الخميس 12/ديسمبر/2024

قارئ الحجارة.. ضيف مسيرة العودة الدائم

قارئ الحجارة.. ضيف مسيرة العودة الدائم

لا يملّ السيّد توفيق أبو مكتومة من تأمل حجارة وخبايا الأرض على حدود مسيرة العودة شرق البريج، كاشفًا عن تفاصيل لا يفهم كنهها إلا هو.

يسمّي أبو مكتومة (62 عامًا) نفسه بـ(قارئ الحجارة)، وهي هواية تطورت معه منذ سنوات طويلة حتى أصبح يصنّف الحجارة ويكشف عن أنواعها وتاريخها المرتبط بالإنسان.

يستطيع معرفة أي حجر على وجه الأرض، هل هو من لمسات يد الإنسان أم أصله من مناخ التعرية أو من باطن الأرض، وهو علم أسماه “قارئ العظماء بالحجارة”.

صديق الحجارة

في فعاليات مسيرة العودة شرق البريج يلفت انتباهك مداومة أبو مكتومة على تأمل الأرض وحجارتها قبل أن يحكي قصته.

يقول أبو مكتومة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إنه تعرّف على شخصية الإنسان الأول الذي ترك أثرًا كبيرًا فوق الحجارة حتى عثر على بعض الحجارة الثمينة التي كشف عن اقتنائه بعضها.


ويضيف: “نظرت حولي في طفولتي فلم أجد إلا الحجارة لألهو بها.. لما كبرت أصبحت أقتني الجميل من الحجارة.. تفقدت في إحدى المرات حجارة الأرض في بئر السبع، وشرعت في تأمل الحجارة.. تعلمت قاعدة تجليس الحجر وأن أبدأ في تحديد معالمه.. بحثت عن الأثر في الحجارة إن كان عليها كتابة أو رسم”.

يعدّ أبو مكتومة نفسه أول من امتهن هذه الهواية، متابعًا: “قارئ عظماء التاريخ في الحجارة.. هذا اكتشاف هداني الله إليه، التقطت عددًا غير محدود من الحجارة.. تأملتها بالميكروسكوب، وذهبت لمختصين، وواصلت تأمل الحجارة وتتبع تفاصيلها. أقوم بتجليس كل حجر، وأبدأ ترجمته بناءً على خبرتي العلمية”.

حجارة فلسطين

يُخرج أبو مكتومة من جعبته حجرين بألوان زاهية وهي من أجمل ما وجده في حياته، منبّهًا أن خبراء علوم الأرض والآثار يعرفون قيمة ما بحوزته، ولافتًا إلى أن فلسطين تضم أثرًا وافراً من تاريخ العظماء والشعوب.

فلسفة أبو مكتومة وخبرته خاصّة بمقدار انفرد فيه بتصنيف أنواع الحجارة؛ حيث وجد فيها شخصيات على شاكلة إنسان، وأخرى شكلت خارطة فلسطين، وأوصله تأمل حجارة أخرى مع خبرته بأنواعها لتأويلات أخرى.

ويضيف: “التصوّر العقلي هو أساس خبرتي وهوايتي عندما ألتقط أي حجر وأتأمله ثم أحاول تحديد تاريخه ونوعه. أطلب أن يمولني أحد لأصدر كتابي عن الحجارة وهو بحث استغرق مني سنوات طويلة ومررت فيه على أنواع كثيرة”.

أما عن سبب مشاركته الدائمة في مسيرة العودة فيرى أنه مثل بقية أبناء غزة، ينظر للمستقبل ويرفض الحصار، وقد وجد على الحدود حجارة حديدية لا يوجد بها أثر مغناطيسي، ما يدل على أنها قديمة لم يلمسها الإنسان من قديم الزمان.

يؤكد أبو مكتومة أنه لم يحالفه الحظ في أن تخرج هوايته إلى العالم، ولم يجد من يموّل ملاحظاته العلمية التي جمعها في بحث يحتاج إلى طباعة رغم أنه أجرى لاحقًا تجربة علمية مصوّرة على سلوك النمل تنال اهتمام المتأملين في المخلوقات الصغيرة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات