الخميس 28/مارس/2024

عقوبات جديدة لغزة.. تهديدات عباس كيف يمكن مواجهتها؟

عقوبات جديدة لغزة.. تهديدات عباس كيف يمكن مواجهتها؟

مقابل استجداء المفاوضات علنية أو سرية مع الاحتلال “الإسرائيلي”، يرفع رئيس السلطة محمود عباس، وتيرة تهديداته لقطاع غزة، ملوحًا بحزمة جديدة من العقوبات الجماعية، مع واقع اقتصادي مدمر بفعل الحصار المشدد منذ 12 عاما، وعقوباته السابقة.

هذا التهديد، الذي نقل عن عباس خلال اجتماعاته مع قيادات فتح وجهات أخرى في رام الله، دفع الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس إلى التحفز، والتحذير بأن “ارتكاب أي حماقة” سيواجه بالرد.

ورغم عدم توفر معلومات دقيقة عن طبيعة العقوبات وموعد تنفيذها، إلا أن مصادر متطابقة أكدت أن عباس تحدث عن فرض عقوبات قاسية؛ حال لم تقبل حماس ما يسميه “التمكين الكامل” لسلطته في القطاع، قبل بداية أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

هذه المعطيات دفعت، عضو المكتب السياسي لحركة ” حماس” خليل الحية، إلى الإعلان بشكل حاسم، أن أي عقوبات جديدة سيفرضها رئيس السلطة محمود عباس على أبناء شعبنا في قطاع غزة، “سيقابلها إجراءات فصائلية وشعبية ما يكافئ هذه العقوبات ليرتد السهم على راميه”.

وفي السياق ذاته، جاء تأكيد الناطق باسم حماس فوزي برهوم أن ارتكاب أي حماقات بحق غزة الثائرة لعب بالنار وسيكون لها ما بعدها، وستدشن لمرحلة جديدة “ستتجاوز حدود تفكيرهم وتخطيطهم”.

3 طرق لمواجهة العقوبات
ويذهب الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا إلى أن التهديدات الصادرة عن السلطة بفرض عقوبات جديدة على قطاع غزة؛ تعد شكلا من أشكال الضغط على حركة حماس خاصة مع التوتر الإعلامي الحاصل.

وأوضح القرا في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن مواجهة التهديد بعقوبات جديدة يكون بعدة طرق؛ أولها: محاولة وحدة الفصائل الفلسطينية ورفض العقوبات والتحرك بهذا الاتجاه، ثانياً: الضغط من خلال تحركات شعبية في الضفة الغربية لرفض هذه العقوبات.

أما الطريق الثالث الذي يمكن مواجهة العقوبات من خلاله حسب القرا؛ فهو الضغط على الوسطاء وخاصة مصر وميلادينوف والقطريين باتجاه إقناع عباس أو الضغط عليه بوقف هذه العقوبات؛ لكون قطاع غزة لا يحتمل أي إجراءات عقابية جديدة.

وفرض عباس في أبريل 2017، عقوبات جماعية ضد غزة، أبرزها تقليص كمية الكهرباء، وخصم نحو نصف رواتب موظفي السلطة، وإحالات للتقاعد بالجملة، فضلاً عن تقليص التحويلات الطبية للمرضى، وغيرها من الإجراءات التي أدت إلى المزيد من التدهور الاقتصادي في القطاع.

ويؤكد القرا أن الوضع الاقتصادي لا يحتمل فرض أي عقوبات جديدة، وفي حال ذهب عباس إلى قطع رواتب بشكل كامل والبنوك وغيرها من الإجراءات، يمكن أن تتدحرج الأمور باتجاه الحرب بين المقاومة و”إسرائيل”، وهو ما يرغب به عباس حسب كل التحليلات والتصريحات ومن ضمنها الاسرائيلية”.

ويدور الحديث عن عقوبات جديدة؛ تشمل وقف رواتب وإحالة المزيد للتقاعد، ووضع قيود على عمل البنوك وسلطة النقد، فضلا عن وقف التمويل الجزئي المتبقي للقطاع الصحي والتنمية الاجتماعية.

ووفق تسريبات نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الجمعة الماضية؛ قال قائد أركان جيش الاحتلال غادي آيزنكوت: إن رئيس السلطة محمود عباس يخنق قطاع غزة عمداً بهدف السعي لحرب بين “إسرائيل” وحماس، وبالتالي ضرب عصفورين بحجر واحد؛ الأول أن تضرب “إسرائيل” حماس بقوة، أما الهدف الآخر فيتمثل في عودة عباس إلى العناوين ومحاولة اتهام “إسرائيل” في العالم بارتكابها للمجازر.

ورأى القرا أنه ليس لدى عباس أي مشكلة بزجّ حماس وقطاع غزة إلى مواجهة مع الاحتلال لتدفيعها ثمن موقفها، فيما يتعلق برفض طلباته.

وأشار إلى أن “إسرائيل” وعباس يدركان أن مزيدا من الضغط سيقود إلى انفجار، وهو ما لا ترغب به كل الأطراف، معتقداً أن المقاومة تمتلك الحق في تهديد “إسرائيل” وغيرها، بالنظر إلى أن مشكلة الحصار بالأساس هي مع “إسرائيل”.

انعكاسات خطيرة
من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي وسام أبو شمالة أنه ليس من القطعي حتى الآن تنفيذ هذه التهديدات تجاه غزة، مستدركاً أنه يجب التعامل معها بشكل جدي منذ البداية.


أبو شمالة: عباس يتساوق مع صفقة القرن

وذهب في تصريحه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إلى أن اتخاذ السلطة إجراءات جديدة سيؤدي إلى خطوات تجاه فصل كامل للضفة الغربية عن قطاع غزة، خاصة أن هذه الخطوات ستنعكس سلباً على الواقع المالي والاقتصادي للسلطة في الضفة الغربية، وفق قوله.

وتجبي السلطة ملايين الدولارات من المقاصة الضريبية والتعليات وجملة الضرائب الأخرى المفروضة على بضائع قطاع غزة، وهي تفوق ما تقدمه السلطة للقطاع، وفق خبراء.

وأكد أبو شمالة أن كل الخطوات تجاه قطاع غزة ليست عشوائية، خاصة أن عباس يدرك أن حركة حماس لن تستسلم، قائلاً: “سيكون أمام حماس هذه المرة كل المبررات حتى تتخذ خطوات معينة ليتحمل عباس والسلطة ما سيترتب على العقوبات”.

تساوق مع صفقة القرن
ونبه إلى أن كل المعطيات والأدلّة  تؤكد أن خطوات عباس تتساوق مع رؤية سياسية قادمة في المنطقة مرتبطة بما يسمى بصفقة القرن، مشيرًا إلى أن الصفقة تنفذ بوضوح على الأرض، بعد تنفيذ جزئية القدس والخطوات العملية التي تطبق بحق ملف اللاجئين.

وحول سبل المواجهة؛ رأى أبو شمالة أنه يجب على القوى الفلسطينية كافة التعامل بجدية مع هذه التهديدات لا سيما أنه كان هناك تهديدات سابقة ونفذت.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات