السبت 20/أبريل/2024

إسرائيل كيان قاتل يجمل صورته بـمساحيق عربية

إسرائيل كيان قاتل يجمل صورته بـمساحيق عربية

لقد وصل الغرام العربي بـ”إسرائيل”، والتماهي اللامحدود، إلى مستويات غير مسبوقة، وتحديدا منذ وصول دونالد ترمب إلى سدة الحكم بأمريكا، فبعض الأنظمة العربية تريد التفرغ لبناء حصون مرحلة جديدة من الاستبداد تتجاوز ما سبقها لتجلس على عروشها مطمئنة من أن أحداً لم يعد يلوح بالورقة الفلسطينية.    

طوال 70 عاما لم تتوقف المجازر الصهيونية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، فذاك الكيان هو الاحتلال الوحيد الباقي في العالم، فكل الدول نالت استقلالها إلا الشعب الفلسطيني ما يزال يرزح تحت نير الاحتلال، وبدلا أن يتم إسناده من أبناء جلدته الرسميين يحاول البعض الالتفاف على مقاومته ومنجزاته في وحل التطبيع.
 
ففي الوقت الذي كان قناصة الاحتلال يسفكون الدم الفلسطيني في غزة والضفة، كانت ذراعا سلطان عمان مفتوحة على مصراعيها مرحبة برئيس حكومة الاحتلال “الإسرائيلي” بنيامين بنتنياهو وعقيلته في العاصمة مسقط.. تلك الكوميديا السوداء لم تتوقف عن عاصمة دون أخرى، فسعار التطبيع “نبح” بعدة عواصم عربية متنقلا بين المنامة وأبو ظبي ومسقط، وغيرها ممن ما يزال “يستتر”.

الأيام القليلة الماضية كشفت النقاب عن تصاعد مؤشرات التطبيع مع الكيان الصهيوني بصورة ملحوظة في شتى المجالات، سياسيًّا ورياضيًّا وحتى عسكريًّا، بل إن إحدى الدول اعتذرت للكيان عن عدم رفع علمه في بطولة سابقة، وتعهدت بأن يتم تدارك الخطأ، وهو ما حصل فعلا عندما فاز لاعب جودو إسرائيلي في بطولة رياضية بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي.  

في السابق كانت لقاءات التطبيع العربية “الإسرائيلية”، رهينة التسريبات الإعلامية، لكنها اليوم خرجت بشكل فاضح من السر إلى العلن، إذ لم تعد هذه الأنظمة تخجل من أفعالها، بل تهرول مقدمة  قرابين الولاء والطاعة لـ”تل أبيب”.

“اقتل.. وحاصر.. فنحن المساحيق التجميلية لكل إجرامك.. نحن غطاؤك الدافئ.. نحن الظهير وسيرضخ الفلسطينيون لكل شروطك”، هل هذه هي الرسالة المباشرة، التي أرادت أنظمة التطبيع العربي إيصالها، لكن ثمة من يتساءل لماذا ترهن الأنظمة العربية مصيرها بكيان مسخ منبوذ في كل أصقاع العالم، وتدير ظهرها لشعوبها؟، لماذا تعزف لحنها النشاز على جثث الشهداء ووجع الأمهات؟.  

رهانات بعض الأنظمة وخياراتها تجاه فلسطين أصابتها بالعزلة الشعبية، إذ كيف تتناسى أن “إسرائيل” كيان قتل آلاف الفلسطينيين، وهدم مئات القرى، وتعج سجونه بآلاف الأسرى، فيما ملايين اللاجئين الفلسطينيين في الشتات ينتظرون العودة.

أيها العرب عروس عروبتكم لم تزف بعد إلى عريسها، ودماء المجازر الصهيونية لم تجف، وشهوة القتل الصهيونية ما زالت توغل بالدم الفلسطيني، فلماذا تتهافتون تخطبون ود هذا الكيان.. هل نسيتم ما قاله الشاعر العربي المصري أمل دنقل.. “لا تصالح على الدم.. حتى بدم!.. لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ.. أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات