الأربعاء 27/مارس/2024

د. عمر جعارة لـالمركز : أمريكا لن تسمح بالمصالحة

د. عمر جعارة لـالمركز : أمريكا لن تسمح بالمصالحة

يرى الباحث في الشأن الصهيوني الدكتور عمر جعارة، بأن الحديث عن وجود مصالحة يبقى بعيد المنال في ظل سياسات الهيمنة التي تنتهجها أمريكيا ضد القضية الفلسطينية والتحكم بالقرارات والآراء السياسية كافة، تزامنا مع وجود نهجين مختلفين لا يمكن أن يلتقيا في البرامج السياسية لحركتي فتح وحماس.

أقوال “جعارة” جاءت في حوار شامل له مع “المركز الفلسطيني للإعلام”، تحدث خلالها عن العديد من الملفات والمستجدات ابتداءً بما يسمى “صفقة القرن”، ومرورا بالعملية السياسية والمصالحة والسياسات الصهيونية على أرض الواقع.

الفيتو الأمريكي

واستهل جعارة حديثه عن الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية، مؤكدا بأن أمريكا لم ولن تقدم على اتخاذ أي خطوة لصالح القضية الفلسطينية، ولن يجدي معها أي “فيتو” من أي كان أيضا.

وتابع: “لا شك في أن الحلول السياسية في الشرق الأوسط بيد أمريكا، فمن يقف وراء كامب ديفيد الذي وقعه السادات والزعيم الصهيوني مناحيم بيغن، ووراء عقد مؤتمر مدريد، واتفاقية وادي عربة بين الأردن والصهاينة؟ إذا في المحصلة لا يوجد موقف لا فيتو من أمريكيا عليه… لا من إسرائيل ولا من العرب ولا من الفلسطينيين”.

وبحسب ما يراه جعارة، فإن الإدارة الأمريكية لا تبالي بأي معارضة لخطواتها السياسية ومواقفها من القضية الفلسطينية، حتى لو كانت إجماعا من مجلسي الكونجرس والشيوخ الأمريكيين.

ولكن يبقى هنا السؤال الحقيقي مفتوحا، حسب جعارة: “ما هو علاقة الموقف الأمريكي من الحقوق الفلسطينية، سواء كان ذلك في عهد بيل كلنتون أو بوش الصغير أو أوباما وصولا إلى ترمب”.

 الاستيطان والقدس

وفي معرض إجابته عن مصير القدس في أي اتفاقية قادمة قال جعارة: “وثيقة (عباس- بيلين) فيما يتعلق بالقدس والاستيطان والدولة الفلسطينية عندما أعلنت جاءت في ظل أجواء اتفاقية مدريد، وصولا إلى أوسلو، ومع ذلك لم يؤخذ منها شيء، ولكن دار الحديث في هذه الاتفاقية عن القدس، وتحديدا أن تكون أبو ديس عاصمة الدولة الفلسطينية، وقد قيل أيضا إن هناك مشروعا لبناء مقر المجلس التشريعي فيها، ولكن أجمع الفلسطينيون و الإسرائيليون على رفض الوثيقة، حتى أن “بيلين” نفسه قد خرج من الحياة السياسية.

وتابع: “عند الصهاينة، القدس غير قابلة للتفاوض، كما أنهم لا يقبلون القدس الغربية 90% من مساحة القدس الهيكلية، ولا يقبلون بالقدس عاصمة للدولتين، وأما الاستيطان فهو في توسع وانتشار، وتشهد الضفة تهويدا خطيرا يهدد الوجود  الفلسطيني بسلب ما تبقى في الضفة الغربية، فالصهيوني يرفض أن تكون هناك سيادة فلسطينية على القدس الشرقية ولا حتى أردنية”.

وحول موقف السلطة من ما يسمى بـ”صفقة القرن”، وإذا ما كانت بالفعل تحاربها، قال: “أي معارضة للسلطة تكون حقيقية عندما تعلن أمريكا عن صفقتها، فإذا تم التأجيل المرة تلو المرة، فكيف نعارض مبادرة لا تفاصيل رسمية معلنه عنها من قبل صاحبها؟ فالنظام العربي وحتى العالمي بما فيها موسكو وطهران لا يستطيعون معارضة أمريكا”.

وعن مصير الدولة الفلسطينية في ظل استمرار الاستيطان، يقول جعارة: “لا دولة بوجود الاستيطان وتهويد القدس الشرقية، لأن المفاوض الفلسطيني يصرح ليلا ونهارا، بأن القدس عاصمة للدولتين الغربية لإسرائيل، والشرقية للدولة الفلسطينية، والرافض الأول والأخير لهذا العرض السخي هو أمريكيا”.

وعن موقف أوباما بعدم استخدام حق الفيتو لإدانة الاستيطان، وإذا ما كان يعبر عن الموقف الرسمي الأمريكي قال: “نحن بحاجة إلى وثائق أمريكية واضحة بالذات في هذا الموضوع، وسيكون موضوع الاستيطان واضحا في صفقة القرن، إذ لا حل للصراع الصهيوني الفلسطيني بدون موقف من الاستيطان والقدس الشرقية”.

وفيما يتعلق بمرحلة ما بعد الرئيس ومن سيحل مكانه  قال: “الرئيس ياسر عرفات كان أبعد ما يكون عنه خلفُهُ أبو مازن، فالعلاقات كانت حادة بينهما، ومع ذلك أصبح البديل الأخير، إذن المسالة في العالم العربي، وفلسطينيا تحديدا ليس باسم البديل، وإنما موقف هذا البديل من القضايا الحاسمة مثل القدس الشرقية، والاستيطان، وأراضي الضفة والأراضي المحتلة أو الأراضي المتنازعة، وشكل الدولة الفلسطينية المنتظرة والتي تشكل فقط 22% من مساحة فلسطين الافتراضية”.

الضفة وغزة

وتطرق جعارة إلى المصالحة وضمانات نجاحها، مبينا بأن الوصفة السحرية لتحقيقها يكمن في توحيد المنهج القائم على رفض الاعتراف بالاحتلال والتمسك بالثوابت، مستبعدا في ذات الوقت تحقق الأمر، نظرا لوجود نموذجين مختلفين أحدهما مقاوم في غزة، والآخر (نهج السلطة) بني على التفاوض في الضفة، وهذان المنهجان لا يلتقيان، لذلك فشل مشروع المصالحة في الدوحة ومكة والقاهرة، فالمناهج والوسائل مختلفة، على حد قوله.

وعاب جعارة على من ينتظر موافقة أمريكا لإتمام المصالحة، وأكمل: “العيب أن تكون المصالحة بقرار أمريكي وإسرائيلي، لأن رفضهما أو رضاهما يجب أن يكون بعيدا عن القرار السياسي فلسطينيا”. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات