عاجل

الجمعة 19/أبريل/2024

حفات جلعاد.. بؤرة استيطانية دمرت موسم الزيتون

حفات جلعاد.. بؤرة استيطانية دمرت موسم الزيتون

لم يكن سوء موسم الزيتون الحالي الصخرة الوحيدة التي تحطمت عليها آمال المزارعين في عدة قرى بمحافظتي نابلس وقلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة؛ فقد تكالب عليهم المستوطنون، فحطموا الأشجار، وسرقوا المحصول.

تجثم بؤرة “حفات جلعاد” الاستيطانية حِمْلا ثقيلا على أراضي قرى تل، وصرة، وإماتين، وفرعتا، بين نابلس وقلقيلية، منذ قرابة سبعة عشر عاما، لكن العام الأخير كان الأشد وطأة على المزارعين.

في مطلع العام 2018 كانت المنطقة مسرحا للعملية التي نفذها الشهيد أحمد نصر جرار ومجموعته القسامية، والتي أردوا فيها الحاخام المتطرف “رزئيل شيفح” قتيلا، على مقربة من البؤرة الاستيطانية “حفات جلعاد”.

وفي أول رد فعل لها على العملية، قررت حكومة الاحتلال شرعنة هذه البؤرة العشوائية، وتزويدها بالكهرباء.

في حين باشر المستوطنون خطوات لتوسعتها على حساب أراضي المزارعين، فنصبوا نحو ستة “كرفانات” على بعد ثلاثة كيلومترات منها، لتصبح تلك الكرفانات حدّا جديدا للمستوطنة، وبات على أصحاب تلك الأراضي الحصول على تصريح للوصول إليها في أيام محددة بالسنة.

ووفقا لمركز أبحاث الأراضي؛ استولى المستوطنون، وبمساندة من جيش الاحتلال، على مساحة واسعة من أراضي قرى فرعتا، وإماتين، وصرة، وتل، بغيةَ إقامة نواة البؤرة الاستيطانية “حفات جلعاد” عام 2002. 

وما لبثت أن اتسعت رقعة البؤرة، والتهمت المزيد من الأراضي المحيطة، لتشكل في وقت لاحق بؤرة إسرائيلية كبيرة، سميت “حفات جلعاد”، لتبدأ معها رحلة معاناة المزارعين، نتيجة اعتداءات المستوطنين بالتخريب وسرقة المحاصيل.

سرقة وتدمير

يقول المزارع محمد عصيدة من بلدة تل: إن المستوطنين لم يتركوا له شيئا من محصول الزيتون ليستفيد منه هذا العام.

وأضاف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “خلال الصيف أحرق المستوطنون مساحات واسعة من حقول الزيتون، وخسرت نتيجة لذلك قرابة 200 شجرة”.

ويبين أنه أنتج في الموسم الماضي 40 تنكة زيت، لكنه في الموسم الحالي لم ينتج منها شيئا، حيث دمر المستوطنون قرابة 50 شجرة أخرى، وسرقوا ثمار 100 شجرة.

وتملك عائلة المزارع عصيدة نحو 30 دونما في منطقة “الخنادق” القريبة من الكرفانات، وسمح لهم الاحتلال بالعمل ثلاثة أيام فقط أواسط الشهر الجاري، لكنه لم يجد ثمارا ليقطفها، فاستغل تلك الأيام لتقليم الأشجار، على أمل بموسم أفضل في العام المقبل.

من جانبه، يقول المزارع خالد عبد الرحمن، لمراسلنا: إنه ومنذ أن وضع المستوطنون الكرفانات بالمنطقة، لم يعد بمقدور المزارعين الوصول إلى أراضيهم، إلا بعد تنسيق مسبق.

ويملك “عبد الرحمن” عدة دونمات مزروعة بأشجار الزيتون، ويتولى فلاحة والعناية بأراض أخرى لعائلته وأقربائه وآخرين مقابل أجر، لكن اعتداءات المستوطنين باتت تدمر موسم الزيتون، وهو ما ظهر جليا في هذا العام.

ويؤكد “عبد الرحمن” أن اعتداءات المستوطنين وتعقيدات الاحتلال تهدف إلى إرهاب المزارعين، ودفعهم إلى ترك أراضيهم وإهمالها، لتكون لقمة سائغة لأطماع المستوطنين.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية، مساء اليوم الخميس، إن معتقلين اثنين من قطاع غزة استُشهدا خلال إحضارهما للتحقيق داخل...