الثلاثاء 08/أكتوبر/2024

بركة السلطان في الخليل.. معلم أثري طمسه الاحتلال

بركة السلطان في الخليل.. معلم أثري طمسه الاحتلال

تشكل مدينة خليل الرحمن بؤرة صراع حضاري ثقافي ما بين الفلسطينيين أصحاب الحق وبين الصهاينة المحتلين العنصريين الذين يعملون جاهدين على تهويدها صباح مساء؛ فقد طمسوا المعالم العربية الإسلامية فيها، وحولوا أجزاء من مسجدها الإبراهيمي إلى كنيس، وغيروا الأسماء، وحرفوا التاريخ، واختلقوا روايات تلمودية لا تمت للحقيقة بصلة. 

رغم هذه المحاولات الصهيونية، بقيت مدينة الخليل صامدة أمام العدوان الغادر بمقاومتها وجهادها؛ فحافظ أهلها على عروبتها وإسلاميتها.. ولا زال الكثير من معالمها الأثرية (بركة السلطان، والمدرسة الإبراهيمية، والتكية القديمة)، محاصرة من الاحتلال والمستوطنين لمنع الفلسطينيين من الوصول إليها.

الجذور التاريخية

ما بين حارة قيطون التاريخية في البلدة القديمة من الخليل، والتي تبعد نحو 300 م عن المسجد الإبراهيمي، وحارة بني دار الملاصقة له، يمتد سهل منبسط بين الحارتين، يتوسطه عدة معالم تراثية وأثرية، ولعل أهمها “بركة السلطان”.. تلك التي بناها السلطان سيف الدين قلاوون الألفي الذي تولى السلطنة على مصر والشام أيام المماليك بحجارة مصقولة، وقد اتخذت شكلاً مربعًا بلغ طول ضلعه 40 مترًا تقريبًا، ويبلغ عمقها نحو 25 مترًا، وعرفت منذ ذلك اليوم بـ”بركة السلطان”.

سقاية الحجيج والجند

وحول أهداف بناء تلك البركة التراثية أكد المتخصص في شؤون تاريخ الخليل والقدس الدكتور، عدنان أبو تبانة، أن من أهم الدوافع لبناء هذه البركة سقاية الحجيج القادمين من الشام والمتوجهين إلى الديار الحجازية، وكذلك سقاية جند الإسلام الذين كانوا يدافعون عن الأرض المباركة إبان حروب المغول والصليبيين.

وقال الدكتور أبو تبانة محقق كتاب العلامة (العليمي) الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل، لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “كانت مدينة الخليل تشكل محطة للقادمين من تركيا وبلاد الشام ومصر، والمتوجهين إلى الديار الحجازية، فيجلسون على جنبات بركة السلطان كي ينالوا قسطًا من الراحة، يشربون ويغتسلون ويسقون جمالهم ومواشيهم”.

وأضاف أبو تبانة أن العلامة العليمي أكد أن من أهداف بناء هذه البركة سقاية جند الإسلام الذين كانوا يدافعون عن الأرض المباركة فلسطين من هجمات التتار والمغول والصليبيين.

الحصار والتهويد

منذ احتلال مدينة الخليل عقب عدوان عام 1967م وسلطات الاحتلال تلتهم الأرض وتقيم المستوطنات وتغير المعالم، وعقب عملية الدبويا الشهيرة التي قتل الفدائيون الفلسطينيون يومها ستة مستوطنين، وذلك عام 1984م سيطر اليهود الصهاينة على الكثير من المعالم والمواقع مدعين أنها من بقايا حارتهم القديمة التي سكونها في العهد العثماني.

ويعدّ عبد الهادي حنتش، الخبير في شؤون الاستيطان أن فن الافتراء والتضليل جزء من السياسية اليهودية الصهيونية في الهيمنة على الخليل وحصارها. 

وأضاف حنتش لمراسلنا: “اقتحم الصهاينة المسجد الإبراهيمي وحولوا جزءًا كبيرًا منه إلى كنيس، وسيطروا على “مدرسة الدبويا” و”مدرسة أسامه بن المنقذ”، و”مستوصف الإخوان”، و”حسبة الخضار” و”بركة السلطان”، و”التكية القديمة”، وحاصروها ومنعوا الفلسطينيين من الوصول إليها، وكونت بركة السلطان معلمًا أثريا وتراثيًّا بارزًا فأصبحت ضمن الحصار ودائرة التهويد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الرئيس الفنزويلي: سنقف دائما مع فلسطين

الرئيس الفنزويلي: سنقف دائما مع فلسطين

كاراكاس – المركز الفلسطيني للإعلام  قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، إن "بلاده ستقف دائما إلى جانب فلسطين، ولن تتركها وحيدة في قضيتها...

حزب الله يدك حيفا بـ 100 صاروخ

حزب الله يدك حيفا بـ 100 صاروخ

بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام وجه حزب الله اللبناني، اليوم الثلاثاء، ضربة صاروخية كبيرة على مدينة حيفا والكريوت، ضمن سلسلة عمليات دعماً لشعبنا...