الجمعة 11/أكتوبر/2024

بـالكوشوك.. غزة تستعد لجمعة العودة الثانية

بـالكوشوك.. غزة تستعد لجمعة العودة الثانية

وجوه وأيدٍ توشحت بالسواد لا تكاد تعرف ملامحها، وعزيمة حديدية لا تعرف المستحيل، وقلوب رحيمة على بعضها تبكى في حال أصيب أو استشهد أحد من أعضائها.

هم مجموعة شبان عشقوا تراب وطنهم، وحلموا بأن يعودوا إلى بلادهم المسلوبة؛ أطلقوا على أنفسهم وحدة كوماندوز الكوشوك.

وبهمة ونشاط يبدأون منذ ساعات الصباح كخلية نحل؛ يبحثون ويدخلون كل زقاق علهم يتمكنون من جمع أكبر قدر ممكن من الكوشوك (إطارات السيارات)، استعدادا لما أسموه “جمعة الكوشوك”.

ويعدّ “الكوشوك” والمرايا من الوسائل السلمية المشروعة، ويلجأ لها المحتجون والمتظاهرون كافة في العالم.


null

لثام وكوشوك

وفي إحدى خيام العودة المقامة بمنطقة خزاعة شرق خانيونس جنوبي قطاع غزة، يرابطون داخل المخيم منذ اليوم الأول لمسيرات العودة، حيث أصبح كل من في المكان يعرفهم ويثني عليهم ويدعو لهم.

مع ساعات العصر يخرجون بصدور عارية، وبعض اللثام على الوجه حاملين “الكوشوك” على ظهورهم التي حملوا عليها هم وطن مسلوب وجراح لا تزال تنزف، ويتوجهون صوب جنود الاحتلال المتمركزين على سواتر رملية، لإشعالها بالقرب من الخط الزائل.

وعن سبب إشعالها يتحدثون أنها تعمل كستار عازل يمنع الرؤية لدي جنود الاحتلال الذين يتلذذون في قنص المرابطين والمعتصمين داخل خيام العودة على طول حدود القطاع.

مصعب القصاص، صاحب اللحية المهذبة والعصبة المشهورة، أحد أفراد الوحدة، يجلس داخل خيمة العودة برفقة أصدقائه لأخذ قسط من الراحة بعد عمليات كر وفر مع جنود الاحتلال.

ويقول مصعب لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن جميع أفراد الوحدة الموجودين كانوا قد تعرضوا لإصابات من جنود الاحتلال؛ لكنهم مصرون على مواجهته رغم الاصابة.

ويلفت إلى أنهم يرابطون في مخيم العودة لليوم السادس على التوالي، من أجل التصدى لجنود الاحتلال الذين يطلقون الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع باتجاههم.

ويوضح القصاص أنهم يجمعون “الكوشوك” استعدادا للجمعة التي أُطلق عليها “جمعة الكوشوك”، لمنع قناصة الاحتلال من قنص الشبان المتواجدين على طول الحدود.

وشكل عدد من أصدقاء مصعب درعا بشريا لإحدى الفتيات خلال إحدى المظاهرات شرق خانيونس، والتي لاقت رواجا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.


null

حملة تبرع
وفي قلب بلدة بني سهيلا شرق محافظة خانيونس، شكل الشبان ما يعرف بحملة التبرع بشيكل واحد لشباب السلك والمساعدة في جمع الكوشوك.

ولاقت الفكرة استحسانا من المواطنين الذين بدأوا بالتبرع لهؤلاء الشبان، من أجل مساعدتهم في عمليات النقل للحدود.

ويقف الشاب أدهم شاهين، وقد وضع على صدره لافتة مكتوب عليها “تبرع بشيكل واحد لشباب السلك لنقل الكوشوك”.

ويقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، إن عمليات جمع النقود تأتي من أجل دفع أجرة العربات و”التوكتوك” التي تنقل الكوشوك إلى الحدود استعدادا ليوم الجمعة.

ويلفت شاهين الذي يجوب على المواطنين وقد أمسك مظروفا لوضع النقود فيه، أنهم يجمعون النقود من المواطنين والسائقين والمارة.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

16 عملا مقاوما بالضفة خلال 24 ساعة

16 عملا مقاوما بالضفة خلال 24 ساعة

الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أفاد مركز معلومات فلسطين "معطى"، مساء الخميس، بأن 16 عملا مقاوما سجلت في الضفة الغربية ضمن معركة "طوفان...