الخميس 28/مارس/2024

نتنياهو.. بين مطرقة غزة وسندان الانتخابات

نتنياهو.. بين مطرقة غزة وسندان الانتخابات

فضاء الواقع في السياسة الإسرائيلية معقّد بمقدار يجعله رحب بكثير من الاضطرابات على الحدود الجنوبية والشمالية ومن خصوم تفصلهم مسافات بعيدة.

ورغم أن التقدير الاستراتيجي الجديد للاحتلال عن عامي (2018-2019)م وضع إيران في صلب اهتمامه مسقطاً غزة من جلّ الحسابات؛ إلا أن بقاءها شأن داخلي أقرب للانفجار يحوّل دفّة الأمور بين قذيفة وضحاها.

منذ يومين ينشر الاحتلال أخباراً عن رؤية تخفيف وطأة الاحتقان بغزة الموشكة على الانفجار، فيلوّح مرةً بتخفيف اقتصادي محسوب، وتارةً أخرى يتحدث عن رواتب موظفيها وحياتها اليومية.

وكان بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال، طلب البحث عن مصادر تمويل لتحويل أموال إلى قطاع غزة لدفع رواتب الموظفين، خشية من التصعيد في القطاع والضفة المحتلة.

ميزان الانتخابات
انتخابات “إسرائيل” المقبلة في إبريل تسبر أغوار معظم سلوكه السياسي حين يتعلّق الأمر بملفات الاضطراب الدائم على ميدان جبهة الجنوب غزة، والشمال في جنوب لبنان.

وذهب (نتنياهو) إلى أبعد من ذلك حين أعادت مصادره طرح الحديث عن تفاصيل صفقة تبادل الأسرى مع الجنود لدغدغة المشهد السياسي وكسب مزيد من الوقت، بينما نفت حماس أي جديد في ملف الصفقة.

ويؤكد د. محمود العجرمي الخبير في الشئون الأمنية أن الاحتلال لم يجد لحظة ملائمة للتخلص من كابوس غزة رغم خوضه ثلاث حروب واستمرار الحصار منذ اثني عشر عاماً.

ويضيف: “نتنياهو الآن قلق، فهو بين نار انتخابات 9 إبريل، ويريد تقديم شيء للمستوطنين، وبين نار حزب أزرق أبيض الجديد الذي تظهر استطلاعات الرأي تقدمه في الانتخابات المقبلة”.

مراقبون للشأن الأمني الإسرائيلي يتحدثون منذ أيام عن انفجار الأوضاع بكل المناطق بالحلبة الفلسطينية، على خلفية أحداث بوابة الرحمة بالمسجد الأقصى، والتوتر داخل السجون وقطع رواتب الأسرى والشهداء.

ويرجع رامي أبو زبيدة الباحث في الشأن العسكري حالة عدم الاستقرار على طول حدود غزة إلى تنكّر (إسرائيل) لتفاهمات غزة مع وسطاء عرب ودوليين.

ولا يريد الاحتلال الوفاء بما اتفق عليه مع الوسطاء حسب رؤية الباحث أبو زبيدة خشية الوقوع في مزايدات الأحزاب والخصوم السياسيين في انتخابات وشيكة.

الأقرب للانفجار
نافذة الفرص تضيق في غزة، فخيارات الباحثين عن الحياة أضحت معدومة وسط اشتداد الحصار ومستوى الفقر والبطالة وانقسام سياسي طال حتى رواتب الراحلين دفاعاً عن الوطن أو خلف قضبان الاحتلال.

ليس عارضاً أن يجري الاحتلال مؤخرا مناورات مفاجئة حول غزة تحاكي حربًا في القطاع المحاصر، بمشاركة قوات المشاة البرية وسلاح المدرعات والقوات الجوية وسلاح المدفعية ووحدة الاتصالات والاستخبارات العسكرية.

يقول المحلل العجرمي إن حروب الاحتلال عام (2008)م أسقطت أولمرت وفي (2012)م أسقطت باراك وفي (2014)م أسقطت يعلون وغنتس بينما شهد عام (2018)م استقالة ليبرمان.

ويتابع: “السقوط كان دوماً خلف مغامرات غير محسوبة لم ينجز فيها الاحتلال هدفاً سياسياً واحداً في ذات الوقت الذي قد تبدو فيه المقاومة معنيّة بجره لمأزق إن لم يف بالتزامات وقعها مع وسطاء كثر”.

وكانت المناورات اختبرت قدرات الجيش على الأداء في المعركة، بحسب بيان قيادة الجيش، الذي أوضح أن “قيادة الجبهة الجنوبية تدربت على استخدام القوات السريعة، وإطلاق النار، والقتال بفرق خلال الاستعانة بالقوات البرية، بالإضافة إلى عمليات مناورة.

ويرى الباحث أبو زبيدة أن غزة الموشكة على الانفجار من تزايد الضغوط ،يهتم الاحتلال حالياً بتشديد الخناق حولها بواسطة استكمال بناء الجدار الإسمنتي وحواجز الحدود وتجديد بنك الأهداف.

ورغم أن إيران تتصدر أول محطات الخطر الاستراتيجي حول (إسرائيل) إلا أن غزة لا زالت النقطة الأقرب للانفجار، والتي تشعل بعد أيام شمعة العام الثاني لمسيرة العودة بمزيد من الهموم والأزمات التي تقربها للانفجار الوشيك.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عباس يصدق على تشكيلة حكومة محمد مصطفى

عباس يصدق على تشكيلة حكومة محمد مصطفى

رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام صدق رئيس السلطة محمود عباس على منح الثقة لحكومة محمد مصطفى، وسط استمرار تجاهل موقف الفصائل الفلسطينية التي...