السبت 20/أبريل/2024

السلطة وإسرائيل.. انفصام التصريحات يبدد القطيعة

السلطة وإسرائيل.. انفصام التصريحات يبدد القطيعة

على مدار سنوات الصراع الفلسطيني “الإسرائيلي”، وخلال مراحل التفاوض المباشر وغير المباشر، كانت شعارات وتصريحات مسؤولي السلطة الفلسطينية بقطع العلاقة مع دولة الاحتلال ووقف التنسيق الأمني والعلاقات الاقتصادية، تتكرر دون أدنى فعل حقيقي على الأرض.

آخر تلك التهديدات، ما صرح به رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال زيارته الأخيرة لفرنسا، بأنه “قد يضطر لقطع التعاون الأمنى مع إسرائيل، إذا استمرت سياسة الاستيطان”، مشدداً في الوقت نفسه على استعداده للمفاوضات مع “إسرائيل”، وهو ما أطلق عليه أحد المحللين بـ”حالة انفصام سياسي”.

وبالعودة إلى العام السابق، وتحديدا بتاريخ (21-7-2017)، قرر عباس قطع جميع الاتصالات مع “إسرائيل” على المستويات كافة، إثر “أحداث الأقصى”، إلا أن الواقع في الميدان الأمني والسياسي كشف عكس ذلك تماما.

حالة انفصام
ويرى الكاتب والباحث حسام الدجني، أن هنالك بونا شاسعا لدى السلطة الفلسطينية بين النظرية والتطبيق، وبين الخطابات الرنانة وتنفيذ مضمونها، وأن سياستها ومنظمة التحرير ورئيسهما محمود عباس تعيش ما أسماه “حالة انفصام بين المؤسسة السياسية والسلطة التنفيذية، بعدم الالتزام بقرارات منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها”.

وأشار إلى أن اتفاق أوسلو واتفاقيات باريس الاقتصادية، كبلت السلطة الفلسطينية، وبناءها السياسي القائم على التنسيق الأمني مع الاحتلال، وقال: “إذا توقف التنسيق الأمني فلا يوجد سلطة، وإذا ألغيت اتفاقية باريس قد تنهار السلطة”، مؤكدا أنه من المستحيل إعلان عباس فشل “أوسلو” لكونه مهندسها.

شعارات مستهلكة
من جانبه، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل: إنه لا يوجد أي إرهاصات تشير إلى وقف عباس اتصالاته مع الاحتلال “الإسرائيلي”.

وأضاف المدلل في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “عباس لا يملك الإرادة التي تدفعه لقطع العلاقات مع العدو، أو سحب الاعتراف به”.

وأوضح أن عباس يدعو للعودة للمفاوضات، ويعقد لقاءات مع نتنياهو، ومسؤولين صهاينة، فيما التنسيق الأمني لا يزال موجودًا إلى هذه اللحظة، كما قال المدلل.

أما الكاتب مصطفى الصواف، فيستبعد كليًّا القطيعة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال “الإسرائيلي”، مشيرًا إلى أن الشعارات التي يتغنى بها قادة السلطة وفتح هي للاستهلاك المحلي.

ويضيف لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “لو أن الشعارات التي تطرحها السلطة تريد تطبيقها على أرض الواقع، لفعلت ذلك منذ مدّة طويلة، لكن التنسيق الأمني لديها لا يزال مقدساً”.

وشدد على أن المطلوب لتحقيق قطع العلاقة مع الاحتلال “الإسرائيلي”، خطوةً أولى، إنهاء أوسلو وتحقيق الوحدة الوطنية.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات