عاجل

الخميس 07/ديسمبر/2023

المخيمات الصيفية بغزة.. صناعة جيل ووعي وثورة

المخيمات الصيفية بغزة.. صناعة جيل ووعي وثورة

تحظى برامج المخيمات الصيفية باهتمام كبير في المجتمع الفلسطيني؛ سيّما في ظل الظروف التي يعيشها الأطفال تحت حراب الاحتلال، فالطفولة مرحلة حساسة وحرجة والتأثير فيها يُكوّن شخصية الطفل المستقبلية.

وبالتزامن مع العطلة الصيفية واستمرار مسيرات العودة الكبرى، أطلقت لجنة المخيمات الصيفية التابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة شارة البداية لمخيماتها “راجع لبلادي”.

وتعدّ المخيمات الصيفية في قطاع غزة -الذي يقطنه 2 مليون مواطن معظمهم من اللاجئين- حدثاً موسمياً مميّزًا كل عام، حيث يشارك به الآلاف من الأطفال.

وتنشط المخيمات الصيفية في مثل هذا الوقت من كل عام، حيث يستغل المنظمون لهذه المخيمات الإجازة الصيفية من أجل تقديم التسلية والمرح والفائدة للأطفال المشاركين.

ويتلقى المشاركون في المخيمات الصيفية برامج ترفيهية وتثقيفية وتربوية متنوعة أعدها مختصون؛ منها ما يختص بالطلبة الموهوبين والأوائل، ومنها المخيمات الكشفية والإعداد البدني، ومنها مخيمات حفظ القرآن الكريم.

وساهم الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في قطاع غزة الذي وصل إلى اثني عشرة ساعة يوميا، ووقت الفراغ الكبير الذي تسببه العطلة الصيفية، إلى بحث الأهالي عن أماكن أكثر ترفيها لأطفالهم، خاصة إذا جمعت هذه المخيمات بين الترفيه والتعليم.

المواطنة أمينة الهندي -والدة أحد الأطفال المشاركين في مخيمات “راجع لبلادي”- تقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن المخيمات الصيفية بيئة مناسبة لأطفالها محمد وأمين اللذين يشاركان بهذه المخيمات التي تقدم برامج ترفيهية وتثقيفية وتربوية.

وتوضح الهندي أنها ترسل أبناءها للمشاركة في المخيمات كل عام، خاصة أن القائمين عليها أشخاص لديهم الخبرة والمعرفة بكيفية الترفيه والتعليم للأطفال.

وأضافت أن المخيم الصيفي “فرصة يجب اغتنامها لتعليم الأولاد الاعتماد على الذات، وضمان عدم انحرافهم في هذا السن، كونه يركز على مواهب الطفل وميوله”.

وفي إحدى مدارس قطاع غزة يقف بعض الأطفال في صف منظم مرتدين ملابس وزيا موحدا، معلنين بدء مخيمهم الصيفي بالنشيد الوطني الفلسطيني.

وبين الألعاب الترفيهية والمحاضرات التثقيفية ينغمس الطالب محمد النجار في الحصول على بعض الوقت الخاص برياضة شد الحبل وكرة القدم برفقة عدد من زملائه.

ويقول النجار إنه يذهب يومياً في ساعات الصباح إلى المخيم القريب عن منزله، لافتاً إلى أنهم يتلقون فقرات علمية وأنشطة تربوية متنوعة.

ويشارك محمد في المخيمات التي تنطلق كل عام في منطقته من أجل الحصول على بعض المتعة والسعادة وتحصيل بعض المعرفة والمعلومات عن حق العودة واحتلال فلسطين.

بدوره، قال عماد اسليم عضو اللجنة المركزية للمخيمات الصيفية: إن الإقبال على مخيمات “راجع لبلادي” كانت فوق المتوقع، مشيراً إلى أنها تضم مختلف الفئات العمرية (الإعدادية، الثانوية، الجامعية).

وأكد اسليم في حديث خاص لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” أن المخيمات التي تنظمها حركة حماس تضم المشاركين من مختلف الأطياف السياسية على الساحة الفلسطينية، ولم تميز بين أي لون أو طيف سياسي.

وأوضح أن عدد الطلبة المستهدفين على مستوى قطاع غزة بلغ (40 ألف) مشارك من مختلف الفئات، مشيراً إلى أن الفترة الزمنية للمخيمات حوالي شهر ونصف.

وبيّن اسليم أن عدد المخيمات على مستوى قطاع غزة بلغت 400 مخيم، موزعة على مختلف المناطق بواقع 100 طالب لكل مخيم، لافتاً إلى أن المخيمات متنوعة ما بين التخصصية والعامة.

وتتنوع الأنشطة والفعاليات العامة ما بين البرامج التربوية والتنشيطية والشرعية والتثقيفية والوطنية، ويحتل الترفيه واللهو والرياضة الجزء الأكبر من برامج المخيمات، وفق اسليم.

وبيّن أنَّ الهدف من إطلاق اسم “راجع لبلادي” على المخيمات من أجل غرس مفهوم حق العودة في نفوس الطلبة، وكونها جاءت بالتزامن مع مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، إضافة إلى التأكيد على أن حركة حماس حاضرة في الميدان السياسي، وميدان المقاومة، وميدان صناعة الجيل ورعايته وتحقيق رغباته.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات