الخميس 12/ديسمبر/2024

حماس بعد 31 عامًا.. معتركات السياسة وتحديات الأيديولوجيا

حماس بعد 31 عامًا.. معتركات السياسة وتحديات الأيديولوجيا

31 عامًا من عمر حركة “حماس”، تلك الحركة “الفتية” مرت بمعتركات كبيرة، وتعرضت لمحاولات اجتثاث على مدار هذه السنين، إلا أنها كانت تخرج بعد كل مرة أقوى بتعاظم شعبيتها والتفاف الناس حولها.

ورغم أن حركة حماس لا تزال فتيّةً إلا أنها مرت بسلسلة تجارب سياسية متباينة تخطت عمرها وهي تقارع المشروع الصهيوني في الشرق الأوسط والإقليم، واشتبك في زمنها رجل المقاومة مع الجندي الإسرائيلي الذي حقق انتصارات على دول عربية في عدة حروب.

وتعد لحظة الإعلان عن انطلاقة حماس عام 1987 هي المحطة الأولى للإعلان عن انطلاق حركة تحرر فلسطينية ذات فكر إسلامي إلى جوار عدة تنظيمات فلسطينية علمانية ويسارية ناشطة في العمل الوطني.

تجربة انتفاضة الحجارة ثم بدء العمل المقاوم شكّل تطورًا لاحقًا على مشاركتها السياسية وصولاً إلى الصدام مع السلطة الفلسطينية بعد اتفاق (أوسلو) منتصف التسعينيات، وشكلت انطلاقة انتفاضة الأقصى عام 2000م رافعة جديدة للعودة بقوّة قبل أن تشارك في النظام السياسي بزخْم ظاهر عام 2006، وتدخل معه مرحلة الحصار الممتد.

فصيل وطني

بدأت حماس ممارسة دورها السياسي وطرح أفكارها بواسطة المؤسسين الأوائل حين خاطبوا الجمهور في المرحلة الأولى من ميلادها في النظام السياسي الفلسطيني.

ويقول ناجي البطّة، المحلل السياسي: إن حماس لم تكن تنظيمًا متماسكًا ومكتمل البناء كما هي لاحقاً؛ لأن بعدها الأساسي مع بدء انطلاقتها عام 1987 كان تربوياً واجتماعياً.

وتعدّ انتفاضة الحجارة مرحلة مهمة لبدء مشاركة حماس الحياة السياسية إلى جوار فصائل العمل الوطني تليها حسب رؤية المحلل البطّة ممارستها السياسة إلى جوار تكوين جناح مسلّح في عهد الاحتلال، وكذلك مع مجيء اتفاق أوسلو.

ويتابع في حديث لمراسلنا: “من عام 1994-2000 كانت مرحلة مفصلية ضعفت ثم استعادة قوتها مع انطلاق انتفاضة الأقصى، وتخلل ذلك عمليات فدائية 1996-2002 قوية جداً منحت حماس رصيداً متزايداً من الجمهور في الداخل والخارج”.

أما محمد مصلح، المحلل السياسي الفلسطيني، فيقول: إن حماس شهدت طوال 31 عاما من عمرها تطوّراً في فكرها السياسي؛ لأنها انطلقت في البداية من فكر الإخوان المسلمين الذين تحركوا فيما سبق ببطء شديد داخل معترك السياسة.

ويقسم المحلل مصلح مراحل تطور فكر حماس السياسي إلى المرحلة الأولى التي رافقتها بعد انطلاقتها معتمدةً على العمل بنفس طويل والمشاركة في مشروع التحرير دون نضوج رؤية سياسية تراعي معادل الواقع السياسي ومعايير السياسة الدولية.

ويضيف في حديث لمراسلنا: “الفكرة الأولى أعلنت عن تحرير كامل فلسطين لكن المشاركة السياسية اللاحقة منحت حماس خبره في إعادة طرح فكرة التحرير ضمن مرحلية، وقد سبقها في هذا فصائل فلسطينية”.

التكيّف وإعادة التموضع في طرح الفكر السياسي مضى برؤية يساندها خطاب إعلامي يحاول التأقلم مؤخراً مع النظام السياسي العربي من قيادة حماس السياسية في العقد الماضي.

الشراكة السياسية

أدارت حماس أحجارها السياسية فوق رقعة اتسمت باللعب بين مربع البراغماتية والراديكالية في مرحلة تحاول من خلالها الخروج للإقليم والسياسة الدولية.

ممارسة حماس السياسية وفكرها السياسي بدأ قبل ثلاثة عقود فصيلا وطنيًّا انتهج المقاومة الشعبية ثم العسكرية مع طرح فكره “الراديكالي”، لكن المرحلة الأهم في ممارستها السياسية كانت مع حلول عام 2006م.

ويصف المحلل البطّة: نتائج انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني حين حصلت حماس على (62%) من الأصوات بالمفاجأة التي لم تعترف بها السلطة بزعامة حركة فتح.

ويضيف في حديث لمراسلنا: “حدث الانقسام عام 2007 منذ تشكيل الحكومة عام 2006، وتحمّلت حماس مقاليد السلطة في حين العالم الخارجي يرفضها وكان كل الدعم لرئاسة السلطة. حاولت الجمع بين الحكم والمقاومة فتقدمت في المقاومة، ولم تفلح في تأمين مطالب المجتمع كافة”.

تفهّم الشعب الفلسطيني أسباب وتفاصيل حصار حماس بغزة وهي تواجه عدوان الاحتلال، لكن بيئة الاقتصاد والمجتمع كانت آخذة في التدهور حتى اشتد الحصار في الأعوام الثلاثة الماضية.

وجاءت وثيقة حماس السياسية بمنزلة تطوير لميثاقها الذي ولد قبل ثلاثة عقود، وهي أمام رفضها إقليمياً ودولياً حاولت من خلال وثيقتها مخاطبة السياسة الدولية التي تتحرك ببطء شديد.

ويقول المحلل البطّة: إن الحصار والضغوط لم يسقط حماس إلى جوار صمود وتفهّم الشعب لموقفها، وقد كانت الوثيقة أكثر براغماتية من راديكالية الميثاق الأول عام (1987م).

أما المحلل مصلح فيرى أن مفهوم الشراكة السياسية بدأ يؤثر في العقد الماضي على التفكير الاستراتيجي لحركة حماس وينعكس، على مجريات المشهد السياسي الذي تعيشه حماس اليوم رغم ضبابية بعض الجزئيات حتى الآن.

ويتابع: “كل خطابات حماس السياسية مؤخراً تركز على الشراكة مع السلطة. اقتراب حماس من مصر في الآونة الأخيرة بعد بدء قبولها بمرحلية التحرير، وقد برز أيضاً اعتبار حماس جزءًا من مكونات سياسة الإقليم رغم تكلفة ما قدمته، ولذلك تكلفة وأبعاد قد نراها في حل مرحلي وجزئياً بغزة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات