السبت 20/أبريل/2024

مخيمات العودة.. نبض متواصل بتراث الأجداد وحب الوطن

مخيمات العودة.. نبض متواصل بتراث الأجداد وحب الوطن

بيت من الشعر مزين بألوان الوطن، وقهوة بدوية تفوح رائحتها بالقرب من بلاد الأجداد، وجلسة هادئة لكبار في السن.. هكذا بدا المشهد على مشارف الوطن السليب شرق خانيونس جنوب قطاع غزة.

وسادت الأجواء التراثية أرجاء مخيم العودة شرق خانيونس، بعدما أطلق العازف ألحانه على أنغام “ظريف الطول” الذي لا يزال ينتظر عودته إلى بلاده التي هجر منها قسراً.

وعلى مرأى ومسمع من جنود الاحتلال الموجودين على الحدود الشرقية لمحافظة خانيونس؛ بدأ الخيالة والهجانة عروضهم التي ألهبت حماسة الحضور، ممسكين العلم الفلسطيني الذي يحلمون أن يرفرف في سماء بلادهم المحتلة.


null

فرسان ويرغول وخبز صاج
هي فعالية تراثية أطلقتها الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار بالتعاون مع لجان العشائر والإصلاح، للتذكير بتراث الأجداد، وأنه مهما طال الزمن فلا بد من عودة وتحرير للديار.

وبالقرب من بيت الشعر البدوي الذي يتوسطه “كانون النار”، تعدّ النساء خبز الصاج التراثي المعبق برائحة البلاد، حيث اجتمع حولهن الكبار والصغار للظفر برغيف ساخن مع بعض الزعتر وزيت الزيتون.


null

وبين الفينة والأخرى يظهر أحد الفرسان مستعرضاً مهاراته في ركوب الخيل، لتعود أجواء اليرغول والدحية والدبكة من جديد بعد أن اصطف الأجداد والأحفاد في صف واحد، مؤكدين تمسكهم بعودتهم إلى بلادهم التي هجروا منها.

علم فلسطين يتحدى
ولم تغب صورة العلم الفلسطيني الذي ثبّت على سارية أحد أركان خيمة الشعر، في رسالة تحدٍّ لجنود الاحتلال الذين يرقبون المشهد عن قرب.


null

وتأتي هذه الفعالية، حسب أبو سليمان أبو دقة مدير لجان العشائر في محافظة خانيونس، في سياق مسيرات العودة السلمية المتواصلة، والتي تعد من إبداعات الشعب الفلسطيني في مسيرة نضاله المستمرة.


null

وأوضح أبو دقة في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن هذه الفعالية تضمنت العديد من الفقرات، أبرزها سباق الهجن والخيل والدبكة الفلسطينية بالطريقة التقليدية القديمة، إلى جانب فقرة في القضاء والعرف الفلسطيني تبين وتثبت حق الشعب الفلسطيني في وطنه.

ويضيف: “الشعب الفلسطيني يستحق أن يعيش حياة كريمة مثل الشعوب، وهو الذي يجسد كل معاني الإنسانية والحضارة، ويحاول بكل ما أوتي من قوة أن يعيد حقه المسلوب”.


null

وأكد أن الشعب الفلسطيني يبدع في طرق التواصل مع العالم وإثبات وجوده ورقيه وحضارته، وإثبات أنه جزء من هذا العالم على الرغم من وجود منكرين حقه ومن يقف بجانب العدو الإسرائيلي ضدنا وضد حقنا.

وتابع: “لا نزال مصرّين على حقنا جيلاً بعد جيل شيوخاً وكباراً وصغاراً، ولن تنسينا إياه المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني والتي تجاوزت أكثر من 25 مجزرة منذ عام 1948 حتى يومنا هذا”.

وبدأت فعاليات مسيرة العودة القريبة مع السياج الفاصل، يوم 30 مارس/ آذار، فيما لا تزال فعالياتها مستمرة حتى هذه اللحظة بعزيمة وإصرار.


null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات