الأربعاء 24/أبريل/2024

زيت الزيتون.. موسم واعد لا يخلو من عادات خاطئة

زيت الزيتون.. موسم واعد لا يخلو من عادات خاطئة

يترقب المزارع علي أبو ستة قرب حلول موسم قطاف الزيتون للعام الجاري 2019 وعينه على موسم وفير من الزيتون يختلف عن السنوات التي سبقته بعد موسم مطري جيد الشتاء الماضي.

يقول أبو ستة: يتزايد عدد أشجار الزيتون في كل عام في فلسطين، وهناك اهتمام متزايد بتطوير قطاع الزيتون في فلسطين، لكن في المقابل فإن هذه الشجرة المباركة لم تعد تحظى بالاهتمام الكافي من المواطنين، فكثير من الناس لا تعرف شجرة الزيتون إلا في موسم القطاف، بينما يتم التعامل معها كشجرة برية طوال عام.

وأضاف لمراسلنا: شجرة الزيتون تعطيها فتعطيك، ولكن حين تهملها فلا تتوقع منها الكثير، لقد كان آباؤنا يتعاملون مع شجر الزيتون كأفراد الأسرة من حيث الاهتمام والرعاية.

وفي الوقت الذي لا يفصلنا فيه سوى ثلاثة أسابيع عن موعد قطف الزيتون، فإن وزارة الزراعة نشرت دراسة أشارت فيها إلى الخسائر الناجمة عن استعجال قطف ثمار الزيتون.

وجاء في دراسة الوزارة أنه؛ “على ضوء المسح السنوي للمعاصر الذي تنفذه وزارة الزراعة في فلسطين ولعدة سنوات سابقة، أن حوالي (2500) طن زيت تفقد سنويا في جفت الزيتون تقدر قيمتها بأكثر من 18 مليون دولار”.

وأشارت إلى أن هذه الكمية لا يستفاد منها؛ لأنه لم يعد في فلسطين منشآت لاستخلاص الزيت من الجفت بسبب التكلفة العالية مقارنة بزيت الجفت المستورد من الخارج لصناعة الصابون.

وبينت أن السبب الرئيس لهذا الفاقد من الزيت هو القطف المبكر للزيتون قبل نضج الثمار، حيث إن كفاءة المعصرة تكون أقل كلما كانت الثمار صلبة وغير ناضجة.

وكذلك عدم مراعاة أصحاب المعاصر لهذا الأمر؛ إذ إنه كلما كانت الثمار أقل نضوجا تحتاج إلى فترة خلط أطول لعجينة الثمار وهذا لا يقوم فيه صاحب المعصرة، حيث إن الزيت في الثمار غير الناضجة يكون بصورة مستحلب مع الماء بعكس الثمار الناضجة إذ يكون الزيت قد تحرر عن الماء ويسهل استخلاصه، هذا عدا عن الزيت الفاقد في الزيبار وفي الثمار المتساقطة خلال الموسم والتي تسمى بالجول.

وناشدت المزارعين عدم التبكير بالقطف وخاصة هذا الموسم، حيث يتوقع نضوج متأخر للثمار نتيجة الحمل الجيد، والإزهار المتأخر، والظروف الجوية التي سادت أثناء الصيف.

مقاربة مختلفة
ويقارن فياض فياض رئيس مجلس الزيت الفلسطيني بين موسم الزيتون لعام 2019 وبين موسم الزيتون لعام 2004، حيث يرى أن موسم السنة الحالية من المتوقع أن يكون وفيرا ويشبه موسم 2004 حيث أنتجت فلسطين (30) ألف طن زيت.

ونبه لمراسلنا إلى أنه في عام 2004 ونتيجة الإنتاج الوفير، فقد انهارت أسعار الزيت إلى ستة شواقل، ولكن لا يتوقع حدوث ذلك الموسم الحالي مع تشابه كمية الإنتاج؛ لأن منافذ التسويق باتت مختلفة، وطرق تخزين الزيت أكثر حداثة مع وجود عديد مؤسسات دولية طورت قدرات المزارع الفلسطيني، إضافة إلى أننا نستقبل موسم الزيتون دون احتياطي مخزون سابق، في الوقت الذي دخل موسم 2004 بأكثر من عشرة آلاف طن زيت مكدسة من الموسم الذي قبله.

وأكد أنه وعلى عراقة قطاع الزيتون في فلسطين منذ القدم؛ إلا أننا وللأسف ما نزال الأكثر تأخرا مقارنة بجميع دول الجوار ودول المتوسط التي تنتج زيت الزيتون، فمثلا نحن الوحيدون الذين ما نزال نستخدم العبوات البلاستيكية في تخزين الزيت وهذا سيء جدا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات