الخميس 18/أبريل/2024

خطاب عباس.. تكرار للاستجداء والفضيحة تهديد غزة

خطاب عباس.. تكرار للاستجداء والفضيحة تهديد غزة

في خطابه على منصة الأمم المتحدة، عاد رئيس السلطة محمود عباس، لتكرار المظلومية والشكوى من السياسات الإسرائيلية والأمريكية، دون أن يتخذ خطوة عملية واحدة في مواجهتهما، بينما أرعد وأزبد مهددًا غزة؛ ما وصفه الخبراء والمتابعون بـ”الفضيحة”.

مسيرة الفشل
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، أن خطاب أبو مازن لم يأت بأي جديد؛ وإنما كان ترسيخا للخطابات الماضية فيما يتعلق بحالة من الضعف تنتابه عندما يتحدث تجاه المواقف التي تتعلق بالاحتلال “الإسرائيلي”.

وأوضح القرا في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن عباس استعرض في خطابه انتهاكات الاحتلال “الإسرائيلي” بحق الفلسطينيين، وحصاد مسيرة الفشل الناجمة عن مشروع التسوية الذي تخوضه حركة فتح والسلطة، وهو أمر معروف يعرفه جميع المستمعين له داخل أروقة الأمم المتحدة والجمهور الفلسطيني على حد سواء، وهو انعكاس لفشل مشروع التسوية الذي يصر على التمسك به.

ورأى القرا أن عباس كان ضعيفاً بتقديم تعهد جديد بعدم الاستعانة بالمقاومة في مواجهة الاحتلال، منبها إلى أنه قدم تطمينات للاحتلال أنه لن يذهب بهذا الاتجاه.

وكرر عباس في خطابه دور سلطته الأمني في مواجهة المقاومة التي وصفها بـ”المليشيات والإرهاب والعنف”، معلنا أنه لن يلجأ لهذا الخيار مهما فعلت “إسرائيل”، ما عده الخبراء ضوءًا أخضر للاحتلال بتصعيد الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.

وأشار القرا إلى أن عباس تجاهل انتهاكات الاحتلال تجاه قطاع غزة، وتجاهل مسيرات العودة خاصة أنه أشار للمقاومة الشعبية في الخان الأحمر، ليعطي ضوءًا أخضر للاحتلال بالاستمرار في قمعه وجرائمه.

تهديد غزة
ورأى القرا أن الخطاب بحده الأدنى لا يلبى تطلعات الشارع الفلسطيني، خاصة أنه حينما تحدث عن قطاع غزة والمصالحة الفلسطينية لم تكن باللغة واللهجة نفسها تجاه الاحتلال “الإسرائيلي”.

وأكد أنه حينما تحدث بخصوص قطاع غزة لم يقدم أي مواقف واضحة تساعد في المصالحة الفلسطينية الداخلية؛ بل هدد أنّه لن يتعاطى مع أي جهد بهذا الاتجاه، وأن أي مساعدات ستقدم من خلال السلطة الفلسطينية.

وحول شكل الخطاب قال القرا: “كان الخطاب مزرياً وبشخصية ضعيفة، وأظهر المشاكل الصحية الكبيرة التي يعانيها عباس، إلى جانب غياب عدد كبير الحضور بما معناه أن بعضًا لا يريد أن يستمع له في هذا الاتجاه”.

دون المستوى
“دون المستوى وأقل بكثير من المتوقع من ناحيته”.. هكذا يلخص الكاتب والمحلل السياسي وسام أبو شمالة تقييمه للخطاب، مشيرًا إلى أن العديد من المقربين من عباس أشاروا إلى أن الخطاب سيشمل بعض المفاجآت، منها: أن الرئيس كان سيعلن عن انسحابه من اتفاقية أوسلو وسحب الاعتراف بالاحتلال، لكنه خيب ظنهم كالمعتاد.

وأوضح أبو شمالة في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الخطاب لم يشتمل على ردود فعل واضحة تجاه ما يسمى بمسيرة التسوية، وما يتعلق بقرارات الإدارة الأمريكية تجاه قضية القدس واللاجئين، مكتفيا بالتشكّي واستعراض المظلومية، ومع ذلك استجدى العودة لمسيرة المفاوضات.

ونبّه إلى أن الخطاب كان أقل من الخطابات السابقة التي ألقاها عباس على منصة الأمم المتحدة خلال العامين الماضيين، منبها إلى أن الشيء الوحيد الذي توقعه المقربون من عباس كان المتعلق بقطاع غزة، عندما أكد أنه سيفصل غزة تمامًا عن الضفة بمنع الأموال وإيرادات السلطة عنها.

وأشار إلى السابقة التي أقدم عليها عندما هدد أبناء شعبه من على منصة الأمم المتحدة، في الوقت الذي عجز عن إعلان آلية واضحة في مواجهة التنكر الإسرائيلي والأمريكي لمسيرة التسوية الفاشلة.

وأكد أن الخطاب كان محبطا للشعب الفلسطيني ودون التوقعات، حيث كان يتوقع الفلسطينيون أن يستفيد أبو مازن ويتعظ من مسيرة التسوية التي هندسها منذ أكثر من ربع قرن من المفاوضات والتي لم تؤدّ إلّا لمزيد من الكوارث على المستوى الوطني وتعزيز الانفصال بين الضفة وغزة، حسب قوله.

وقال: “الخطاب لم يعبر عن شعبنا الفلسطيني، ولم يعبر عن آماله وطموحاته، وكان الأجدر بأبو مازن أن يستغل هذه المنصة ليعلن بشكل واضح انسحابه من اتفاقية أوسلو وسحب الاعتراف بالاحتلال”، مضيفاً “المرحلة الفلسطينية وصلت إلى مرحلة خطيرة جداً بفعل سياسات عباس”.

بائسٌ ومشبعٌ بالدونية
من ناحيته، وصف الكاتب الصحفي عدلي صادق خطاب عباس بالبائس والمشبع بالدونية، وليس فيه أي تلميح بحسم شيء سوى التلميح بنفض اليد من غزة، وبمعنى ضمني يعرضها للعدوان لنزع سلاحها.

وأوضح صادق في تعليق له عبر صفحته الشخصية بالفيس بوك، أن الطريقة التي تحدث فيها أبو مازن عن المظلومية كانت مهينة، خاصة وهو يحاول التعريف بالمُعرّف، ويقول ويكرر إننا بشر.

وأضاف: “الخطاب قدم بطريقة مشبعة بالدونية وبمفردات اختلط فيها التوسل، خاصة وهو يكرر أننا لم ندع المفاوضات ولم نتخلف ولا مرة واحدة”، موضحاً أنه كان يجدر به القول “إننا رفضنا استقبال مبعوثي ترمب، لأنهما جاءا بقرار مسبق حول القدس، وبالتجاهل التام لمرجعيات العملية السلمية”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان بعدوان إسرائيلي على جنوب لبنان

شهيدان بعدوان إسرائيلي على جنوب لبنان

بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شخصان -فجر الخميس- جراء غارة إسرائيلية على بلدة كفر كلا بجنوب لبنان، في وقت أعلن فيه حزب الله عن استشهاد...

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم الخميس، حملة دهم واعتقالات في أرجاء متفرقة من الضفة...