الخميس 28/مارس/2024

الباعة الثلاثة بغزة.. تتغير المهنة ويبقى الحصار

الباعة الثلاثة بغزة.. تتغير المهنة ويبقى الحصار

فريق مكون من ثلاثة شبان يبيعون الفاكهة على الطريق الساحلي غرب دير البلح ، شكل في فكرته حالة مواجهة دائمة مع عقبات الحياة المتوالية بغزة المحاصرة.
 
من مهنة الصيد وقيادة المركبات وأعمال البناء والزراعة، وجدوا أنفسهم مضطرين لكسب رزقهم من المركبات المتنقلة بين شمال وجنوب قطاع غزة عند مفصلها الأوسط قبالة دير البلح.
 
وتعدت نسبة البطالة في قطاع غزة في العام الماضي (2017) ما نسبته 50% بعد أن أصبح أكثر من ثلتي سكان غزة تحت خط الفقر مع اشتداد الحصار وأزمات غزة المتتابعة.

كل يوم مهنة

بالنسبة للشاب أحمد الجميلي (25 عامًا)، يجد نفسه بين أسبوع وآخر مضطراً لتبديل مهنته لكسب رزقه وإعالة أسرته المكونة من زوجة وطفلة ومولود يترقب ولادته.

يقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “درست هندسة ترميم مبانٍ، ولم أجد عملا، فعملت سائق مركبة، ثم عامل بناء، وعامل في مصنع قهوة، ومرة في مصنع بسكويت، وعملت في الأنفاق الحدودية، واليوم استقر بي المقام بائع على الشاطئ”.
 
يؤكد الجميلي أن البطالة والحصار حرمت الشبان من فرص العمل، لكنه لم يستسلم أمام واجبات الحياة اليومية، فبرنامجه يبدأ كل يوم بجمع الفاكهة مع صديقه ونقلها للطريق الساحلي.
 
ويتابع: “إذا لم أعمل لن أحصل على شيكل واحد، فنحن هنا من سنوات وبعض الأيام جيدة وأخرى سيئة، لكنني مضطر ألا أستسلم، وأن أخوض الرحلة كل يوم من السادسة صباحاً حتى أذان المغرب”.
 
نقطة بيع منذ خمس سنوات تعرّف المارة وزوار الشاطئ على البائع أحمد الأسطل (25 عامًا) الذي ينتقل مع بضاعته صبيحة كل يوم من مدينة خان يونس إلى دير البلح.
 
قديماً لم يكن الأسطل كمزارع ورث الزراعة أبا عن جد يخرج من بستانه وأرضه، لكنه اليوم مضطر للتكيف مع تردي الأحوال الاقتصادية لامتهان البيع والشراء.
 
يضيف لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “لدينا 16 دونما جوافة ولدي صنف يثمر في غير موعده، وثمن الكيلو 10-15 شيكل، وما عدا ذلك أبيع المتوفر، وكما ترى اليوم معي برتقال وجوز هند وتمور”.

يتجشّم معاناة الوقوف ساعات طويلة في الطقس البارد أمام شاطئ البحر بعد أن عرفه السائقون والزبائن في نقطة البيع التي أصبحت تعرف باسمه وبضاعته.
 
ويتابع: “أعرف أن أحوال الشباب صعبة، لكن ممكن لو كسب الشباب رزقهم بشرف من البيع والشراء أن يعيشوا ولا يحتاجوا أحدا، وأنا لدي ولد وبنت مضطر لإعالتهم كل يوم”.



صيّاد البحر

قبل سنوات تعرّف الصياد أحمد كلوب على البائع أحمد الأسطل وبمجاراته في الحديث تقربا، حتى امتهن معه البيع في أيام البحر الهائج.
 
يقول كلوب لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أنا صياد لكن كثيراً لا يوجد صيد، فأمتهن بيع الفاكهة هنا، وقد عجزت عن مواصلة الدراسة لعدم توفر المال للرسوم والمواصلات”.
 
بين حين وآخر يترك كلوب صديقيه على الطريق الساحلي، ويركب البحر خاصّة بعد انتهاء المنخفضات الجوية التي تبشّر بخروج الأسماك مع تبدّل المياه من البحر الهائج للهادئ.
 
وصبيحة كل يوم تتكرر رحلة الباعة الثلاثة بعد أن يتجمعوا ويبدؤوا في تجميع الثمار قبل عرضها على الطريق الساحلي رغم برودة طقس الشتاء أملاً في كسب الرزق.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات