الإثنين 17/فبراير/2025

الشهيد أبو طالب ..رحل بائع الماء على معبر الجلمة

الشهيد أبو طالب ..رحل بائع الماء على معبر الجلمة

لم يكن ادعاء جيش الاحتلال الصهيوني بأن الشاب عبد الله أبو طالب في العشرين من عمره قد أطلق النار على قوات الاحتلال على معبر الجلمة، سوى مزيد من الكذب الذي يبرر به الاحتلال جرائمه حينما يقع في سوء تقدير أو ينفذ جريمة واضحة.

وبلحظات تحول الشاب أبو طالب إلى شهيد دون مقدمات.. فقط لأن مصدر رزقه ارتبط بمعبر الجلمة شمال جنين، وهو المعبر الرئيسي للمرور إلى أراضي 48.


null

أبو طالب اعتاد العمل على معبر الجلمة بائعًا للماء والبوظة والتسالي، أملاً في كسب قوت يومه بعرق جبينه للتغلب على شظف العيش؛ فمنذ سنوات والكل يعرفه وهو يمتطي دراجته النارية الصغيرة ويحمل عليها زجاجات الماء المعدني ليبيعها على معبر الجلمة للعمال والتجار وفلسطيني 48 أسوة بعشرات آخرين يُعدّ العمل على المعبر مصدر رزقهم الذي يعتاشون منه.

في الصيف يحمل عبد الله معه ثلاجته الصغيرة المليئة بالآيس كريم وينادي ويبيع، وفي هذه الأوقات يبيع أيضًا الماء؛ حيث يقف قرب المعبر بدراجته النارية، ويعرض بضاعته على جانب الشارع، والرزق والتيسير على رب العباد.

وعلى الرغم من أن ركوب الدراجات النارية مصدر انتقاد كبير من المواطنين، والتنقل بها في مناطق قريبة من حواجز الاحتلال يجعلها أكثر خطورة، إلا أن عدم قدرة كثير من الشباب على شراء المركبات باهظة الثمن يجعل هذه الوسائل الرخيصة متنفسًا لهم لقضاء حوائجهم.


null

بائع ماء على المعبر

ويقول المواطن أحمد شعبان من الجلمة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن أهالي البلدة اعتادوا على عبد الله وهو يتنقل على مدار اليوم بدراجته النارية بين البلدة والمعبر، أو المعبر وجنين، وهو يحمل أغراضه بهدف البيع والشراء، وهو نفس الروتين الذي فعله يوم استشهاده، ولم يكن به ما يشير إلى شيء مختلف.

وكانت الثامنة مساءً من يوم الاثنين (4-2-2019) حين فوجئ عبد الله وهو يقف في ذات المكان الذي اعتاد الوقوف به مصدرًا لرزقه برصاص الاحتلال يأتيه ورفيقه من كل جانب دون مقدمات، ليرتقي شهيدًا على الفور؛ فالرصاص لم يكن بغرض الإصابة، بل كان بهدف القتل من خلال رصاصات في الرأس.


null

لم يمهل القدر أبو طالب كثيرًا لكي يتمتع بحياته؛ فقد عانى من وضع اقتصادي واجتماعي صعب قبل أن يتمكن من الاعتماد على نفسه لتكون لقمة العيش سبب نهاية حياته.

شهود عيان من المنطقة أكدوا أن أبو طالب لم يكن يشكل أي خطر على قوات الاحتلال، وسواء أكان ادعاء جيش الاحتلال بأنه تعرض لإطلاق نار من طرف ما أو كان ادعاءً كاذبًا، فإن الشهيد أبو طالب ذهب ضحية إعدام من جنود الاحتلال الذي يستطيعون بكاميرات دقيقة في المعبر تمييز من يشكل خطرًا عليهم أم لا.


null

وبحسب الشهادات، فإن المنطقة التي كان يتواجد فيها الشهيد على مفترق الطرق الأول قبل المعبر، وهي وإن كانت لا تشكل أي خطر على جنود الاحتلال، فإن أيًّا كان لا يستطيع ولو هجم بالقنابل أن يشكل أي خطر على الجنود لشدة التحصينات، ولاستحالة الوصول للجنود بسبب العوائق والحواجز فيه.

ويشير رئيس مجلس قروي الجلمة محمد أبو فرحة لمراسلنا إلى أن وجود المواطنين والباعة المتجولين على جنبات الطريق إلى المعبر مشهد اعتيادي، كما أن الحركة على المعبر تكون نشطة إلى حدود العاشرة ليلاً، مؤكدًا أن رواية الاحتلال لا أساس لها من الصحة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات