عاجل

الإثنين 11/ديسمبر/2023

حمزة قرعاوي.. 14 عاما بانتظار الشهادة الجامعية!

حمزة قرعاوي.. 14 عاما بانتظار الشهادة الجامعية!

يحتاج طالب التمريض في جامعات العالم إلى 4 سنوات للحصول على الشهادة الجامعية الأولى، لكن الطالب حمزة فتحي قرعاوي من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، ما زال ينتظر الحصول عليها منذ 14 عاما.

قرعاوي (32 عاما) لم يتأخر تخرجه من كلية الطب وعلوم الصحة بجامعة النجاح، بسبب تكاسله أو ضعف أدائه الأكاديمي، وإنما بسبب تناوب الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية على اعتقاله، منذ 14 عاما.

وآخر اعتقال له كان قبل أيام لدى جهاز الأمن الوقائي في طولكرم، والذي جاء قبيل بدء موسم الامتحانات النهائية في الفصل الأخير له بالجامعة.

وينتاب عائلة قرعاوي قلق بالغ على سلامته من ناحية، ومن ناحية ثانية من احتمال تأجيل فرحة تخرجه فصلا آخر إذا طالت فترة اعتقاله.

النائب في المجلس التشريعي فتحي قرعاوي، والد حمزة، روى لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” تفاصيل الاعتقال الأخير لنجله فجر الاثنين (26-3)؛ حيث داهمت قوة من الأمن الوقائي منزل والده المجاور لمنزله بأعداد كبيرة من العناصر، بهدف اعتقاله.

وقال: “صحونا في الساعة الثالثة والنصف فجرا على صوت طرق شديد على الأبواب وقرع متكرر للجرس، فاعتقدنا أنهم قوات الاحتلال، لنكتشف بعد فتح الباب أنهم أجهزة السلطة”.

وأضاف: “سألوني عن مكان حمزة، فأخبرتهم أنه يسكن منزلا مستقلا مع عائلته، وطلبت منهم الانتظار حتى أتصل به هاتفيا ليحضر”.

وأكد أن حالة من الرعب تملّكت أطفال العائلة، خاصة وأن الاقتحام جاء في ظلمة الليل، وشارك به عدد كبير من عناصر الأجهزة بعتادهم ووجوههم المموهة، وكأنهم داخلون على ثكنة عسكرية.

على ذمة المحافظ
وبعد أسبوع من الاعتقال والمصير المجهول، وبتدخل عدد من الوسطاء، تمكنت زوجة حمزة من زيارته يوم الثلاثاء الماضي في سجن طولكرم.

دقائق قليلة أمضتها زوجته معه، أبلغها خلالها بأنه موقوف على ذمة المحافظ، وأنه محتجز في الزنازين الانفرادية، ويخضع للتحقيق حول نشاطه الطلابي السابق في الجامعة.

ويؤكد والده أن نجله حمزة انقطع في الفترة الأخيرة عن العمل الطلابي، بسبب قرب تخرجه من الجامعة، وبسبب المسؤوليات العائلية الملقاة على عاتقه، كونه متزوج وأب لطفلين، أصغرهما رضيعة رزق بها قبل ثلاثة أشهر، ويدير محلا تجاريا خاصا به.

ويضيف أنه في الفصل الأخير كان لا يمكث بالجامعة إلا أثناء المحاضرات والامتحانات، ثم يعود مباشرة إلى عمله، لكنه الآن تعطلت مصالحه، وتوقفت دراسته.

اعتقالات بتوقيت مدروس
وعلى مدار الـ 14 عاما الأخيرة، تناوب الاحتلال وأجهزة السلطة على اعتقال حمزة، فقد اعتقله الاحتلال لأول مرة في سن الثامنة عشرة، في سنته الجامعية الأولى، حيث أمضى 18 شهرا، واعتقل في المرة الثانية لمدة 11 شهرا، ثم 30 شهرا.

واعتقلته أجهزة السلطة مرات عديدة، لفترات متفاوتة، تراوحت ما بين عدة أيام وعدة شهور، أطولها استمر مدة 11 شهرا، على خلفية اتهامه بمحاولة اغتيال محافظ نابلس السابق جبرين البكري، وتعرض حينها لتعذيب شديد وقاس، لكن لم يثبت أي من الاتهامات بحقه، وتبين أنها سياسية.

ويؤكد النائب قرعاوي أن معظم الاعتقالات كانت تتم في فترة الامتحانات النهائية، وهو ما كان يتسبب بخسارة الفصل الدراسي، وبالتالي تأجيل تخرجه سنوات أكثر من المعتاد.

ويشير إلى مفارقة مؤلمة، وهي أن بعض مدرسي نجله الآن، كانوا زملاء له على مقاعد الدراسة قبل سنوات.

انتقام ودوافع سياسية
ويبين قرعاوي أن استهداف نجله، يهدف في جزء منه إلى الانتقام من والده، بسبب مواقفه السياسية وتصريحاته المعارضة للسلطة.

وقال: “تعودت السلطة على اعتقال حمزة بسبب إدلائي بتصريح أو كتابتي لمقالات سياسية، وفي بعض المرات نصحني المحامون بأن أخفف من انتقادي للسلطة رأفة بابني، مع أنني لا أستخدم لغة السب والشتم، وإنما أشخص الواقع الأليم”.

وينتقد النائب قرعاوي الموقف السلبي لإدارة جامعة النجاح، وكذلك الكتل الطلابية ومجلس الطلبة من الاعتقال السياسي لطلبة الجامعة.

ويشير إلى أنه ناشد جامعة النجاح ممثلة بمجلس أمنائها ومجلس عمدائها ورئاستها، وكذلك الكتل الطلابية التدخل لإنقاذ مستقبل نجله، لكن لا أحد يحرك ساكنا.

وأشار إلى أن نجله معرض لخسارة هذا الفصل وتأجيل تخرجه مرة أخرى إذا لم يتمكن من تقديم الامتحان الثاني لبعض المساقات، ولم يفرج عنه قبل الامتحانات النهائية، متسائلا عن دور مجلس الطلبة في متابعة قضايا طلبة الجامعة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات