الأربعاء 24/أبريل/2024

حرم الرامة في الخليل.. عراقة التاريخ تتعرض للتهويد

حرم الرامة في الخليل.. عراقة التاريخ تتعرض للتهويد

في شمال مدينة الخليل يقع مكان أثري يطلق عليه (بئر حرم الرامة)، وهو بناء يحيط به سور قديم مبني من حجارة ضخمة مشغولة منذ أربعة آلاف عام، تحيط به كروم العنب، وأشجار الجوز واللوز والتين والزيتون، إضافة الى تطور عمراني لف المكان بجماله وشموخه، وملاصقة لمنطقة بئر حرم الرامة، أقيم مسجد آية في الجمال أطلق عليه (مسجد الرامة) يصدع بالأذان، ويؤمه المصلون، وتقام فيه صلاة الجمعة.

وذكر نعمان قساطلي الدمشقي الذي عمل مع صندوق استكشاف فلسطين ثلاث سنوات (1874 -1877م)، في كتابه (الروضة النعمانية في سياحة فلسطين وبعض البلدان الشامية) الذي حققه تيسير خلف: أن موقع الرامة هو مدينة قديمة في أرض كنعان، في الجبل المدعو اليوم بجبل الخليل، وموقعها إلى الشمال من الخليل، على بعد نصف ساعة، وقد كانت ذات شهرة في الزمان السالف، وأما الآن فخربت تماما ولم يبق من آثارها سوى بناء عظيم مربع الشكل”.
  
حفريات استكشافية

الدكتور أحمد الرجوب، مدير عام وزارة السياحة والآثار في جنوب الضفة قال عن تاريخ حرم الرامه: أجريت عدة حفريات في المكان، وقد حضرت بعثات فرنسية وبريطانية، فيما جرت قبلها حفريات كانت تنفذ لجهات استعمارية، وعلى سبيل المثال تلك التي أجراها عالم الآثار الألماني (مادر) عام 1926م، كان هدفها توراتيا، لقد أمسك مادر التوراة بيد، والمجراف بيد أخرى.


null

وأضاف الرجوب في حديث لمراسلنا: في عام 1948م جرت حفريات إسرائيلية، لم يكن همهم الكشف عن التاريخ الحقيقي للموقع، ولم ينهجوا نهجا علميا صحيحا، كان هدفهم من تلك الحفريات إثبات أي دلالة تاريخية لوجود اليهود في تلك المنطقة .

فيما يرى الباحث في شؤون الخليل محمد ذياب أبو صالح، أن الروايات التاريخية تتحدث، أن سيدنا إبراهيم عندما قدم إلى الخليل، أقام في “ممري”، أو ما يسمى “بئر حرم الرامة”، وهذا الاسم مرتبط بصاحب الأرض الكنعاني “ممري” الذي منح سيدنا إبراهيم هذا المكان ليقيم فيه وينصب فيه خيمته، فنصبها  تحت البلوطات، وحفر بئر المياه، وهي نبعة ارتوازية، وسمي بئر حرم الرامة.


null

وأضاف أبو صالح في حديث خاص لمراسلنا: تشير العديد من الروايات غير المحققة أن الملائكة زارت إبراهيم في حرم الرامة وبشرته بابنه إسحاق، فكانت المعجزة لأن سارة كانت طاعنة بالسن، كما أخبروه أن الله سوف يعاقب قوم لوط في منطقة البحر الميت، وبعد هذا الحدث حاول إبراهيم ثني أو إبعاد العذاب عن بني لوط، إلا أن الاثم كان عظيما وتم تعذيبهم.

دحض الرواية الصهيونية

وأكد الرجوب أن فريق بحث فرنسي مكونا من أربعة علماء آثار، الأول مختص بتخطيط الخرائط الأثرية، والثاني مختص بتأريخ العظام، والعالم الثالث بالسيراميك، أما الرابع بالقطع النقدية، يجرون دراسات ومشاريع علمية لاستكشاف تاريخ الموقع بعيدا عن الرواية الصهيونية، وهذا المشروع يجري بالتعاون ما بين وزارة الآثار الفلسطينية وإحدى الجامعات الفرنسية لأربع سنوات، وممول من وزارة الخارجية الفرنسية.

اقتحم المستوطنون مئات المرات موقع حرم الرامة وتحت حماية الجيش الصهيوني، وأقاموا فيه طقوسا تلمودية لمحاولة طمس هوية المكان، واعتبارها معلما يهوديا كونه يرتبط بإبراهيم وأبنائه عليهم السلام، ويتعمد المستوطنون وفي جميع أعيادهم اقتحام منطقة بئر حرم الرامة وإقامة احتفالات ودبكات وطقوس، ورفع الأعلام الصهيونية في المكان والنفخ في القرن .. ظنا منهم أن تاريخا وتراثا لهم كان في هذا المكان !!.
لكن الباحث في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش، يؤكد أن من طبائع المستوطنين اقتحام غالبية الأماكن الأثرية في فلسطين للبحث عن رواية تاريخية زائفة يستوطنون من خلالها المناطق الفلسطينية.


null

وأضاف في حديث خاص لمراسلنا: لقد تتبعنا خطوات المستوطنين في هذا الاتجاه، فوجدناهم يبحثون عن سراب، لقد اقتحموا العشرات من المواقع في محافظة الخليل ضمن أهداف تلمودية توراتية .. اقتحموا المسجد الإبراهيمي ابتداء، وبئر حرم الرامة، وقبر نير بن حبرون، وعين سارة، ودير الأربعين، وقصر المورق غربي دورا، ومنطقة بلوطة إبراهيم، ومنطقة أثرية في ريف شمال يطا، ومنطقة الذروة في حلحول، وموقعا أثريا في خربة جالا غربي بلدة بيت أومر ، لكن محاولاتهم باءت بالفشل، فهم يفترون ويحاولون اختلاق وقائع على الأرض، لكن صمود وإصرار الفلسطينيين على أرضهم بدد هذه الأحلام الصهيونية التلمودية. 

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات