الثلاثاء 23/أبريل/2024

إسرائيل تهدم وادي الحمص.. ونكبات التهجير المتواصلة!

إسرائيل تهدم وادي الحمص.. ونكبات التهجير المتواصلة!

في وضح النهار وعلى مسمع من العالم كله ومرآه، تجري “إسرائيل” أكبر عملية هدم منذ عام 1967؛ إذ شرعت في هدم 16 بناية في حي وادي الحمص ببلدة صور باهر جنوب القدس المحتلة تحتوي على 100 شقة سكنية.

عملية الهدم هذه تشرد في مرحلتها الأولى أكثر من 500 مقدسي، وترمي بهم إلى العراء، ووفق تقارير عبرية فإن عملية الهدم ستتوسع في الأيام المقبلة لتصبح الشقق السكنية المدمرة 250 شقة سكنية.

الحي الذي تجري فيه “إسرائيل” عمليات الهدم يقع في المنطقة الإدارية والأمنية الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية المصنفة وفق اتفاق أوسلو “a” وخارج حدود بلدية الاحتلال بالقدس، إلا أن سلطات الاحتلال استصدرت قرارًا عبر الجيش الإسرائيلي لهدم تلك المباني بدعوى قربها من جدار الضم والفصل العنصري، ولأسباب أمنية مزعومة.

وتجري عمليات الهدم الواسعة -والتي تعد أكبر عملية هدم في السنوات الـ52 الماضية- في خضم الترويج الأمريكي لصفقة القرن الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية؛ بعد اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل” وما تبعها من إجراءات أمريكية ضد الشعب الفلسطيني ووقف مساعدات أونروا ومشافي شرقي القدس.

كما لا يمكن للمتابع للأحداث أن يفصل ما جرى في البحرين من مزاد رخيص لتصفية القضية عبر أوهام الحلول الاقتصادية على حساب الثوابت الفلسطينية، عما جرى في القدس قبل أيام من مشاركة غرينبلات (مبعوث ترمب) وفريدمان (سفير ترمب بإسرائيل) في افتتاح نفق أسفل بلدة سلوان.

كما لا يمكن فصل ما جرى في المنامة عما يجرى في القدس المحتلة اليوم من عمليات هدم وتهجير واسعة على مسمع العالم كله الذي يطبق عليه الصمت، في الوقت الذي يخترق فيه التطبيع العواصم العربية والإسلامية؛ إذ أعلن عن زيارة وفد إعلامي عربي كبير لـ”إسرئيل”.


null

تفجير وهدم!
صباحًا ودون أي مقدمات، وبعد ضوء أخضر من ما تسمى “المحكمة الإسرائيلية العليا”، شرع مئات الجنود والآليات العسكرية الإسرائيلية في التوافد على الحي الواقع جنوب المدينة المحتلة، لتشرع في تفجير بنايات، وهدم أخرى، لتحيل المنطقة الآمنة والذي يسميها المقدسيون “متنفس القدس” وكأن زلزالًا ضربها.

عائلة المواطن إسماعيل أبو سرحان، كغيرها من العائلات اختارت أن تعيش في هذه المنطقة ووضعت كل مدخرات عمرها وتعب السنين لتستقر في منزل ظناً منها أن البناية لن تطالها يد الهدم التابعة للاحتلال لكونها تقع خلف الجدار العنصري.

العائلة تقول إنها تعرضت -فجر اليوم- لاعتداء وحشي من جنود الاحتلال الذين انهالوا بالضرب على أفراد الأسرة لإجبارهم على ترك المنزل وإخلائه، كما اعتدوا برش الغاز على وجوههم، فضلاً عن إلقاء قنابل صوتية داخل المنزل لترويع من فيه.

المسن المقدسي غالب أبو هدوان يقول: “كل ما ادّخرته أنا وأبنائي وضعناه في هذا المنزل.. اشتريت الأرض قبل أربعة أعوام، لأنه لا قدرة لنا على الشراء والبناء داخل حدود بلدية القدس، وأوقفونا عن البناء، تحملنا رداءة البنى التحتية في المنطقة، وحاولنا تحسينها عبر شق شارع يصل لمنزلنا لكن جيش الاحتلال جرّفه في وقت سابق.

وتعيش على بعد أمتار من منزل أبو هدوان أسرة المواطن إسماعيل عبيدية مع زوجته وأطفاله الستة في منزل يصل إليه الزائر بعد السير في شارع ضيق شديد الانحدار وقعت فيه عدة حوادث سير خطرة.

بدت الحسرة على وجهه، وقال: شقاء عمري وضعته في منزل أحلامي، قررتُ عدم إفراغه من محتوياته، لكن الاحتلال لا يعرف الإنسانية ولا يلتفت إلى معاناة الفلسطيني.


null

عزل القدس عن محيطها

ويعدّ حي واد الحمص امتدادا لبلدة صور باهر الواقعة جنوب شرق القدس، وتبلغ مساحة أراضيه نحو ثلاثة آلاف دونم، وقد حرم جيش الاحتلال السكان فيه من البناء على نصف المساحة تقريبا، بدعوى قرب الأراضي من الجدار العازل الذي يفصل الحي عن عدة قرى تتبع محافظة بيت لحم.

يقع حي واد الحمص خارج حدود بلدية القدس، وتصنف غالبية أراضيه ضمن مناطق “أ” التابعة للسلطة الفلسطينية، الأمر الذي دفع بكثير من المقدسيين لشراء أراض في الحي لعدم قدرتهم على الشراء والبناء في المناطق الواقعة داخل حدود البلدية، بسبب الأسعار الخيالية للأراضي واستصدار تراخيص البناء، وقد حصلوا جميعهم على رخصة البناء من وزارة الحكم المحلي الفلسطينية.

ويقول مراقبون: إن هدم المنازل في المناطق الخاضعة لسيطرة السلطة حسب اتفاق أوسلو، يهدف لاستكمال عزل القدس المحتلة عن محيطها، وجعل إقامة دولة فلسطينية أمرًا مستحيلًا.

ويؤكد المراقبون أن أبعاد عمليات الهدم هذه في مجملها ديمغرافية تهدف من خلالها “إسرائيل” إلى تقليص عدد الفلسطينيين من 40% من إجمالي سكان المدينة بشقيها الشرقي والغربي، إلى 20%.

كما تهدف “إسرائيل” من عمليات الهدم هذه لإكمال الحزام الاستيطاني المحيط بالقدس المحتلة.

 


سياسة ممتدة

وعمليات الهدم التي جرت اليوم، هي امتداد لسياسة “إسرائيل” الممتدة منذ سنوات الاحتلال الأولى والتي ما توقفت البتة؛ وتشير معطيات رسمية أن سلطات الاحتلال نفذت خلال عام 2018 الماضي 538 عملية هدم طالت منازل ومنشآت فلسطينية في الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس المحتلة.

وذكر مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق أن عمليات الهدم ارتفعت بنسبة 24٪ في عام 2018، مقارنة مع عام 2017، وسجلت عمليات الهدم في مدينة القدس النسبة الكبرى خلال 2018، وبلغت 45% من المجمل.

وذكر المختص في الشأن المقدسي جمال عمرو، أن سياسات الاحتلال مع العائلات المقدسية جزء من الإجراءات العنصرية بحقهم والتي لا حصر لها، يضاف إليها فرض ضرائب والمنع من البناء.

وأكد عمرو أن الاحتلال يهدف من وراء منع الفلسطينيين من التعمير والبناء في القدس إلى تغيير معالم المدنية المقدسة وتهويدها، وتفشي الاستيطان فيها أكثر وأوسع، بدليل منحه تسهيلات بناء وتملك كبيرة للمستوطنين، عوضًا عن البناء الدائم للتجمعات الاستيطانية.

وتابع عمرو: إن سلطات الاحتلال تسابق الزمن لفرض معالم جديدة في المدينة في إطار غياب الغطاء العربي والدولي والتغيب الرسمي الفلسطيني وغياب الرادع، وكذلك لإحداث تغييرات دينيّة أو جغرافية، وفي إطار تحكمها الأكبر بالقدس وتشديد قبضتها الأمنية عليها.

وفي تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية؛ فإن خمسين جمعية أمريكية تبرعت بأكثر من مليار شيكل (260 مليون دولار) لدعم مشاريع التهويد في القدس المحتلة، ولتسريع وتيرة الاستيطان في المدينة المقدسة وجعل الغالب الجغرافي فيها أملاكًا للمستوطنين، بعد إعلان الرئيس الأمريكي ترمب الاعتراف بالقدس عاصمةً لـ(إسرائيل)، ونقل سفارة بلاده إلى القدس.

في حين حذرت جهات رسمية فلسطينية من خطة الاحتلال التهويدية “2020” الرامية إلى إسكان مليون مستوطن في الضفة الغربية والقدس المحتلتين على أراضي الفلسطينيين بعد تهويدها.

 

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيد واصابتان برصاص الاحتلال في أريحا

شهيد واصابتان برصاص الاحتلال في أريحا

أريحا - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن وأصيب آخران بجروح - فجر الثلاثاء- برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحامها أريحا. وأكد مدير...