الخميس 28/مارس/2024

تجاوزات الاحتلال ضد غزة.. ردود عاجلة أم تصعيد جديد؟

تجاوزات الاحتلال ضد غزة.. ردود عاجلة أم تصعيد جديد؟

من جديد تعود حالة التوتر والتصعيد بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، بعد استهداف طيران الاحتلال عددا من مراصد ونقاط المقاومة بحجة إطلاق بالونات متفجرة تجاه غلاف غزة.

وبعدما تعثرت تفاهمات التهدئة عادت “وحدات البالونات” للعمل بكثافة في المناطق الحدودية، وهي تطلق منذ أيام دفعات كبيرة من البالونات الحارقة والمفخخة تجاه المستوطنات القريبة من قطاع غزة.

وفي معرض ردها على إطلاق البالونات المتفجرة باتت “إسرائيل” تحاول فرض معادلة جديدة من خلال الرد باستهدافات تطال مواقع ونقاط للمقاومة الفلسطينية، الأمر الذي يزيد من احتمالية الاتجاه نحو جولة تصعيد جديدة.

ومن المقرر أن يصل وفد أمني مصري إلى قطاع غزة اليوم الثلاثاء، لبحث سبل تهدئة الأجواء ومنع انزلاقها لجولة تصعيد جديدة تغير شكل التفاهمات التى تم التوافق عليها في وقت سابق.

واستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف مروحي أمس الاثنين موقعي رصد يتبعان للمقاومة الفلسطينية على الأطراف الشرقية وسط وجنوب قطاع غزة، ما خلف أضراراً مادية من دون وقوع إصابات.

ضغوط وردود

الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا يرى أن “إسرائيل” تحاول بكل جهدها أن تعالج قضية البالونات الحارقة، وأصبح عندها تغير في سياستها من خلال سرعة الرد على إطلاق البالونات المتفجرة، وتتعامل معها بطريقة حادة إلى حد كبير، وذلك استجابة للضغوط الداخلية بخصوص البالونات المتفجرة.

وأوضح القرا في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن “إسرائيل” تريد فرض معادلات مبالغ فيها، ما سيؤثر على العلاقة والموقف من المقاومة الفلسطينية، معتقدًا أن المقاومة لن تسمح بفرض معادلة بهذه الطريقة، خاصة أنه لا يمكن القبول بهذه المعادلات.

وحول إمكانية تدحرج الأمور، أوضح الكاتب والمحلل السياسي أنه أمر وارد، مشيرًا إلى أن الاحتكاك الميداني يثبت حسب التجربة الماضية إمكانية الذهاب إلى تصعيد.

ولفت إلى أن “إسرائيل” لا تستطيع أن تضبط طريقة ردود المقاومة الفلسطينية حال ارتقاء شهداء في الاستهدافات التي تمارسها على المواقع العسكرية أو أماكن تضم مواطنين فلسطينيين.

ونبّه إلى أن تكرار عمليات القصف والاستهداف من الاحتلال يمكن أن يقود إلى تصعيد، لافتًا إلى أن التوجه العام لدى المقاومة يعتمد على ضبط النفس إلى أبعد مدى ولا تنجر إلى معادلة الاحتلال الذي يريد فرضها بهذه الطريقة.

أما فيما يتعلق بتفاهمات التهدئة فأوضح القرا أن الاحتلال منزعج جدًّا من الأحداث الجارية وما يتعلق بمسيرات العودة، وفي نفس الوقت لا يريد أن يلتزم بها، ويريد أن يؤثر عليها بأي شكل من الأشكال.

وعدّ القرا قدوم الوفد المصري لغزة يأتي في سياق مناقشة استمرار التفاهمات مع الاحتلال، وإمكانية تثبيتها بشكل كامل أو التوجه إلى موجة تصعيد جديدة في حال لم يتم التأكيد على هذه التفاهمات أو التزام الاحتلال بها بشكل يرضي المقاومة والجمهور الفلسطيني، خاصة في ظل عدم الالتزام بكل التفاهمات التي تم الحديث عنها خلال الفترة الماضية.

التصعيد والانتخابات

من جهته؛ قال الكاتب والمحلل السياسي ماجد الزبدة إن هناك عدة أسباب تدفع الاحتلال للرد بهذه الطريقة على البالونات المتفجرة، أولها أن غزة في بؤرة الصراع الانتخابي بين الأحزاب الصهيونية، وهي عامل مؤثر على الجمهور الصهيوني الذي يميل إلى الأطراف الاكثر عنصرية ضد الفلسطينيين؛ لذا فإن نتنياهو يحاول الظهور بمظهر الصهيوني المقاتل ضد غزة.

وأوضح الزبدة في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن ثاني الأسباب هو سعي رئيس أركان جيش الاحتلال الجديد افيف كوخافي لإظهار صورة قوية أمام جمهور الاحتلال خاصة في ظل عدم وجود حلول لمعضلة غزة لدى جيش الاحتلال.

وأيضًا من الواضح أن الأساليب التي يتبعها المتظاهرون في الآونة الأخيرة مثل الإرباك الليلي، وتكثيف إطلاق البلالين، وتعمد إصدار الأصوات المزعجة التي باتت تربك حياة مستوطني غلاف غزة وتنشر الذعر الدائم فيما بينهم، وفق قوله.

وتوقع الزبدة أن التصعيد الميداني سيستمر وبتدرج، وصولاً إلى الثلاثين من آذار، ولكن مع التركيز على أدوات المسيرة الشعبية، مثل: تكثيف التظاهر ليلاً ونهارًا وإيجاد بؤر جديدة للضغط على الاحتلال.

وشدد على أن عامل الوقت مع دخول فصل الربيع ليس في صالح مستوطنات غلاف غزة التي تعتمد على الزراعة، لذا توقع أن يتم تدخل بعض الجهات الإقليمية والدولية للتهدئة وتخفيف الحراك مقابل تخفيف جزئي للحصار.

وأشار إلى أن الأيام المقبلة حساسة لدى دولة الاحتلال، نظرًا لقدرة غزة على التأثير المباشر على الجمهور الصهيوني، متوقعًا أن يتم محاولة احتواء غزة خلال الايام المقبلة.

وتوقع الكاتب والمحلل السياسي أن الاحتواء لن ينجح طالما لم يقدم الاحتلال على خطوات حقيقية لكسر الحصار بشكل ملموس.

من جانبه أفاد الخبير والمختص بالشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر أن الساعات الأخيرة على حدود غزة تشير إلى أن جيش الاحتلال بات يرفع تدريجيًّا، ودون إعلان، من مستوى ردوده على أحداث الإرباك الليلي؛ حتى دون إصابة أحد جنوده كما جرت العادة في الأسابيع الماضية.

وأشار أبو عامر في منشور له عبر صفحته الشخصية فيس بوك، إلى أن هذه الردود تعدُّ تطورا لافتتا غير مسبوق، مشيرا أنه لم يسبق لطائرات الاحتلال الإسرائيلي أن قصفت في وضح النهار أهدافًا في غزة بسبب بالونات حارقة؛ رغم أنها لم تسفر عن إصابات إسرائيلية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات