الخميس 28/مارس/2024

200 اعتقال في حضرة خطاب عباس.. قرابين السلطة للعودة إلى المفاوضات

200 اعتقال في حضرة خطاب عباس.. قرابين السلطة للعودة إلى المفاوضات

لم تتوقف حملة الاعتقالات السياسية بالضفة الغربية قبل خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الأمم المتحدة، وبعده؛ إذ طالت 120 ناشطا من حركة حماس، فضلا عن 70 استدعاء، علاوة على الاعتداءات ومصادرة الأموال والسيارات.. “قرابين” تقدمها السلطة خدمة للاحتلال، والشعب يكتوي بناريهما معا. 
 
ففي إحداها، هاتف ضابط من الأمن الوقائي ذوي أحد المعتقلين في الخليل، ليبلغهم بإرسال ملابس له، وعندما سئل الأب الضابط، لماذا اعتقلتم ابني؟ فأجابه الأخير: “حماس تريد التشويش على خطاب الرئيس، وأحنا (نحن) بدنا (نريد) نمنع التشويش حتى ينجح”، وفق زعمه.

السلطة فوق النقد

وأشار بدران جابر، القيادي البارز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن “عباس بات يخشى من الهواء أن يؤثر عليه وعلى سياساته الانهزامية، لذلك لا يمكنه ولا لسلطته استيعاب أي انتقاد مهما كان حجمه، كما أنه لم يقدم بخطابه جديدا، وإنما اجترّ كلام الماضي”.

وأضاف جابر في حديث خاص، لمراسلنا: “المستغرب في خطاب عباس أنه يحتج للعالم ويستعطفه بسبب ممارسات الاحتلال واعتقالاته بحق أبناء الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي تعتقل فيه أجهزة السلطة أكثر من مائة ناشط من حماس، دون أي مبرر، ما يتناقض كليًّا مع خطابه”، متسائلا في تهكم: هل هذه الوصفة التي يتبعها عباس من أجل أن ترضخ “إسرائيل” وتعود إلى طاولة المفاوضات؟

تزامن مستهجن

واستهجن المحلل السياسي محمود دراغمة، تزامن حملة الاعتقالات مع خطاب عباس في الأمم المتحدة؛ الأمر الذي عكس حالة ضعف وتفكك الشعب الفلسطيني داخليا، وفق قوله.

وأضاف لمراسلنا: “كان الأجدر بعباس أن يتحدث عن تعزيز الوحدة الوطنية، وأن يخاطب العالم كرئيس لكل أبناء الشعب الفلسطيني، وليس لجزء منه، لكن للأسف الصورة كانت بشعة للغاية، ففي الوقت الذي كان يلقي فيه خطابه كانت حملات الاعتقال مستمرة لا تتوقف في أنحاء الضفة الغربية، ما أساء لصورة فلسطين”.

بدوره استنكر النائب محمد إسماعيل الطل، النائب عن حركة حماس، حملة اعتقالات السلطة، وقال لمراسلنا: “السلطة حطمت قوارب النجاة كافة، فيما هي بأمس الحاجة إلى شعبها وفصائله”.

وتابع: “لا يمكن فهم هذا الدور الوظيفي للسلطة وتقديسها للتنسيق الأمني مع الاحتلال، فيما لا تلتفت إسرائيل لكل خدماتها الجليلة، وتستمر في سياستها القمعية وتشريعاتها الاستيطانية، فالأمر وصل حدًّا لا يطاق”، داعيا السلطة إلى الإفراج عن جميع المعتقلين وتعزير الوحدة الفلسطينية، بدلا من استجداء العودة للمفاوضات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات