجاح العملية الانتخابية، قائلا: “أي انتخابات يجب أن يسبقها العدالة في الفرص، وتهيئة الحرية للجميع”.

ونبّه إلى أنه لا يزال هناك سلوك في الضفة قائم على القمع وكبت الحريات ومواصلة الاعتقال السياسي والتعذيب وقطع رواتب الأسرى المحررين.

وشدد على أنه لا يمكن إجراء الانتخابات في إطار أجواء الاعتقال السياسي والملاحقة والتعذيب.

وقال: “نحن نريد انتخابات تشكل مخرجا للأزمة الفلسطينية، لا انتخابات تعمق الأزمة”، منبّها إلى أن حركته أول من يلتزم لتهيئة جميع الظروف من أجل انتخابات عادلة للجميع.

وأردف: “حرية العمل وتكافؤ الفرص واحترام النتائج مقدمات ضرورية لأي انتخابات فلسطينية”.

وأكد أن أهم محددات نجاح الانتخابات المتفق عليها بين الفصائل الفلسطينية هو ضمان “مشاركة القدس فيها”.

وفي السياق ذاته، قال العاروري: “الفصائل الفلسطينية تشترط إصدار مرسوم رئاسي بالانتخابات التشريعية والرئاسية وبمواعيد واضحة وثابتة”.

وعدّ أنه من “الواجب إعادة حقوق أعضاء المجلس التشريعي الحالي قبل أي انتخابات”، مضيفا “لا نتحدث عن الحقوق المادية فقط وإنما المعنوية والوطنية”.

وكشف العاروري أن رد حركته المكتوب على رسالة رئيس السلطة عباس جاهز، وأنها تنتظر وصول رئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر إلى غزة لاستلامه.

وبالإشارة إلى جدية حركته تجاه إتمام الانتخابات، أوضح العاروري أن “وزارة الداخلية بغزة قدمت مبادرة بالإفراج عن المعتقلين لديها من أجل تهيئة أجواء إيجابية قبل إجرائها”.

وتابع: “مصلحتنا الوطنية في إجراء انتخابات حرة نزيهة تحترم نتائجها”، مؤكدا أن “مصلحة حماس في وجود أجسام تشريعية منتخبة من أبناء شعبنا”.

المعتقلون بالسعودية

كما عبر نائب رئيس حركة حماس عن أسفه الشديد لوجود معتقلين فلسطينيين في السجون السعودية.

وقال العاروري: “السعودية لم تقدم أي دليل على مخالفة المعتقلين في سجونها للقوانين أو إساءتهم لها بالقول أو الفعل”.

وأضاف: “نأمل الإفراج عن المعتقلين في السجون السعودية”، موجها رسالة إلى قيادة المملكة العربية بقوله: “اعتقال الفلسطينيين يلحق ضررا بسمعة بلادكم”.

العلاقة مع القاهرة

وتطرق العاروري، إلى علاقة حركته مع مصر، موضحا أنها مستمرة، ويحدث فيها بعض المد والجزر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات