في غزة.. أضاحٍ متوفرة وأسعار متواضعة وإقبال ضعيف

في الأعوام الخالية كان المواطن أبو نافذ حمدان، يحرص على الأضحية في كل عام، إلا أنّ هذا العام ونتيجة لتراجع الأوضاع الاقتصادية وقلة ذات اليد، وتدني الرواتب لأدنى مستوى، لم يستطع المواطن حمدان أن يوفي بأضحيته كما كل عام.

وكان قطاع غزة يشهد قبل أعوام أضاحي في كل شارع وحارة تقريباً، إلا أنّه منذ عامين أو يزيد بدأت تتلاشى في كل عام أكثر من ذي قبل، حتى المقتدرين في القطاع لم يعودوا مقبلين على شراء الأضحية بسبب اشتداد الحصار والخنق المتواصل على القطاع منذ 13 عاماً على التوالي.

الأسعار والإقبال

جبر النيرب -صاحب إحدى مزارع الأضاحي- أكّد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ هذا الموسم يشهد النسبة الأقل على الإقبال على الأضاحي، بالنسبة للمواطنين، ويضيف: “حتى الجمعيات التي كانت تأخذ نسبة كبيرة منها انخفض طلبها إلى النصف تقريباً”.

وأوضح أن الأسعار هذا العام متدنية أكثر من الأعوام الماضية؛ حيث بلغ سعر العجول النظيفة، من 15 إلى نحو 17 شيكل، مقارنة بالعام الماضي، وقد تراوحت بين 19 إلى 21 شيكل للكيلو.

ويتوفر لدى المزارع النيرب، حسب قوله، قرابة 100 رأس من العجول والأبقار، لم يحجز حتى اللحظة قبيل العيد بأربعة أيام إلا نصفها، فيما يتبقى نصفها، والذي ينذر بانخفاض أسعارها بشكل أكبر بعد انتهاء موسم العيد.

ويشير صاحب المزرعة، إلى أنّ تركيز الناس بالأضحية هذا العام يذهب باتجاه شراء البقرات والعجلات، والتي تعد منخفضة السعر عن العجول، حيث تتراوح أسعارها بين 10 إلى 14 شيكل للكيلو الواحد.

ويعتقد النيرب، أنّ الأسعار مناسبة ومنخفضة جداً عن الأعوام الماضية، “ولكن يبقى الوضع الاقتصادي العام، وشح السيولة بالقطاع، هو الحكم في شراء الناس للأضحية من عدمه”.

 كما يؤكّد أنّ حتى إقبال الجمعيات الخيرية على مشاريع الأضاحي، بدا أقل بكثير من الأعوام الماضية، ويضيف: “إحدى الجمعيات كانت تأخذ مني كل عام 170 -150 رأسا من العجول، هذا العام طلبت 70 عجلا فقط، ويمكن أن تنخفض في أي لحظة حسب المتبرعين وغيره”.

وفرة الأضاحي وسلامتها

وكيل وزارة الزراعة إبراهيم القدرة، أكّد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الأضاحي متوفرة هذا العام بشكل كبير؛ حيث يتوفر ما يقارب 12 ألف رأس من العجول والأبقار، و25 إلى 30 ألف من الأغنام، وهي كافية جداً لسكان قطاع غزة.

وأوضح القدرة، أنّ الوزارة توفر شروط الصحة والسلامة في محاجر ومزارع ومسالخ الأضاحي لهذا العام، سواء كانت أبقار أو عجول أو أغنام.

وكيل وزارة الزراعة إبراهيم القدرة
وأشار إلى أنّ وزارته، تقوم بفحص الحيوانات، وأخذ عينات من دمها، وترحيلها لمختبر خاص يعمل على مدار الساعة في هذه الأيام، والحصول على نتائج تحليل هذه العينات، ومعرفة النتائج والتي بناء عليها يتم الإقرار بشأنها، إما السماح بتداولها وتربيتها وبيعها داخل أسواق قطاع غزة، أو إتلافها أو يتم الحجر عليها لفترة معينة حتى إتمام سلامتها.

وأكّد القدرة، أنّ الوزارة تتخذ كافة إجراءات السلامة والرقابة بشأن الأبقار والمواشي التي يتم استيرادها من خارج قطاع عزة، مبينا أن هناك محجر خاص بالوزارة، حيث يتم فحصها والتأكد من خلوها من الأمراض، خصوصا المشتركة بين الإنسان والحيوان، كمرض الإجهاض المعدي، وغيرها من الأمراض.

وذكر القدرة أنه وبعد الانتهاء من عمليات الفحص، يتم معاينتها من جديد حول مدى مطابقتها للمواصفات والمقاييس، وهل تصلح كأضحية أو لا، ومن ثم يتم تسليمها للتاجر، مبينا أن هذه الإجراءات تتم خلال مواسم الأضاحي، مؤكدا على استمرارها على مدار العام.

وأبرق المسؤول الفلسطيني، برسالة اطمئنان للمواطن الفلسطيني، أنّ أضحيته تكون سليمةً تماماً وخالية من أي أمراض حيث لا تسمح الوزارة بدخول أي ماشية إلا بعد التأكد من سلامتها أو حجرها بالمحجر البيطري، لافتاً إلى نسبة الضبط على المعابر بهذا الشأن تصل إلى 100%.