الجمعة 29/مارس/2024

قراءة في عملية بيت فجار

إياد القرا

كابوس أو قُل صفعة جديدة في وجه أمن الاحتلال في الضفة الغربية تنسف ما يعرف بالنظرية الأمنية التي حاول الاحتلال بناءها على مدار احتلاله الضفة الغربية، والسيطرة الأمنية والحياة الهادئة للمستوطنين في الضفة الغربية، ويتم بموجبها تنقل المستوطنين كيفما يرغبون، بتكلفة أقل، وتعاون من السلطة وأجهزتها الأمنية.

العملية الجديدة التي تقول المعلومات الأولية إنها محاولة خطف لم تنجح، وهذا يمس الوعي الاحتلالي، وما تمثله العملية من عودة إلى نقطة صفر، وهي خطف ثم طعن ثم رمي المستوطن الجندي جثة على قارعة الطريق، وهذا بحد ذاته كارثة أمنية وكابوس يطارد كل مستوطن وجندي يتجول في الضفة الغربية، ويستحضر حالات سابقة قامت بها المقاومة.

جاءت عملية بيت فجار في التوقيت المناسب، حيث محاولات الاحتلال ضم الضفة الغربية وشرعنة ضمها للاحتلال، ويثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن مشروع الضم سيفشل ولا يعيش الاحتلال في أمان بالضفة، وأن أي إجراء سيكون شكليًّا ولا قيمة له أمام المقاومة بأشكالها المتعددة.

ازدواجية المقاومة الفردية والعسكرية يربك الاحتلال بحيث يعيش على مدار الوقت حالة تخبط حول دوافع العملية ومن يقف خلفها، ويوجه اتهامات هنا وهناك، وفي كل الحالات سيعيش مدة طويلة من التخبط والإرباك وفقدان الثقة بالنفس وكذلك هز صورة الأمن عند الجنود والمستوطنين.

رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو الذي توعد بالرد على العملية وهدد غزة ضمنيًا يمر في أسوأ مراحله، وما بين التهديد والحديث عن التهدئة، لم يحسم أمره، وخاصة أن العملية وقعت في الضفة والفشل في مواجهتها أمنيًا وفي ساحته التي يصب جهده عليها، ومع ذلك يدعو للحذر من تهور الاحتلال بأي انتقام سواء في غزة أو الخارج.

تعود الضفة الغربية لتؤكد أنها المخزون الاستراتيجي للمقاومة، وأنها قادرة أن تسدد الضربات من حيث لا يحتسب، وفي الأوقات الحساسة والمهمة يخرج بطل ويهز شباك الاحتلال ويفشل الأمن الصهيوني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات