عاجل

الجمعة 27/سبتمبر/2024

المسعف الشهيد الجديلي.. لا شيء يضاهي حزن نجله البكر عادل!

لا شيء يضاهي حزن الطفل عادل الجديلي وهو يتلمّس رحيل والده المسعف في الهلال الأحمر محمد الجديلي عاجزاً عن تصديق الواقع مع ثلاثة أطفال أضحوا أيتام الأب.

منذ يومين يلفّ الحزن جمعية الهلال الأحمر ومخيم البريج بعد رحيل المسعف محمد الجديلي (36 عاماً) متأثراً برصاص الاحتلال.

لم تشفع له سترته البيضاء ولا شارة الخدمة الطبّية الإنسانية فوق بزّته أمام رصاص الاحتلال الذي اخترق وجهه وأدى لكسور في أنفه والتهابات في الدماغ انتهت به شهيداً متأثّراً بجراحه.

 

وكان المسعف الجديلي أصيب في الثالث من مايو الماضي برصاصة مطّاطية ارتطمت بوجهه مباشرةً خلال عمله في إنقاذ الجرحى بمنطقة أبو صفيّة في فعاليات مسيرة العودة شمال قطاع غزة.

مسعفو خيمة العزاء

تتبعثر كلمات الطفل عادل نجل الشهيد الجديلي وهو يترحّم على والده الذي ترك جرحاً غائراً في قلبه.

يقول عادل: “في آخر يوم من حياته وعدني أن يحضر لي ولأشقائي الألعاب. جنود الاحتلال يريدون الموت للناس في غزة”.


الطفل عادل الجديلي، نجل الشهيد محمد

وتنقّل الجديلي بين مستشفيات قطاع غزة، لكن مضاعفات خطيرة أدت لالتهابات في دماغه استدعت تحويله قبل أيام إلى مستشفى الأهلي بالخليل حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.

ويؤكد رائد -شقيق الجديلي- أن محمد تعرّض لإصابة أدت لمضاعفات عجز الطبّ في قطاع غزة عن التعامل معها؛ ما أدى لوقوعه في أيامه الأخيرة في غيبوبة فارق بعدها الحياة.

ويضيف: “فقدنا أخًا وصديقًا. شعوري لا يوصف؛ الاحتلال لا يفرق بين مسف وطفل، فأخي أصيب قبل ذلك 4 مرات آخرها من قنّاص وهو يعالج أحد المرضى قرب عربة الإسعاف، ولدينا فيديو لذلك وهو خلال عمله يرتدي زيّه الرسمي”.


رائد شقيق الشهيد محمد

في خيمة العزاء دلّونا على أعزّ أصدقاء الجديلي، وهو الشاب محمد صلاح الذي يصف شخصية الجديلي أنه إنسان حمل الطيبة والمحبة لجميع أبناء شعب فلسطين وأسرهم، وأنه شخص محبوب أثّر رحيله في كل من عرفه.

ويتابع: “امتلك محمد الإنسانية والقيم. حصلت على دبلوم إسعاف قبل 17 عاما مع محمد وأصبحنا أعزّ أصدقاء بل تحولنا إلى أشقاء. لم تقتصر علاقتنا على العمل بل وصلت لكامل أسرتينا”.

أمضى صلاح أمسيات شهر رمضان رفقة الجديلي في المستشفى، وكلما حاول الاعتذار منه أصرّ على بقائه رفقته.

تدمع عينا صلاح وهو يتابع: “فقدت أخا وصديقا وحبيبا. فقدت جزءًا من روحي؛ فمحمد جزء من روحي، وأحتسبه عند الله من الشهداء”.


محمد صلاح، صديق الشهيد الجديلي

زملاء العمل

على غير العادة ينتشر مسعفو وموظفو الهلال الأحمر في خيمة عزاء زميلهم محمد الذي عمل معهم سنوات طويلة في إنقاذ الجرحى والمرضى بقطاع غزة.

يستمّد يسري المصري، أحد مسعفي الهلال الأحمر، قسطاً من صموده متحدثاً عن قصة إصابته التي عاشها معه من اللحظة الأولى.

يقول المصري: “يوم إصابته توجهنا للعمل يوم جمعة أنا وهو، ووقعت إصابات نقلناها لمشفى ميداني، ولما عدنا استهدفوه مباشرة، ثم حملناه لمشفى ميداني، ومن لحظة إصابته حتى لحظة استشهاده كان يذكر الله ويردد الشهادتين”.

عاش المصري مع زميل تحلى بالأخلاق والتفاني في العمل؛ الأمر الذي ميّزه في عمله الإنساني حين يعطي في واجبه لخدمة المرضى والجرحى عطاءً لامحدودًا.

ويتابع: “غيابه أثّر علينا كلنا ورحيله ترك نقصا كبيرا في خدمات الهلال الأحمر في إسعاف جباليا. نسأل الله أن يعوضنا خيراً عن رحيله”.


يسري المصري، أحد مسعفي الهلال الأحمر

ويرى خالد الجديلي، أحد أقارب الشهيد، أن عائلته فقدت أعزّ أبنائها على قلبه، والذي عاش معه علاقة القرابة والصداقة.

احتفظ خالد بحالة إعجاب مع نفسه من قديم بجرأة محمد وشجاعته في خدمة الجرحى والمرضى متجاهلاً رصاص الاحتلال على حدود غزة في الحروب ومسيرة العودة.


خالد الجديلي، أحد أقارب الشهيد

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات