الثلاثاء 16/أبريل/2024

هل فشل الاحتلال في جرِّ غزة إلى مواجهة عسكرية؟

هل فشل الاحتلال في جرِّ غزة إلى مواجهة عسكرية؟

بين خيارين أحلاهما مر باتت المؤسسة العسكرية الصهيونية تتخبط في تعاملها مع مسيرات العودة الكبرى التي تستنزف قواها الأمنية والعسكرية والإعلامية.

فحالة من الإرباك تعتري طرق تعاطي قوات الاحتلال والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية في مواجهة أساليب الشباب الفلسطيني الثائر الذي ينتفض سلمياً على الحدود الشرقية لقطاع غزة، فتارة يرتكب مجزرة وكأنّه أمام جيش جرار، وتارة يحاول أن يجر المقاومة لرد عسكري تنهي سلمية المسيرة الشعبية، إلا أنّ كل هذه الأساليب تفشل أمام الحنكة الفلسطينية في إدارة الصراع، وفق مراقبين.

قصف في العمق
قبيل انطلاق مسيرات العودة في الثلاثين من مارس/آذار المنصرم، هدد الاحتلال الصهيوني بتصريحات متعددة لقادته باستهداف مواقع للمقاومة في عمق غزة رداً على تلك المسيرات الشعبية، إلا أنّ ذلك لم يردع الشباب الفلسطيني الثائر من التقدم نحو الحدود، ورفع الأعلام الفلسطينية والتظاهر السلمي.

لأكثر من مرة استهدفت الطائرات الحربية الصهيونية مواقع عدة للمقاومة كان آخرها فجر أمس الأربعاء، حيث استهدفت المقاتلات الصهيونية من طراز افـ16 قاربين بميناء الصيادين غرب مدينة غزة، وموقعا آخر للمقاومة شمال القطاع بأكثر من ستة صواريخ.

وفي الوقت الذي زعم فيه الناطق باسم جيش الاحتلال، أنّ قواته استهدفت بنية تحتية” تابعة لحركة حماس، عدّت حركة حماس على لسان الناطق باسمها عبد اللطيف القانوع، هذا التصعيد “محاولة فشل جديدة لقطع الطريق على فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار”.

قواعد اللعبة
فعلياً يحاول الاحتلال أن يغير قواعد اللعبة التي يمكن أن تستنزف جيشه على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، فقد اعتمد الاحتلال بحسب المحلل إياد القرا، مؤخراً سياسة قواعد جديدة مع المقاومة، فأصبح يربط بين كل حدث على الحدود الزائلة من تسلل أو تظاهر يضره؛ باستهداف مواقع للمقاومة في العمق.

ويشير القرا، في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أنّ الاحتلال يريد هنا أن يحقق أهدافه بإبقاء المقاومة في حالة ضعف بألا تستطيع الرد من أجل عدم لفت الأنظار عن سلمية مسيرات العودة، وتكتفي بالرد من خلال مضاداتها الأرضية على هذه الطائرات.

ويتفق المحلل السياسي إبراهيم حبيب مع نظيره القرا، مبيناً أنّ الاحتلال الصهيوني يحاول حثيثاً جر المقاومة لمربع المواجهة المفتوحة، لأنه يدرك أن المقاومة لا تريد حالة التصعيد، سيما أن مسيرات العودة باتت تؤلمه كثيراً.

إلا أنّ المحللين اتفقا على أنّ الاحتلال يحاول خلق حالة من الردع للمقاومة مستغلاً بذلك عدم رغبتها بالتصعيد في المرحلة الحالية على الأقل.

أين تنجح المقاومة؟
“تدرك المقاومة أنّ استهداف مواقعها دون رد أمراً ليس هيناً ولا سهلاً” بحسب المحلل القرا، لكنها تنجح في زاوية أخرى مهمة هي أنّها “تريد الهز من صورة السلك الزائل على حدود غزة أمام الشباب السلمي الثائر، بحيث يسهل للشبان الاقتراب منه، وتغيير صورة التوجس منه، وكسر حاجز الخوف بذلك”.

ولا يخفي المحلل السياسي، أنّ هناك محاولات وأساليب عديدة يستخدمها الاحتلال لجر المقاومة لمربع عسكرة المواجهة لإنهاء حالة السلمية على الحدود، وتصبح حجته أقوى أمام العالم باستهداف المتظاهرين السلميين، إلا أنّ حنكة المقاومة تجعله متخبطاً في أساليب مواجهته للمسيرات السلمية.

ويؤيده بالرأي المحلل حبيب، حيث يؤكد أنّ المقاومة تدير هذه المرحلة بكل حنكةٍ وذكاء، ولا تريد أن تمنح مجالاً أو فرصة ذهبية لتحويل المواجهة إلى معركة عسكرية لتنتهي بذلك حالة الزخم والقوة التي منحتها مسيرات العودة الكبرى للقضية الفلسطينية، مبيناً أنّ ذلك يعد ضمن حالة الاستثمار الأمثل في إطار إدارة تكتيكات المواجهة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات