الخميس 28/مارس/2024

الشهيد أبو اعطيوي.. اغتالته إسرائيل قبل العودة لأرضه!

الشهيد أبو اعطيوي.. اغتالته إسرائيل قبل العودة لأرضه!

ترى ما هو الخطر الذي شكله الشهيد صدقي أبو اعطيوي (45 عامًا) على جنود الاحتلال المتحصنين خلف السواتر الترابية على السلك الفاصل حتى يقتله القناصة برصاصة متفجّرة؟!.

قبيل أذان المغرب يوم الجمعة الماضي، اختار قناصة الاحتلال ضحيتهم من بين آلاف المشاركين في مسيرة العودة على حدود مخيم البريج، فصوّبوا رصاصة لرجل يبعد عنهم مئات الأمتار.. كل ما فعله أنه جلس في المكان.

وكان الشهيد أبو اعطيوي يعمل في قسم النظافة في بلدية مخيم النصيرات، وهو أب لسبعة أبناء، منهم أربعة أطفال، استشهد مساء الجمعة الماضي من مسافة تزيد عن 400 متر برصاص الاحتلال.


null

شاهد على الجريمة

ورحل أبو اعطيوي تاركًا خلفه سبعة أبناء، من بينهم طفل في الثانية عشر من عمره، وآخر في الخامسة، وقد عاش حياةً عملية صعبة حتى استقر به المقام قبل 4 سنوات في بلدية النصيرات.

ويؤكد الشاب محمود جبر، أحد شهود العيان الذي عاش مشهد إصابة صدقي أبو اعطيوي، أنه كان يشاهد جنود الاحتلال يطلقون الغاز المسيّل للدموع والرصاص الحيّ على جموع المشاركين في مسيرة العودة.
 
ويتابع: “رأيت شابًّا أصيب برصاصة في ساقة يبعد عني 8 أمتار على بعد 350 مترا من السلك الفاصل، ثم رأيت أبو اعطيوي جالسًا مع أصدقائه على مسافة قريبة مني، وفجأة سمعنا صوت رصاصة، ثم أصيب في عنقه وسقط على جانبه الأيمن”.


null

هرب عشرات الشبان من حول أبو اعطيوي لحظة إصابته، وبعد ثوان بادر كثيرون لمحاولة إنقاذه بعد أن اخترقت الرصاصة عنقه، ونقلوه لعربة إسعاف، لكن حالته كانت خطيرة فاستشهد بعد وصوله المستشفى بدقائق.

قتل متعمّد

عندما زرت خيمة العزاء أخبرني شقيقه محمد أبو اعطيوي، أن الشهيد رجل بسيط وشارك بشكل سلمي في مسيرة العودة، وأن جنود الاحتلال يتّموا أطفاله عندما قتلوه بدم بارد.
 
ويضيف محمد: “شقيقي أصيب كان على مسافة بعيدة من الجنود ولم يشكل خطرًا عليهم، ولكنهم أصابوه برصاصة متفجّرة أسفل عنقه وهو جالس مع مشاركين آخرين، وهذا يعبر عن إفلاس وعجز الاحتلال لأنهم يقتلون متظاهرين سلميين”.


null

ويقول إسماعيل المقادمة، مسؤول الشهيد صدقي أبو اعطيوي في قسم النظافة ببلدية النصيرات، إن البلدية فقدت موظفًا طيب القلب ومطيعًا ومخلصًا في عمله.
 
ويضيف المقادمة: “عرفناه من سنين ملتزمًا بالصلاة، يزور كل بيوت عزاء المخيم، وقد عاش مع شقيقه حياة كفاح، كنت أسند له أي مهمة فيطيع، فهو ذكي في عمله يثبت قدراته في كل موقع”.

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات