الخميس 18/أبريل/2024

حماس وإيران.. تحالف استراتيجي بمواجهة إسرائيل

حماس وإيران.. تحالف استراتيجي بمواجهة إسرائيل

أبدت حركة حماس اهتماماً واضحاً بزيارتها الأخيرة إلى طهران، برز ذلك من خلالها وفدها رفيع المستوى الذي ترأسه نائب رئيس الحركة صالح العاروري، والذي أكّد أنّ حركته تقف في الخط الأمامي للدفاع عن الأمة الإسلامية في مواجهة المشروع الصهيوني التوسعي الذي يهدف إلى ضرب وحدتها وتقدمها.

علاقة تاريخية
العلاقة بين حماس وإيران بدأت منذ عام 1990، تطورت بشكل متسارع نظراً للحالة الفلسطينية التي مرّت بعدد من الانتفاضات والثورات الشعبية، ولعل أساس هذه العلاقة كان اشتراك هذه الأطراف في مسار المقاومة، وحاجتها لبناء علاقة تساند استراتيجي؛ لتعضيد هذا المسار وتدعيمه حينذاك.

كما تأسست تلك العلاقة، اتساقاً مع رؤيتها الثابتة القاضية بالتعاون مع الدول والجهات كافة في المنطقة، لخدمة القضية الفلسطينية، على قاعدة التوازن دون الانحياز لأحد الأطراف الإقليمية أو لأي من المكونات الداخلية لهذه الأطراف، وعلى قاعدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول والجهات.

عدو واحد
المحلل السياسي ساري عرابي، عدّ أنّ الجمهورية الإسلامية وحركة “حماس” في مركبٍ واحد الآن، وقال: “ليس ذلك بالضرورة باختيارهما، ولكن لأنّ عدوهما أصبح واحدا، وأن ما يجري بحقهما وصل حد التشابه”.

وأوضح عرابي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الاحتلال الصهيوني يسعى لتصفية القضية الفلسطينية والقضاء على المقاومة بحصارها وتجفيف منابع دعمها، كما أنّ الإدارة الأمريكية تمارس ذات الخطوات ضد الجمهورية الإيرانية، مبيناً أنّ ذلك فرض حالة من الترابط وتنسيق المواقف لمواجهة هذه التحديات المشتركة.

وأشار المحلل السياسي، إلى أنّ تعزيز المواقف وتنسيقها يجعل من محور المقاومة سدًّا منيعاً في مواجهة التحديات التي تمارس ضده، متوقعاً أن استهداف الإدارة الأمريكية لإيران يعني أن دولة الاحتلال ستستهدف المقاومة بغزة أيضاً.

تحديات كبيرة
ويعتقد المحلل السياسي إياد الشوربجي، أنّ أهمية توقيت الزيارة تنبع من أنّ كلا الطرفين يواجهان تحديات كبيرة أبرزها العدوان والحصار، لافتاً إلى أنّ حماس تسعى إلى بناء ونسج علاقات مع الأطراف كافة، وخصوصا محور المقاومة.

ويؤكّد الشوربجي في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ هناك شبكة مصالح مشتركة بين إيران وحماس، لافتاً إلى أنّ حماس تسعى لترميم علاقاتها بكل المستويات والدول المحيطة وتحديداً محور المقاومة والذي يتعاطى مع القضية ويدعمها بشكل معين.

ويبين المحلل السياسي، أنّ سعي حماس لتوطيد العلاقة مع إيران نابع من أنّها تشكل إحدى ركائز دعم المقاومة والقضية الفلسطينية، دون غيرها من الدول والأقاليم.

الزيارة الأرفع
“هذه الزيارة الأهم والأرفع منذ الأزمة السورية، وجاءت في إطار تعزيز العلاقة وتعزيز التنسيق ما بين إيران وحماس، وهو إعلان رسمي لعودة العلاقة بشكلها الأول ما قبل 2011” هذا ما ذهب إليه المحلل السياسي إبراهيم المدهون، مبيناً أنّ هناك أمل كبير يحدو جماهير المقاومة في عودة العلاقة إلى أوجها.

ويعتقد المدهون في تصريحات لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الدعم الإيراني للمقاومة هو دعم مؤثر في اتجاهات مختلفة، منها السياسي والعسكري والمالي، في ظل التهديد الإسرائيلي بالعدوان على غزة وتوسع العدوان على الضفة والقدس.

ويضيف: “هذه الزيارة ستبني برنامجا جديدا يزيد فيه العمل والترتيب، عل أساس أنّ حماس رأس حربة المقاومة في فلسطين، في مواجهة المشاريع الصهيونية والأمريكية”.

ويشير المحلل السياسي، إلى أنّ التصريحات التي شهدتها الزيارة، تؤكّد أنّها أشبه بإعلان بالتحالف والتعاضد ما بين الطرفين، وهناك آمال كبيرة ستعقد على هذه الزيارة.

ويتوقع المدهون، أن تثير هذه الزيارةً قلقاً إسرائيليا، مبيناً أنّ ذلك يأتي في ظل أنّ “حماس” باتت أقوى بكثير من السابق، وستبدو أكثر قوة في حالة رفع الدعم والتنسيق الإيراني للحركة، وحينها سيكون هناك تهديد حقيقي على الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية، مساء اليوم الخميس، إن معتقلين اثنين من قطاع غزة استُشهدا خلال إحضارهما للتحقيق داخل...