الخميس 25/أبريل/2024

موسم قطف الزيتون.. من عرس فلسطيني إلى كابوس بفعل الاستيطان

موسم قطف الزيتون.. من عرس فلسطيني إلى كابوس بفعل الاستيطان

يُعاني المزارع الفلسطيني في ريف سلفيت من اعتداءات جمّة، يُنفذها المستوطنون إلى جانب “قوانين” وإجراءات يضعها جنود الاحتلال ويُلزموا بها الفلاح الفلسطيني الذي نُهبت أراضيه لصالح الاستيطان.

وذكر المزارع خليل الديك، أن موسم الزيتون سابقًا “كان عبارة عن عرس فلسطيني خالص تغمره الفرحة والبهجة والسرور، والآن تحول إلى تصاريح وتفتيش وإهانات على بوابات الجدار وقرب المستوطنات”.

وأضاف: “نحزن في كل موسم زيتون جراء التغول الاستيطاني، والأشجار في تناقص، وأشجار الزيتون بعضها زرع منذ أكثر من عشرات السنين، وبعضها معمر منذ مئات السنين”.

واستدرك: “يأتي مستوطن من أوروبا، ويقول إن الأشجار ملكه ويأخذها بالقوة، ويجرفها ويبني بيتًا له فوق أرضنا بقوة السلاح”.

ويُلخص مزارع فلسطيني الحال بالقول: “مزارع ينتظر التصريح لدخول أرضه لقطف ثمار الزيتون، وآخر يتحسر على أشجاره التي قطعها المستوطنون، وثالث لا يقدر على فلاحة أرضه كونها أصبحت داخل مستوطنة ليشم التي صادرت أراضي كفر الديك وجرفتها”.

ونبه المزارع فراس الديك إلى أن جرافات الاحتلال الضخمة “تكاد لا تتوقف، في محيط مستوطنة ليشم، عن العمل وتجريف أراضي الفلسطينيين”.

وأفاد الديك، بأن عائلته تملك ما مساحته 26 دونمًا مشجرة بـ 250 من أشجار الزيتون الرومي القديم في داخل وحول مستوطنة “ليشم”.

حال المزارع الديك كحال زميله أحمد الأحمد من ذات البلدة، والذي يقول إن أرضه تقع في منطقة القرية الأثرية “دير سمعان”، التي طوقتها مستوطنة “ليشم” وقرب الطريق الالتفافي الذي يسلكه المستوطنون.

وتابع الأحمد: “عائلتا الأحمد والديك في كفر الديك صودر أكثر وأخصب أراضيهم لصالح بناء مستوطنات ليشم وبدوئيل وإيلي زهاف”.

وقد أوضح رئيس بلدية كفر الديك، إبراهيم الديك، أن البلدة تعاني من هجمة وكثرة المستوطنات ومصادرة أراضيها لصالح الاستيطان، مشيرًا إلى أن العديد من المنازل أخطرت بالهدم بدعوى قربها من الشارع الالتفافي.

ويروي مزارعو بلدة كفر الديك ما شاهدوه قبل سنوات: “سلطة الآثار التابعة لدولة الاحتلال نبشت قرية دير سمعان ونقبت عن الآثار بداخلها”.

ويضيف المزارعون: شاهدنا بأعيننا سلطة الآثار تصادر أعمدة عليها كتابات قديمة، لا نعرف ماذا فعلوا بها”.

وعن المشاكل التي تواجه مزارعي بلدة كفر الديك جراء الاستيطان والمستوطنين فهي كثيرة جدًّا، من بينها إطلاق الخنازير لإتلاف المحاصيل، وتجريف الأرض من أجل الطرق والبنى التحتية للمستوطنات.

ويقول المزارع عبد الله الديك، إن أحد المستوطنين عرض على والده مبلغًا كبيرًا من المال مقابل بيع أرضه “رفض والدي وقال له: الأرض عرضنا ودمنا وروحنا، والمال يذهب، وأنتم غدًا ذاهبون”.

وبرغم ما يتعرض له مزارعو بلدة كفر الديك من مضايقات الجيش والمستوطنين، إلا أنهم بقوا محافظين عليها رغم التهديدات والمخاطر المحدقة بأرضهم فيقومون بفلاحتها والعناية بها في تحدٍّ وصبر لا مثيل له.

وتشير الإحصائيات إلى وجود ما يقارب مليون دونم مزروعة بحوالي 12 مليون شجرة زيتون في فلسطين، منها تسعة ملايين ونصف المليون مثمرة، على مساحة تبلغ 85% من المساحة الإجمالية للأشجار المثمرة في فلسطين.

وهناك حوالي 40 ألف دونم مزروعة بـ 5 مليون شجرة زيتون معزولة بجدار الضم والتوسع العنصري.

وبحسب تقرير صادر عن مركز أبحاث الأراضي بالقدس المحتلة، فإنّ الاحتلال أنشأ 4 شبكات طرق التفافية لأغراضه العسكرية ولصالح الاستيطان على أراضي محافظة سلفيت، والذي أدى إلى ضياع أكثر من 4 آلاف و760 دونمًا من أراضي الفلسطينيين في المحافظة، ولم يكتف الاحتلال بذلك بل أنشأ جدارًا عنصريًّا على أراضي سلفيت.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

جامايكا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين

جامايكا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين

كينجستون – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزيرة الخارجية والتجارة الخارجية في دولة جامايكا، اليوم الأربعاء، أن دولتها اعترفت رسميًا بدولة فلسطين....