الخميس 28/مارس/2024

المحررون المقطوعة رواتبهم.. أحرار في سجون مصاعب الحياة

المحررون المقطوعة رواتبهم.. أحرار في سجون مصاعب الحياة

من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية تبدأ رحلة تنقل الأسير المحرر سفيان جمجوم إلى محافظات الضفة الغربية، باحثاً عن لقمة عيشه التي حرمته منها السلطة الفلسطينية، للعام الثاني عشر توالياً، بعد قضائه عشرات السنوات خلف قضبان الاحتلال وزنازينه.

المحرر جمجوم يقضي ساعات نهاره وليله، في البحث عن لقمة عيشه، في عمله الشاق سائقاً لسيارته ويعمل عليها مندوباً للمبيعات، بعيداً عن أطفاله الأربعة، الذين يحرمون من جل وقته، عائداً لهم في أوقات متأخرة.

ويشتكي المحرر من أمراض عدة بفعل مضاعفات مرضية عانى منها في سجون الاحتلال، وتزداد مع طول جلوسه خلف مقود باصه، قائلاً لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” بصوت متحسر: ” البحث عن قوت أطفالي مهمة صعبة جداً ومعاناة لا تنتهي مع استمرار قطع راتبي للعام 12 توالياً”.

 

ولليوم السابع توالياً يواصل الأسرى المحررون المقطوعة رواتبهم الاعتصام على دوار الساعة وسط مدينة رام الله؛ احتجاجاً على عدم إيفاء السلطة الفلسطينية ومسؤوليها بوعدهم لهم قبل عام، بإرجاع رواتبهم بعد اعتصام وإضراب مفتوح عن الطعام قضاه الأسرى المحررون.

ورفع المعتصمون لافتات تطالب بإنصافهم، كُتب على أحدها: “لسنا سارقين، لسنا تجار سلاح، لسنا تجار مخدرات، فلماذا تقطعون رواتبنا؟”، لـ”تعبر عن وجع عشرات الأسرى المحررين، المقطوعة رواتبهم”، مطالبين بإعادتها وضمان لحياة كريمة لهم ولأبنائهم وتنفيذا لوعود المسؤولين السابقة بحل ملفهم.


null

ولم يكن بوسع زوجة المحرر جمجوم، سناء إبراهيم، إلا مشاركته في الاعتصام رفقة أطفالها وزوجات زملاء زوجها، رغم تدني درجات الحرارة، معربة عن ألمها مما يمارس بحق أسرتها.

ويقول زوجها: “حرمنا من الحياة وتحقيق أحلامنا داخل السجون، والآن من حقنا العيش مع أولادنا. ظروف قاسية وصعبة”.

وأضاف: “أسجل لكم هذا الكلام، فأشد لحظاتي ألما ووجعا وأنا في الطريق، أرى كل الكوابيس التي أحلم بها، أراها في الطريق، فالأوجاع كثيرة والحلم بأن أحضن أطفالي كبير، ومن حقنا العيش معهم حياة تليق بنا، ولا ننتظر أحدًا يكرمنا”.


null

وأوضح الأسير المحرر أن وعود مسؤولي منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وحكومة الحمد الله واشتية لم تنفذ و”أخلفوا وعدهم”، رغم كل الكتب والجلسات الرسمية التي عقدت معهم.

وإلى جانب الأسير المحرر سفيان جمجوم، يجلس الأسير المحرر رامي البرغوثي، والحال لم يختلف كثير، فإصابته بـ”الغضروف” في 4 فقرات في ظهره، حرمه من العمل في أعمال شاقة كان يتقنها، قبل اعتقاله في سجون الاحتلال 15 عاماً.

وقطعت السلطة رواتب الأسرى المحررين بقرارات من الرئاسة الفلسطينية، وبإشارة من “اللجنة الأمنية” التابعة للحكومة الفلسطينية.


null

ويوضح البرغوثي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنه اضطر للعمل في محل خاص ينتج به “خبزاً بلدياً” بأيام محدودة، بعد أن أوصدت أمامه جميع أبواب المؤسسات الأهلية والقطاع الخاص، لرفضها العمل معه كما زملائه، لعدم وجود “شهادة أمنية” من وزارة الداخلية التابعة للسلطة. 

وفي مارس/آذار عام 2017م، قطعت السلطة رواتب مجموعة من الأسرى المحررين، بوقف وزارة المالية بحكومة رام الحمد الله، صرف رواتب 277 من الأسرى والمحررين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى جانب بعض المبعدين إلى الخارج.


null

null

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات