الخميس 28/مارس/2024

وفاة مجرم مجزرة كفر قاسم يسسخار شدمي

وفاة مجرم مجزرة كفر قاسم يسسخار شدمي

توفي، أمس الجمعة، الضابط السابق في الجيش الإسرائيلي، يسسخار شدمي (96 عامًا)، مجرم مجزرة كفر قاسم، التي وقعت في التاسع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر 1956، وأدّت إلى استشهاد 49 من سكان القرية.

وفي اليوم الأول من العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، كان شدمي قائدًا للوحدة المسؤولة عن الجبهة في منطقة المركز، التي كانت على أهبة الاستعداد لاحتمال تدخّل أردني في الحرب إلى جانب مصر.

وقرّر شدمي فرض حظر للتجوال في المنطقة، وخصوصًا في قرية كفر قاسم، من الساعة الخامسة مساءً، إلى السادسة من صباح اليوم التالي، إلا أن أهالي القرية من العمال العاملين خارجها، لم يعرفوا بحظر التجوال، وفي انتظارهم انتشرت فرقة حرس الحدود على مداخل القرية، وعند الساعة الخامسة مساءً، أوقفوا كل شخص كان عائدًا من خارج القرية، وبعد أن جمعوا 49 منهم أمروهم بالاصطفاف على حافة الطريق، وأطلقوا النار عليهم. كان من الشهداء عمال ونساء وأطفال، وقتل ثلاثة آخرون في القرى المجاورة بعد ساعة من فرض منع التجول.

وحاولت الحكومة الصهيونية ومؤسساتها التستر والتعتيم على المجزرة، ومنعت عن وسائل الإعلام أي معلومة عنها، إلى أن همس عضو كنيست من حزب مابام في أذن عضو الكنيست السابق توفيق طوبي أنّ مجزرة وقعت في كفر قاسم والحكومة تتستر عليها.

وللتوّ طلب طوبي إدراج الموضوع على جدول أعمال الكنيست إلا أن طلبه رفض، فذهب طوبي وآخرون إلى كفر قاسم سرًّا، والتقوا بالأهالي، واستمعوا إلى شهود عيان. عندها بدأت الأخبار الأولية بالتسرب، ثم نشر الخبر كاملاً مرفقًا بمعلومات كثيرة جدًّا حول ما جرى وكيف جرى.

وخلال المحكمة العسكرية التي جرت لاحقًا، بعد انفضاح أمر المجزرة، أقرّ قائد فرقة حرس الحدود شموئيل مالينكي، أنّ شدمي أمرهم بفرض حظر التجوال باستخدام القوّة، وحين سئل عن العمال العائدين من عملهم خارج القرية، أجاب شدمي “الله يرحمهم”.

ومطّت السلطات الإسرائيليّة المحكمة على 22 شهرًا، ثم أصدرت أحكامًا على جنود فرقة حرس الحدود بالسجن بين 15 إلى 17 عامًا، وعدّت عملهم “غير قانوني وغير إنساني”، لكنهم حصلوا، بعدها بمدة قليلة على عفو من رئيس دولة “إسرائيل” حينها.

أما شدمي، قائد الوحدة، فبرّأته من أعمال القتل بذريعة أن أوامره فُهمت خطأ على يد جنود الفرقة، فحكمت عليه المحكمة بدفع غرامة قيمتها قرش واحد لا غير، فصار هذا الحكم مثلاً يضرب به لأحكام تتمثل فيها روح الاستهتار بحياة الفلسطيني، ولنظرة القضاء الصهيونيّ للعرب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات