السبت 20/أبريل/2024

غزة على أبواب تهدئة مع إسرائيل.. هل ترى النور؟!

غزة على أبواب تهدئة مع إسرائيل.. هل ترى النور؟!

في زيارة هي الأولى من نوعها لقطاع غزة لأعضاء المكتب السياسي لحركة “حماس”، في دورته الجديدة، خاضت حركة حماس جولة مشاورات ونقاشات داخلية معمقة في قضايا وملفات تهم القضية الفلسطينية.

ومن أبرز الملفات التي ناقشتها حركة حماس في غرفها المغلقة ومع الفصائل الوطنية والشخصيات: المصالحة الفلسطينية، وفرص كسر الحصار عن قطاع غزة، والتهدئة مع “إسرائيل” ومواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وغيرها.

خبراء وكتاب سياسيون، أكدوا لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” في أحاديث منفصلة، أن وجود الوفد في قطاع غزة أعطى مرونة كبيرة لمناقشة الملفات السابقة التي ناقشها مع الكل الوطني، مؤكدين أن الرؤية التي يجب أن يحملها ربما تفضي إلى خروج غزة من عنق الزجاجة.

ويمر قطاع غزة في مرحلة هي الأخطر عليه من سنوات طويلة، يعاني خلالها من تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية إلى نسب متدنية، عدا عن التوتر الميداني بين فصائل المقاومة والاحتلال “الإسرائيلي” الذي يرتكب عدواناً مستمر على القطاع وأهله، في ظل استمرار فعاليات مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار التي انطلقت في 30 مارس الماضي.

وتحاول أطراف دولية وإقليمية، منها جمهورية مصر ودولة قطر والمبعوث الأممي للشرق الأوسط نيكولا ميلادينوف، الوصول إلى حل “يرضي جميع الأطراف” ويخفف من أزمات قطاع غزة، في ظل ما تطالب به حركة حماس في تصريح لرئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية بـ “أن يرفع الحصار كلياً عن قطاع غزة في ظل وجود خطوات جادة وحقيقية على طريق رفع الحصار”.

هل ترى النور؟

وفي حوار “المركز الفلسطيني للإعلام” مع هؤلاء، اتفقوا أن التهدئة مع الاحتلال “الإسرائيلي” ستتحقق وهي قاب قوسين في الأسابيع القادمة، إلا أن المرحلة الحالية ستكون الأكثر “عضاً للأصابع” وسيشوبها التوتر تارة والهدوء تارة أخرى.

الخبير والمختص في الشأن الإسرائيلي ناجي البطة، أكد لـ “المركز الفلسطيني للإعلام“: “أنه يجب على قيادة حماس  التي تقود المرحلة الآن مع الفصائل الوطنية بإيجاد رؤية كاملة وناضجة وحكيمة كي توقع على تهدئة طويلة الأمد من 5 إلى 10 سنوات”.

ورأى البطة في حديثه أن فرص تحقيق التهدئة مع الاحتلال “الإسرائيلي” تعيش مراحلها الإيجابية، مشيراً إلى ردود الفعل “الإسرائيلية” على قصف موقع كتائب القسام أمس بالاعتذار وعدم القصد دليل على ذلك. وفق قوله.

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي أن سكان قطاع غزة يجب أن يتنفسوا الصعداء، ويحققوا الحد الأدنى من الحياة التي تتمناها أي مجموعة بشرية في العالم، قائلاً: “يجب أن تخرج غزة من عنق الزجاجة (..) والتهدئة مع الاحتلال قاب قوسين أو أدنى وستعلن الأسابيع القادمة”.

أما الكاتب طلال عوكل، فقد رأى أن مشروع التهدئة ناضج بانتظار موافقة حماس و”إسرائيل” مقدم من مصر، مشيراً إلى أن “إسرائيل” تتمسك بـ “ربط الملفات، كالتهدئة والأسرى بالمصالحة الفلسطينية، وتواجد السلطة الفلسطينية عملياً في قطاع غزة لتتعامل مع مشاريع تأهيل غزة”.

المصالحة والتوافق وعلاقتها بـ “التهدئة”
وقال عوكل في حديثه لـ “المركز الفلسطيني للإعلام“: “إن الهدنة أو التهدئة دون توافق وطني فلسطيني لا تنجح، لأنه يوجد شركاء وليس حماس وحدها التي تمتلك السلاح وتتبنى مشروع المقاومة ولا تمشي دون مصالحة”.

وأوضح أن “ملف التهدئة شبه جاهز، وهو بانتظار إنجاز ملف المصالحة الفلسطينية الذي تركز عليه مصر حالياً لإنجاحه”.

ورأى أن هذه المرحلة ستبقى في ظل وضع بين التوتر والهدوء لحين إنضاج هذه المشاريع وإنجاحها.

إلا أن الكاتب البطة، اختلف مع عوكل، بـ “أن الخناجر المسمومة باتت تضرب ظهر غزة من الدائرة الأولى وهي دائرة “أوسلو” وهي الأشد فتكاً، وتنافس الاحتلال الإسرائيلي أيهما يوقع أكثر ضرر على قطاع غزة” وفق قوله.

واستبعد البطة تحقيق وإنجاز المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، مستبشراً في الوقت نفسه بقرب الإعلان عن تهدئة طويلة الأمد مع “إسرائيل”.

مسيرات العودة
ووفق عوكل، فإن استمرار مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار بفعالياتها المختلفة، وإطلاق الأطباق الطائرة والبالونات له تأثير كبير في إنضاج هذه المشاريع، مشيراً إلى أن كل طرف يحاول توظيف ما لديه للضغط على الطرف الآخر.

وقال :”الفلسطينيون مستمرون في الحراك شرق غزة، و(إسرائيل) تقصف يومياً إما بالطائرات بدون طيار أو مدفعية وغيرها، وحركة حماس تراعي الموقف المصري الذي لا يرغب بوجود ردود تصعيدية”.

ونبه إلى أن الصراع مع الاحتلال مفتوح وليس بالضرورة أن تكون الضربة بالضربة، وألا يكون دفع الثمن ليس فورياً.

مواجهة “صفقة القرن”
الكاتب عوكل، رأى أن غزة هي مركز اهتمام من كل الأطراف، أبرزها الأمريكي والإسرائيلي “لأنها الحلقة المباشرة لصفقة القرن، ويحب إعادة تأهيلها ببناء البنية التحتية، وبناء كيان فلسطيني لاحقاً”.

ويدعو الكاتب بأن يكون إعادة تأهيل وبناء قطاع غزة عبر المشروع الوطني وليس الأمريكي، من أجل تعزيز قدرة الفلسطينيين على مواجهة “صفقة القرن” الأمر الذي يتحقق بالمصالحة الفلسطينية. وفق رأيه.

وتوقع الكاتب بأن يتم تغيير غزة وإعادة تأهيلها بأدوات دولية برؤية أمريكية إسرائيلية إذا لم تنجز المصالحة الفلسطينية، وتتغير غزة بأيدٍ فلسطينية، قائلاً: “المسألة مسألة وقت فقط”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات