الثلاثاء 16/أبريل/2024

(2018).. مقاومة تتألق ومقاومون يترجلون

(2018).. مقاومة تتألق ومقاومون يترجلون

شهد عام 2018 تطورًا نوعيًّا في أداء المقاومة في الضفة الغربية مقارنة بالسنوات السابقة في تصاعد ملفت كمًّا ونوعًا كان أبرزها  ظهور نماذج للمقاومة بحالة لم تعرف منذ نهاية انتفاضة الأقصى، وسط زيادة في أعداد القتلى الصهاينة من مستوطنين وجنود وارتفاع في حالات إطلاق النار على جنود الاحتلال.

نماذج من نوع مختلف

برز في عام 2018 نماذج للمقاومة شكلت إلهامًا للمواطنين وحركت المياه الراكدة، وكان ملفتًا مستويات تعلق الناس بها؛ فمع بداية العام لمع الشهيد أحمد نصر جرار من بلدة برقين غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية والذي استشهد في (6-2-2018) وشكل حالة فريدة من الملاحقة والمطاردة وتفاعل الناس معها، وشكلت حادثة استشهاده، حدث العام من حيث مستويات التغطية والتعاطف الشعبي.

أشهر قليلة بعد ذلك، برز الشهيد أشرف نعالوة من طولكرم شمال الضفة الغربية كأنموذج آخر للمقاوم الذي اقتحم مستوطنة وقتل مستوطنين ثم انسحب بسلام، في حين استخدمت قوات الاحتلال كل الوسائل لملاحقته وفشلت عشرات المرات إلى أن اغتيل في مخيم عسكر في نابلس في ( 13-12-2018) وتعامل معه المواطنون كأسطورة للمقاومة.

وتزامن ذلك مع حادثة اغتيال الشهيد صالح عمر البرغوثي بتهمة تنفيذه عملية مستوطنة عوفرا، وشكل تزامن استشهاده مع اغتيال الشهيد أشرف نعالوة صدمة لدى الناس في ليلة كئيبة إلى أن كان الرد السريع للمقاومة في عملية عوفرا الثانية، والتي قتل فيها ثلاثة جنود بعد ساعات من عملية الاغتيال.

نال البرغوثي ما ناله جرار ونعالوة، سيما مع رمزية عائلته التي تعدّ من العائلات البارزة في عالم المقاومة في فلسطين من والده وعمه وأجداده.

وأسهمت نماذج المقاومين الثلاثة في خلق حراك مقاوم غير عادي في الضفة الغربية من حيث تصاعد المواجهات وانخراط عدد كبير من الشباب في المقاومة، وتحول المناطق التي ينحدرون منها إلى بؤر مواجهات ساخنة لأشهر وطوال فترات مطاردتهم وكانوا مصدر إلهام واسع.

تصاعد كمي

وعلى الصعيد الكمي، شهد عام 2018 تصاعدًا كميًّا ملفتًا في أعمال المقاومة ضد الاحتلال بمختلف أشكالها؛ حيث سجل نحو 5000 حالة مواجهة مع الاحتلال بين مواجهات وإلقاء حجارة، وزجاجات حارقة، وإطلاق نار، وعملية طعن، ومحاولة طعن، وعملية دهس، ومحاولة دهس، وتفجير عبوات ناسفة، ومقاومة اعتداءات مستوطنين، ومظاهرات.

وفيما يتعلق بأبرز الهجمات؛ فقد نفذت المقاومة خلال العام في الضفة والقدس العديد من العمليات المؤثرة، كان من أبرزها: 50 عملية إطلاق نار، و35 عملية طعن ومحاولة طعن، و15 عملية دهس ومحاولة دهس، و60 عملية تم فيها إلقاء أو زرع عبوات ناسفة، و300 عملية إلقاء زجاجات حارقة صوب آليات ومواقع الاحتلال العسكرية وصوب مستوطنيه. 

ومقارنة مع الأعوام السابقة، شهد عام 2018 تصاعدًا ملحوظًا في عدد قتلى ومصابي الاحتلال مقارنة بالأعوام السابقة؛ حيث سجل مقتل 14 جنديًّا ومستوطنًا في عمليات إطلاق نار وطعن، في حين أصيب 169 آخرين بشكل مباشر.

أبرز العمليات في 2018

ومن أبرز عمليات المقاومة التي قتل فيها جنود ومستوطنون خلال العام الجاري، مقتل حاخام صهيوني كبير في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة حافات جلعاد في (9-1-2018) نفذها الشهيد القسامي أحمد نصر جرار ورفيقه الأسير أحمد القنبع من جنين، وأثارت حينها صخبًا كبيرًا.

وفي (5-2-2018) نفذ الأسير عبد الكريم العاصي من سلفيت عملية طعن جريئة قرب مدخل مستوطنة أريئيل، قتل خلالها مستوطن، وطورد بعدها قبل اعتقاله في عملية خاصة للاحتلال إثر مطاردة شديدة بعد 42 يومًا من الملاحقة.

وفي (16-3-2018) قتل جنديان صهيونيان وأصيب اثنان آخران بجراح في عملية دهس قرب حاجز دوتان جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية نفذها الأسير علاء قبها من بلدة برطعة بجنين.

وفي (18-3-2018) قتل شرطي صهيوني في عملية طعن في منطقة باب الواد في القدس المحتلة نفذها الشهيد عبد الرحمن بني فضل من بلدة عقربا قرب نابلس.

وفي (26-7-2018) قتل مستوطن وأصيب اثنان في عملية طعن عقب تسلل الشهيد محمد طارق لمستوطنة آدم قرب القدس، وهو من بلدة كوبر قرب رام الله حيث اخترق تحصينات المستوطنة قبل أن ينفذ عمليته بنجاح.

وفي (7-10-2018) نفذ الشهيد أشرف نعالوة من طولكرم عملية مستوطنة بركان والتي قتل فيها مستوطنان وتمكن بعدها من الانسحاب بسلام؛ حيث جن جنون الاحتلال الذي عمل بعد ذلك على حملة مطارد شرسة للغاية أسفرت عن استشهاده بعد شهرين من الملاحقة.

وفي (16-9-2018) نفذ الأسير خليل جبارين من بلدة يطا قضاء الخليل عملية طعن أدت لمقتل مستوطن في مفرق غوش عتصيون، وأصيب خلالها بجراح قبل اعتقاله.

وفي (9-12-2018) نفذ الشهيد صالح البرغوثي من بلدة كوبر في رام الله ورفيقه عملية مستوطنة عوفرا قرب رام الله، وهي العملية التي أثارت صخبًا كبيرًا وأصيب خلالها تسعة مستوطنين وأعقبها عملية عسكرية واسعة في رام الله والبيرة، واغتيال الشهيد صالح والتنكيل بعائلته.

وفي ( 13-12-2018) قتل مقاومون ثلاثة جنود صهاينة في عملية جريئة جاءت بعد ساعات من اغتيال الشهيدين صالح البرغوثي وأشرف نعالوة وأصابت الاحتلال بإرباك شديد سيما وأن المقاوم المنفذ استطاع الحصول على سلاح أحد الجنود القتلى.

تصاعد تأييد المقاومة

وعدا عن العمليات العسكرية المباشرة، فإن تطور الحالة الشعبية على صعيد المواجهة مع الاحتلال ازداد بوتيرة كبيرة، وباتت بؤر من عزون، وجيوس، وكفر قدوم، وحوارة، والجلزون، وقلنديا، إضافة إلى البؤر التقليدية في بلعين، ونعلين، والولجة، والنبي صالح ، أماكن اشتعال على مدار الأسبوع، وهي وغيرها من الأماكن لا يمر منها المستوطنون بسلام.

ولا يكاد يمر يوم دون إلقاء الزجاجات الحارقة والعبوات محلية الصنع على دوريات الاحتلال فيما لا يسدل الستار على 2018 دون الإشارة لمشهد الإهانة لجنود الاحتلال حين أمسك الأهالي بجنين في (18-2-2018) باثنين منهم في أسواق المدينة ما أدى لإصابتهما في مشهد أثار حفيظة الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات